ساعات قليلة ويبدأ تفعيل اتفاق وقف إطلاق النار على قطاع غزة ودخوله رسميا حيز التنفيذ اعتبارا من الساعة 8.30 بتوقيت غزة يوم غد الأحد الموافق 19 يناير".
أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس الجمعة، أن مجلس الوزراء الأمني وافق على اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة واستعادة المحتجزين، وذلك بعد اجتماع استمر أكثر من 6 ساعات.
وأوضح عضو في مجلس الوزراء الأمني، أن الحكومة صادقت على صفقة التبادل مع حماس بأغلبية 24 وزيرًا ومعارضة 8 وزراء.
وأفادت وكالة "رويترز" أنه بموجب الاتفاق، الذي يبدأ يوم الأحد المقبل، سيتم وقف إطلاق النار لمدة 6 أسابيع مع أول عملية تبادل لمحتجزين إسرائيليين مقابل سجناء فلسطينيين، ضمن سلسلة من العمليات، ويُتوقع أن يُفسح الاتفاق المجال لإنهاء الحرب المستمرة منذ 15 شهرًا في غزة.
فيما أكد أعضاء مجلس النواب أن إعلان التنفيذ الفعلي للاتفاق يؤكد على الدور المصري في حل القضية الفلسطينية ، وأن هذا الاتفاق يعد خطوة تاريخية نحو استعادة الاستقرار الإنساني وإعادة إعمار قطاع غزة.
حيث قال الدكتور أيمن محسب، وكيل لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، إنه تفصلنا ساعات قليلة عن إعلان تفعيل اتفاق وقف إطلاق النار على قطاع غزة ودخوله رسميا حيز التنفيذ، في خطوة تاريخية نحو استعادة الاستقرار الإنساني وإعادة إعمار قطاع غزة، لافتا إلى أن هذا الاتفاق الذي تم برعاية مصرية سيُحدث تحولا نوعيا في حياة سكان القطاع، بعد 15 شهرا من الحرب الدامية التي أودت بحياة الآلاف من الفلسطينيين الأبرياء، وانهيار كل أوجه الحياة في القطاع المحاصر.
وأضاف "محسب"، أن الاتفاق سيفتح الباب أمام سلسلة من الخطوات الإنسانية والتنموية، تقودها مصر، لإعادة الحياة إلى غزة، حيث تستعد مصر لدخول المرحلة الأولى من خطة إنسانية شاملة، حيث سيتم يوميًا إدخال مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات الأساسية عبر معبر رفح، تشمل هذه المساعدات الغذاء والدواء والوقود، إلى جانب مستلزمات الإيواء الضرورية للأسر المتضررة، مؤكدا أن مصر الحاضنة التاريخية للقضية الفلسطينية وستظل المدافع الأول عن حقوق الشعب الفلسطيني.
وأشار عضو مجلس النواب، إلى أن الدولة المصرية أعلنت أنها لن تدخر جهدًا في تقديم الدعم اللوجستي والإنساني لسكان القطاع، خاصة مع حجم الدمار الهائل الذي أصاب البنية التحتية، متوقعا أن تبدأ خطة إعادة إعمار غزة، والتي ستكون تحت إشراف مصري كامل، فور تثبيت وقف إطلاق النار، حيث ترتكز الخطة على إعادة تأهيل المساكن المدمرة، وبناء مدارس ومستشفيات، بالإضافة إلى تطوير شبكات الكهرباء والمياه.
وتابع : مصر التي قادت جهود التهدئة على مدار الأشهر الماضية، تسعى إلى تقديم نموذج يُحتذى به في كيفية تحويل المآسي إلى فرص تنموية مستدامة، مطالبا المجتمع الدولي بضمان استمرار التهدئة، وتوفير الموارد المالية الضخمة التي تتطلبها خطة الإعمار، إلى جانب ضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها دون قيود، مؤكدا أن دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ خطوة أولى على طريق طويل وشاق، لإعادة الحياة للقطاع لكن بتكاتف الشعب الفلسطيني مع الدولة المصرية سيتم إعادة صياغة مستقبل قطاع غزة، ووضع أسسا لمستقبل أكثر استقرارا وأمانا بالمنطقة.
ثمّنت النائبة ميرال جلال الهريدي، عضو مجلس النواب عن حزب حماة الوطن، وعضو لجنة الدفاع والأمن القومي، نجاح جهود الوساطة المصرية إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية وقطر للوصول إلى اتفاق يفضي بوقف إطلاق النار في قطاع غزة بعد أكثر من 467 يوما من العدوان الإسرائيلي تكبد فيها الشعب الفلسطيني خسائر بشرية ومادية فادحة، هددت أمنه واستقراره وسلام المنطقة بشكل كامل.
