اليوم الجمعة، وقفة شعبية حاشدة، حيث تجمع مواطنون من مختلف الفئات، ومن مختلف محافظات الجمهورية، معبرين عن الموقف الشعبي الرافض لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، مؤكدين على دعمهم الثابت للقضية الفلسطينية.
ورفع المصريون المحتشدون أمام معبر رفح لافتات كتب عليها "تهجير الفلسطينيين خط أحمر.. لا للتهجير"، كما رفعت الوفود الشعبية أعلام مصر وأعلام فلسطين، كما ضمت الوفود السياسية والشعبية عددا كبيرا من نواب مجلسى النواب والشيوخ، كما تضمت أعدادا كبيرة من المواطنين، الرافضين بقوة لدعوات التهجير للشعب الفلسطينى ، مؤكدين دعمهم للموقف القيادة السياسية.
هذه التحركات العفوية ليست مجرد تظاهرة عابرة، بل تعكس مواقف عميقة لها دلالات تاريخية وسياسية واجتماعية مهمة، فالحضور الجماهيري عند معبر رفح يأتي كرسالة مباشرة للداخل والخارج بأن المصريين يرفضون أي مشاريع لإفراغ غزة من سكانها، مؤكدين أن تهجير الفلسطينيين جريمة إنسانية، وتهديد للأمن القومي المصري بشكل مباشر، ولطالما كانت مصر خط الدفاع الأول عن فلسطين، ويدرك المواطن العادي قبل السياسي أن تهجير الفلسطينيين يعني إعادة إنتاج نكبة جديدة، لن تتوقف تداعياتها عند حدود غزة، بل ستمتد لتشمل المنطقة كلها.
وقد أكد عدد من السياسيين المصريين المشاركين في الوقفة الشعبية، أن الحراك الشعبي عند معبر رفح يعكس وعيًا جماهيريًا راسخًا بأن القضية الفلسطينية ليست قضية خارجية، بل هي جزء من الوعي الوطني المصري. منذ عقود، والمصري يدرك أن أمن فلسطين واستقرارها جزء لا يتجزأ من أمن مصر واستقرارها، كما أنها تعكس حالة التناغم التيى تجمع الدولة والشعب المصري، فلطالما عبرت الدولة المصرية عن رفضها الواضح لمخططات تهجير الفلسطينيين، والتظاهرات الشعبية اليوم تعزز هذا الموقف. لكن في الوقت ذاته، تعكس هذه الحشود نوعًا من الضغط الشعبي على صناع القرار للاستمرار في اتخاذ مواقف أكثر صلابة ضد أي ضغوط دولية قد تحاول فرض حلول مؤقتة غير عادلة.
والاحتشاد الشعبي أمام معبر رفح ليس حدثًا عابرًا، بل رسالة ممتدة تؤكد أن الشعب المصري، رغم كل التحديات الداخلية، لا يزال واعيًا ومدركًا لما يدور حوله. هذه الوقفة قد لا تغير السياسات الدولية بين ليلة وضحاها، لكنها بالتأكيد تضع النقاط على الحروف، وتبعث برسالة واضحة: فلسطين ستبقى في القلب، وأي محاولات لتغيير واقعها عبر التهجير لن تُقابل إلا بالرفض والمقاومة، شعبيًا ورسميًا.
وفي هذا السياق أعلن تحالف الأحزاب الرئيسية، المكون السياسى الذى يضم 42 حزبا، رفضه المطلق لمحاولات الابتزاز ومخططات التهجير القسرى للفلسطينيين من أراضيهم.
