سيطرت حالة من الارتياح علي النازحين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة ، عقب دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ بعد أكثر من 15 شهرًا من عدوان دموي وإبادة جماعية للمدنيين في قطاع غزة، ما تسبب في كارثة إنسانية غير مسبوقة وتدميرًا واسع النطاق للبنية الأساسية والمستشفيات، بالإضافة الي زيادة هائلة وكارثية في الاحتياجات الإنسانية.
من جانبها أكدت منظمة أطباء بلا حدود أنه بعد أكثر من 465 يومًا يجب على قوات الاحتلال الإسرائيلي إنهاء الحصار المفروض فورا على غزة، وأن تضمن زيادة هائلة في المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة ، حتى يتمكن مئات الآلاف من الأشخاص الذين يعانون من ظروف يائسة من بدء طريقهم الطويل نحو التعافي.
وقالت المنظمة الدولية اليوم، أن ثمن هذه الحرب المروعة شمل تدمير المنازل والمستشفيات والبنية التحتية ؛ ونزوح ملايين الأشخاص الذين هم الآن في أمس، الحاجة إلى الماء والغذاء والمأوى خلال فصل الشتاء البارد، لافتا إلي أنه تسبب الدمار الهائل في الألم والمعاناة لملايين الأشخاص في قطاع غزة.
وأضاف التقرير أنه على مدى أكثر من 15 شهراً ، امتلأت غرف المستشفى بالمرضى الذين بترت أطرافهم وغيرهم من الصدمات الناجمة عن التفجيرات، وبالأشخاص المذهولين الذين يبحثون عن جثث أقاربهم كما لقد تعرضت المرافق الصحية والطواقم الطبية للهجوم، وفي الوقت نفسه، فإن عدد الأشخاص المحتجزين تعسفياً في غزة والضفة الغربية مروع.
ومن جانبه أفاد مكتب تنسيق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا) بأنه تقوم الأمم المتحدة والشركاء في المجال الإنساني بحشد الإمدادات والموارد لتوسيع نطاق تقديم المساعدات في جميع أنحاء القطاع لافتا الي أنه يعمل المجتمع الإنساني على زيادة تدفق البضائع إلى غزة عبر جميع المعابر المتاحة والاستعداد للتوزيع داخل قطاع غزة.
وقال ستيفان دوحاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة، إن 80 ألف طن من المساعدات الغذائية والتي تكفي لإطعام مليون شخص لمدة ثلاثة أشهر جاهزة للدخول إلى غزة في أقرب وقت ممكن لافتا الي ان جاري دراسة كيفية سبل توسيع نطاق المساعدات النقدية فيما تسعى منظمات الإغاثة إلى توفير الملاجئ الأساسية لمئات الآلاف من الناس.
ومن جانبه أكد قال الدكتور ريك بيبركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في الأرض الفلسطينية المحتلة إن إعلان وقف إطلاق النار يبعث الأمل، ولكن التحدي الذي ينتظرنا مذهل وستكون معالجة الاحتياجات الهائلة واستعادة النظام الصحي مهمة معقدة وصعبة، مؤكدا ترحيب منظمة الصحة العالمية بالإعلان عن التوصل إلى اتفاق لتأمين وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن في غزة معربا عن أمله في أن تحترم جميع الأطراف التزامها بتنفيذ الاتفاق بالكامل والعمل نحو تحقيق السلام الدائم الذي تشتد الحاجة إليه. وفق مركز إعلام الأمم المتحدة
وقال المسؤول الأممي إن المنظمة أعدت خطة مدتها 60 يوما لتنفيذها عند بدء وقف إطلاق النار. وأوضح أن "الهدف الآن هو إدخال ما بين 500 و600 شاحنة يوميا خلال الأسابيع المقبلة، وهذا من شأنه أن يشكل زيادة هائلة في عدد الشاحنات التي وصلت إلى القطاع خلال الأشهر الماضية، والذي تراوح بين 40 إلى 50 شاحنة يوميا".
وأشار بيبركورن إلى أن جهود المنظمة ستركز في المرحلة المقبلة على استعادة وتوسيع الخدمات الصحية الأساسية، واستعادة البنية التحتية الصحية وتعزيز مسارات الإحالة للرعاية الحرجة داخل غزة والإجلاء عبر الحدود، ومعالجة سوء التغذية، وحماية المجتمعات من الأوبئة، وتوسيع نطاق حملات التحصين لسد الفجوات.
وأكد بيبركورن أن منظمة الصحة العالمية وشركاءها يقفون على أهبة الاستعداد لدعم النظام الصحي وشعب غزة، وأن المنظمة تعمل على توسيع نطاق العمليات وتعبئة الإمدادات والموارد الحيوية لتلبية الاحتياجات الفورية ودعم جهود التعافي المبكر مشددا على ضرورة إزالة العقبات الأمنية والسياسية الكبيرة التي تحول دون تقديم المساعدات في جميع أنحاء غزة.