تدخل حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية فى غزة شهرها السادس عشر مع استمرار معاناة النازحين الفلسطينيين ورغبتهم فى التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار وإبرام صفقة لتبادل الأسرى، وتواصل الطائرات الحربية الإسرائيلية قصف منازل ومخيمات النزوح فى مناطق متفرقة بالقطاع، ما يفاقم معاناة حوالى 2 مليون نازح فلسطينى فى غزة.
ودمر جيش الاحتلال الإسرائيلى على مدار الأشهر الماضية أحياء سكنية كاملة ومدن بمجملها سوّاها الاحتلال الإسرائيلى بالأرض عبر تنفيذ سياسة "إبادة المدن"، إذ وصلت نسبة الدمار فى القطاع إلى 86%، استشهد 14 فلسطينيا وأصيب العشرات، فجر اليوم الإثنين، فى قصف غارات إسرائيلية على مناطق متفرقة من قطاع غزة لليوم الـ458 من حرب الإبادة على القطاع.
وأكدت مصادر فلسطينية، بأن طائرات الاحتلال الإسرائيلى قصفت منزلا فى محيط بركة الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، ما أدى لاستشهاد 4 نازحين فلسطينيين وإصابة آخرين.
وأضافت أن طائرة الاحتلال الإسرائيلى المسيرة استهدفت شقة سكنية فى البلدة القديمة وسط غزة، ما أدى لاستشهاد طفل وامرأة، وعدة إصابات جلهم من الأطفال وكبار السن وعدد من المفقودين.
كما استشهد فلسطينى فى قصف الاحتلال الإسرائيلى على مخيم جباليا شمال قطاع غزة، وتوأمان فى القصف المستمر على الشمال.
واستشهدت الطبيبة الفلسطينية ثبات سليم، وتعمل متطوعة فى مستشفى شهداء الأقصى بدير لبلح، جراء قصف الاحتلال الإسرائيلى منزلا بمخيم النصيرات وسط القطاع.
وقالت مصادر محلية، إن مواطنين استشهدا إثر قصف الاحتلال استهدف مزارعين أثناء نومهما فى حقلهم الزراعى فى منطقة مصبح شمال محافظة رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة، وآخران ارتقيا فى قصف الاحتلال الإسرائيلى شمال شرق رفح.
فيما اعلنت وزارة الصحة فى غزة وفاة الطفل يوسف أحمد أنور كلوب، الذى لم يتجاوز عمره 35 يومًا، نتيجة الظروف المناخية القاسية والبرد القارص الذى يعانى منه قطاع غزة، مشيرة إلى أن هذه الحادثة تأتى فى إطار ارتفاع عدد الوفيات الناتجة عن البرد القارص، حيث بلغ إجمالى المتوفين حتى الآن 8 حالات.
وأشار مكتب الإعلام الحكومى فى غزة إلى ارتفاع عدد الوفيات بسبب البرد القارس وموجات الصقيع بين النَّازحين فى الخيام إلى 8 وفيات، لافتة إلى أن العدد مُرشح للزيادة بسبب الظروف المأساوية التى يعيشها النازحون الذين دمر الاحتلال الإسرائيلى منازلهم وباتوا يسكنون الخيام منذ بدء جريمة الإبادة الجماعية على قطاع غزة منذ قرابة 15 شهراً.
وأوضح المكتب الاعلامى الحكومى فى غزة أن استمرار موجات الصقيع وبرودة الشتاء فى الأيام القادمة، يُشكّل تهديداً حقيقياً على حياة النازحين الفلسطينيين الذين يعانون معاناة مأساوية نتيجة جرائم الاحتلال الإسرائيلى بحقهم وهدم منازلهم وأحيائهم السكنية، حيث أرغمهم الاحتلال على النزوح إلى خيام مهترئة لا تقى من برودة الشتاء ولا من موجات الصقيع القاسية.
فيما كشفت وسائل إعلام محلية فلسطينية عن قوائم بأسماء المحتجزين الإسرائيليين الذين وافقت حركة حماس على الإفراج عنهم ضمن المرحلة الأولى من صفقة لتبادل الأسرى، وتضم القائمة أسماء عسكريين ومدنيين وقصر، كما أن بينهم أحياء ومتوفين.
وقال قيادى فى حماس، إن حركته وافقت على الإفراج عن 34 محتجزاً ضمن قائمة قدمتها تل أبيب للتبادل فى المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار، موضحا أن القائمة التى قدمتها إسرائيل ووافقت عليها الحركة تأتى وفق المحددات المتفق عليها فى الجولة الأخيرة من المفاوضات السابقة، وتشمل النساء والمرضى والأطفال.
بدوره، عقب مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، الاثنين، على ما نشرته وسائل الإعلام من قائمة لأسماء أسرى إسرائيليين لدى المقاومة فى قطاع غزة على أنها أسماء أرسلتها حركة حماس إلى الوسطاء للإفراج عنها ضمن المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى.
وزعم مكتب نتنياهو فى بيان مقتضب له، أن "قائمة المختطفين المنشورة فى وسائل الإعلام لم تنقلها حماس إلى إسرائيل بل تم نقلها فى الأصل من إسرائيل إلى وسطاء فى وقت مبكر من يوليو 2024".
على جانب آخر، قتل 3 إسرائيليين وأصيب 7 آخرون بجراح متفاوتة فى عملية إطلاق نار استهدفت حافلة ومركبتين إسرائيليتيين، اليوم الاثنين، قرب قرية الفندق شرق محافظة قلقيلية.
وأفادت "نجمة داود الحمراء" الإسرائيلية، بأن طواقمها قدمت العلاجات الأولية لستة مصابين بينهم امرأتان، فى الستينيات من عمرهما، و4 مصابين آخرين وصفت حالتهم بالمتوسطة.
وأظهرت مقاطع مصورة استهداف حافلة بعملية إطلاق نار خلال سفرها بأحد الشوارع من قبل منفذ واحد على الأقل، الذى لاذ بالفرار من المكان.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلى عن مسؤول أمنى، لم تسمه، قوله إن "مخربين" اثنين أطلقا النار على مركبتين إسرائيليتين وحافلة، ثم لاذا بالفرار من المكان.
وأشار إلى أن قوات كبيرة شرعت بمطاردة منفذى العملية، وقد جرى إغلاق طرق وحصار نابلس وقرى أخرى فى المنطقة.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلى فى بيان أولى مقتضب تلقيه بلاغا حول عملية إطلاق نار قرب "كدوميم"، ثم ذكر لاحقا أن قواته شرعت بمطاردة منفذى العملية.
بدوره أكد وزير الجيش الإسرائيلى يسرائيل كاتس، أن "من يتبع طريق حماس فى غزة ويرعى قتل اليهود وإيذاءهم سيدفع ثمنا باهظا، وأصدرت تعليماتى للجيش بالتحرك بقوة فى أى مكان يتجه إليه القتلة".
