في قلب كل وطن يعيش أبطال لا ينامون، يحرسون حدود الأمان ويسهرون على استقراره، هؤلاء الأبطال هم رجال وزارة الداخلية، الذين لا يتوقفون لحظة عن مواجهة قوى الظلام التي تحاول النيل من أمن هذا الوطن.
في الذكرى عيد الشرطة، نتوقف أمام جهدٍ لا يتوقف في حربٍ مستمرة على الإرهاب والشائعات، إذ تلعب وزارة الداخلية دورًا محوريًا في حماية هذا الشعب وأرضه من التهديدات التي تسعى إلى زعزعة استقراره.
الإرهاب في منطقتنا، مثل فيروس خبيث، لا يكاد يختفي حتى يظهر في مكان آخر، مع تراجع الأوضاع الأمنية في بعض البلدان المجاورة، يتسلل التنظيمات الإرهابية إلى المنطقة، مستغلة الفراغات الأمنية لتنفيذ مخططات فوضوية تهدف إلى تدمير المجتمعات وزعزعة استقرار الشعوب.
هذه التهديدات، التي تعيش في الظلام، تتطلب يقظةً دائمة ورد فعل سريع، وهو ما تحقق بفضل جهود وزارة الداخلية التي لا تكل ولا تمل في مكافحة هذه الآفة.
من جهة أخرى، لم تقتصر الحرب على الإرهاب على المواجهات الأمنية المباشرة، بل تعدتها إلى حروب غير مرئية تتمثل في الشائعات والأخبار الكاذبة التي تسعى بعض الجماعات إلى ترويجها.
وفي مقدمة تلك الجماعات تأتي جماعة الإخوان الإرهابية، التي تسعى بشتى الطرق إلى استعادة قوتها عبر نشر الأكاذيب وتحريض الشباب على القيام بأعمال تهدد الأمن العام من خلال ترويج الشائعات والتنسيق مع فئات أخرى تحمل نفس التوجهات العنيفة، تحاول هذه الجماعة ضرب النسيج الاجتماعي والتشويش على الاستقرار الذي يعمه المجتمع المصري اليوم، لكن، كما تقول الحكمة: "الحذر نصف النجاح"، ووزارة الداخلية، بخبراتها العميقة، لم تترك شيئًا للصدفة، فهي تعمل على رصد تلك المخططات قبل أن تتناثر بذور الفوضى، وتوجيه ضربات استباقية تحبطها في مهدها. تتضمن هذه الجهود محاربة التمويل غير المشروع للجماعات الإرهابية، حيث نجحت الأجهزة الأمنية في تعطيل العديد من محاولات تفعيل شبكات تمويل تُقدر قيمتها السوقية بنحو 2.4 مليار جنيه.
هذه الأموال، التي كانت في طريقها إلى دعم النشاطات الإرهابية، تم قطع طرق وصولها بفضل يقظة رجال الأمن إلى جانب الجهد الأمني، لا تقتصر وزارة الداخلية على الضربات الاستباقية وحسب، بل تعمل على تحصين المجتمع ضد الأفكار الهدامة عبر تكثيف برامج التوعية.
تحرص الوزارة على نشر الحقائق وتوضيحها للرأي العام عبر الإعلام، مما يساعد في تعزيز الوعي المجتمعي بمخاطر الشائعات ويسهم في بناء جبهة داخلية قوية قادرة على مواجهة كل من يحاول اختراق صفوف المجتمع المصري.
وبالرغم من التحديات المستمرة، يبقى الشعب المصري على قناعة راسخة بأن مصر ستظل حصنًا منيعًا في مواجهة الإرهاب، والفضل في ذلك يعود إلى تلاحم الجهود بين وزارة الداخلية والشعب، الذي لا يتوانى في دعم قواته الأمنية في الحرب على الإرهاب.
إن ما تقدمه وزارة الداخلية من تضحيات وجهود في مكافحة الإرهاب ووقف انتشار الشائعات، هو فخر لكل مواطن مصري، وقد أثبتت الأيام أن مصر قادرة على العبور من خلال هذه الأزمات بحكمة وبتخطيط استراتيجي طويل الأمد.
وفي ظل هذه الجهود، يسطر رجال وزارة الداخلية يومًا بعد يوم أروع قصص البطولة والشجاعة، لتظل مصر دائمًا كما كانت: وطنًا آمنًا، قويًا، ثابتًا في مواجهة الرياح العاتية.
وفي يوم عيد الشرطة، يحق لكل مصري أن يفخر بما تقدمه وزارة الداخلية من بطولات ومساهمات في الحفاظ على الوطن، وتذكيرنا بأن الأمن ليس مجرد حالة، بل هو يقظة مستمرة وإرادة لا تلين.