وأكد التحالف في بيان له، أن مئات الألاف من المصريين قالوا كلمتهم اليوم وأعلنوا من أمام معبر رفح تأييدهم لكافة القرارات التي يراها الرئيس عبد الفتاح السيسى مناسبة للحفاظ على الأمن القومى للبلاد وموقف مصر الثابت تجاه القضية الفلسطينية وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأشار التحالف في بيانه، أن الحشد التلقائى رسالة لإرادة شعبية من المصريين بكافة أطيافهم يؤكد أنه على قلب رجل واحد ولا يقبل المساس بحقوق الفلسطينيين التاريخية ويوجه رسالة إلى المجتمع الدولى بضرورة أن يفى بالتزاماته نحو احترام المواثيق الدولية وتحمل مسؤولياته القانونية والإنسانية تجاه الشعب الفلسطيني ورفض المخططات التي تهدف إلى زعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط بمحاولة تصفية القضية الفلسطينية.
وجدد النائب تيسير مطر الأمين العام لتحالف الأحزاب المصرية رئيس حزب إرادة جيل وكيل لجنة صناعة الشيوخ، تأكيده على أن مصر بمواقفها التاريخية ستظل حامية للقضية الفلسطينية كما لا تقبل التفريط في ذرة تراب واحدة من أراضيها، وتدرك حجم المؤامرات التي تهدف إلى محاولة زعرعة استقرار الشرق الأوسط على حساب حقوق الفلسطينيين وأنه على ثقة مطلقة في قيادته السياسية وقدرتها في التعامل مع مثل هذه القضايا
فيما أكد النائب سيد سمير، عضو اللجنة العامة بمجلس النواب المصري، أن الشعب المصري يُظهر اليوم، من خلال الحشود الغفيرة التي تجمعت أمام معبر رفح، وحدةً وطنيةً غير مسبوقة في دعمه للقضية الفلسطينية ورفضه لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
وأشار سمير ، في بيان له، إلى أن هذه الحشود تُعبر عن إرادة الشعب المصري الذي يقف خلف قيادته بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤكدًا أن تصريحات الرئيس الأخيرة التي رفضت أي تهجير قسري للفلسطينيين لاقت ترحيبًا واسعًا من جميع فئات الشعب.
وقال: "المصريون متحدون في موقفهم، وهم خلف قيادتهم في دعم الحق الفلسطيني ورفض أي مخططات تهدف إلى تقويض وجود الشعب الفلسطيني على أرضه."
وأضاف النائب أن الوقفة التضامنية اليوم تُرسل رسالة قوية إلى العالم مفادها أن مصر لن تسمح بتمرير أي مخططات تهدد استقرار المنطقة أو تُهدر حقوق الشعب الفلسطيني.
كما أشاد بدور مصر الإنساني في تسهيل وصول المساعدات إلى غزة عبر معبر رفح، مؤكدًا أن هذا المعبر يظل شريان حياة لأهالي القطاع.
وأكد على أن وحدة المصريين وتلاحمهم خلف قيادتهم تُشكل قوة دافعة لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته والضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها ضد المدنيين الفلسطينيين.
ومن جانبه أكد النائب رياض عبد الستار، عضو مجلس النواب ، أن توافد الآلاف من الحشود المصرية اليوم أمام معبر رفح يُعد تعبيرًا قويًا عن دعم الشعب المصري لموقف الرئيس عبد الفتاح السيسي الرافض لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه.
وقال عبد الستار، خلال بيان له، إن هذه التظاهرات الشعبية تُعد رسالة سلام وأمن للعالم، وتأكيدًا على تمسك مصر بحقوق الشعب الفلسطيني التاريخية ورفضها لأي مخططات تهدد استقرار المنطقة.
وأضاف عبد الستار: "الحشود التي تجمعت اليوم أمام معبر رفح هي تعبير صادق عن إرادة الشعب المصري في الوقوف إلى جانب القضية الفلسطينية.. الشعب المصري يرفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين أو المساس بحقوقهم المشروعة، ويؤكد دعمه الكامل لموقف الرئيس السيسي الذي يعبر عن إرادة الأمة المصرية."
وأشار النائب إلى أن الموقف المصري ليس مجرد موقف سياسي، بل هو انعكاس لإرادة شعبية تؤمن بالعدل وتدعم الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني.