وقالت النائبة ميرال جلال الهريدي إن أهالي غزة ذاقوا مرارة الحرب في أبشع صورها، حرب غير عادلة استخدمت فيها كافة الأسلحة والسبل المحرمة بهدف الإبادة الجماعية والتعدي على حقوق شعب في إقامة دولته ومحاولة فرض خيارين لا ثالث لهما إما الإبادة أو التهجير في محاولة لتصفية القضية وزعزعة أمن واستقرار المنطقة وتهديد الأمن القومي الإقليمي والدولي.
وأوضحت عضو مجلس النواب أن مصر أدركت جيدا حجم المخطط الصهيوني الذي استهدف تقويض السلام الشامل والعادل في المنطقة إعلاءً لمصلحة الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن دور مصر المحوري ومساعيها الحثيثة لحشد الرأي العام العالمي والمجتمع الدولي كان كاشفا لهذا المخطط وساهم في إحباطه وإفشاله بشكل كامل، والحفاظ على حق القضية الفلسطينية والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته.
وأشارت النائبة ميرال الهريدي إلى أن الدولة المصرية قدمت جهودا كبيرة بالإضافة إلى جهودها الدبلوماسية، حيث وفرت المئات من شحنات المساعدات الإنسانية والإغاثات وساعدت في مرورها عبر حدودها لإنقاذ الشعب الفلسطيني من خطر الحصار والإبادة، كما استقبلت المرضى والمصابين لتلقي العلاج، وواجهت مخاطر وتحديات كبيرة من أجل الحفاظ على الأمن القومي المصري والعربي، مؤكدة أن مصر ستظل دائما الدرع الحصين للأمة العربية.
أكد النائب حسن عمار، عضو مجلس النواب، أن الإعلان عن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، بعد العدوان الغاشم والمعاناة الإنسانية التي عاشها الشعب الفلسطيني لأكثر من 15 شهراً في غزة، جاء لينهي مأساة كبرى وحرب مدمرة قتل على إثرها آلاف الأبرياء والمدنيين من الأطفال والنساء والشباب، بعدما ارتكب الاحتلال بحقهم مجازر دامية لن يمحوها التاريخ وستظل باقية في ذاكرتنا لتكشف الوجه الحقيقي لهذا الاحتلال الصهيوني الذى انتهك وخرق كافة مفاهيم حقوق الإنسان وضرب بها عرض الحائط.
وأضاف "عمار"، أن اتفاقية وقف إطلاق النار في غزة تمهد الطريق أمام هدوء الأوضاع السياسية بالمنطقة وتفتح الباب إلى طاولة المفاوضات والحوار، بدلا من اشتعال الجبهات التي كادت أن تقود المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة ستكون فاتورتها الاقتصادية والسياسية على العالم باهظة وآثارها السلبية ممتدة لسنوات، مشيراً إلى أن تعنت رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي كان يسعى لإعاقة التوصل لاتفاق، هو السبب في تأخر هذه الاتفاقية، لأنه يدرك جيداً أنه قد أخفق في جميع أهدافه التي كان يتوعد بها حماس لأكثر من عام .
وأشار عضو مجلس النواب، إلى أن مصر لعبت دوراً مهماً في إتمام اتفاق وقف إطلاق النار، لافتاً إلى أن مصر هي أول دولة في العالم اقترحت رؤية شاملة ليس فقط للتوصل إلى الهدنة، ولكن لحل مشكلة غزة برمتها، وقد استندت الرؤية المصرية الي عدة مراحل الأولى كانت تتمثل في وقف إطلاق النار وعملية تبادل الأسرى والرجوع إلى مبدأ الحوار والتفاوض القائم على المصالح المشتركة للجانبين، مع التأكيد على إدخال المساعدات وصولاً إلى البدء في إعادة الإعمار بعد الدمار الشامل الذى لحق بالقطاع، وأدى إلى تدمير البنية التحتية بالكامل لتتحول إلى بقعة غير صالحة للحياة.
وأوضح النائب حسن عمار، أن دور مصر في اتمام اتفاق وقف إطلاق النار ليس الموقف الأول أو الأخير الذى يكشف عن مدى العلاقة الوطيدة بين مصر والقضية الفلسطينية، فلن تدخر جهداً منذ اللحظة الأولى لاندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة ورابطت على الحدود لتمرير المساعدات الإنسانية إلى القطاع رغماً عن نتنياهو، بل ونجحت في كشف جرائم الاحتلال الإسرائيلي أمام المحافل الدولية وكذبت كافة ادعاءاته بالحقائق والدلائل، فقد كان لها دور محوري ورئيسي في جولات المفاوضات التي أخذت مسارات عدة حتى وصلت لهذا القرار الذى ينتظره كل مواطن في الوطن العربي منذ أكثر من عام.