وقال: "مصر لن تسمح بأن تكون أرضها بوابة لتهجير الفلسطينيين أو انتهاك حقوقهم. نحن نقف مع فلسطين، وندعمها في نضالها من أجل الحرية والاستقلال، ونرفض أي مخططات تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية."
وأكد عبد الستار أن هذه التظاهرات تُعد رسالة قوية للعالم بأن مصر ستظل حامية للقضايا العادلة ودرعًا واقيًا للأمن القومي العربي، مضيفًا : "الشعب المصري يعي جيدًا أن أمن مصر مرتبط ارتباطًا وثيقًا بأمن فلسطين. لذلك، فإن هذه التظاهرات هي تعبير عن وحدة الشعب المصري في مواجهة أي مخططات تهدد استقرار المنطقة."
وفي ذات الصدد أكدت النائبة هند رشاد أمين سر لجنة الاعلام والثقافة بمجلس النواب إن الوقفة الشعبية العارمة أمام معبر رفح اليوم تعكس أعمق معاني التضامن الوطني والالتزام الثابت بمبادئنا الراسخة تجاه القضايا العربية العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
مضيفة بأن مصر كانت وستظل الحامي الأمين للحقوق الفلسطينية، ولن تسمح بأي محاولات لتصفية هذه القضية أو التفريط في أي جزء من أرضها أو أمنها.
وشددت النائبة هند رشاد على إن دعوات الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء تمثل مسعى غير قانوني وغير أخلاقي، يشكل تهديدًا للأمن القومي المصري ويعكس تجاهلًا تامًا لإرادة الشعوب، فسيناء ليست ملاذًا للفلسطينيين القسريين، بل هي جزء من الوطن المصري الذي يسعى كل مصري للحفاظ عليه وحمايته، وأن أي محاولة لفرض حلول أحادية أو غير متفق عليها من قبل أصحاب المصلحة في المنطقة لن تجد لها مكانًا في مصر، ولن يسمح بها الشعب المصري.
وأكدت النائبة هند رشاد على أن هذا التحرك يعكس رفضًا قاطعًا من قبل الشعب المصري لتوجيه أية حلول بديلة للقضية الفلسطينية بعيدًا عن المسار الصحيح بجانب دعمه لقرارات القيادة السياسية للدوله والرئيس عبد الفتاح السيسي وتأكيدة على ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، طبقًا للقانون الدولي والقرارات الأممية ذات الصلة.
وأوضحت عضو مجلس النواب بإن هذا الاحتشاد الشعبي هو رد فعل طبيعي تجاه محاولات الضغط المستمرة من القوى الكبرى لتصفية القضية الفلسطينية، وقالت" لقد عاهد الشعب المصري نفسه أن يكون صوتًا حقيقيًا للقضية الفلسطينية في جميع المحافل الدولية، ولن يتراجع عن هذا الدور التاريخي الهام، و نحن في مصر نؤمن بأن فلسطين هي قضية جميع العرب، ولكنها أيضًا جزء أساسي من الأمن القومي المصري، وبالتالي، فإن أي محاولات لتغيير الوضع الجغرافي أو السياسي في المنطقة ستظل محل رفض كامل من قبل الشعب المصري بكل أطيافه.
وقالت النائبة هند رشاد، من هنا من أمام معبر رفح أؤكد أن مصر لن تسمح بأن يتم اتخاذ سيناء مكانًا للتهجير القسري، وستظل ساحة للنضال الفلسطيني من أجل حقوقه المشروعة، بينما تواصل مصر مسيرتها في دعم الشعب الفلسطيني على الصعيدين السياسي والإنساني.
مؤكدة على أن هذه الوقفة هي تأكيد على أننا، كشعب مصري، سنظل داعمين للقيادة السياسية للتصدى لأية محاولات تمس أمن مصر أو تهدد استقرار المنطقة بأسرها.
ومن ناحيته أكد النائب محمد عبد الله زين الدين، عضو مجلس النواب، أن المشاركة في وقفة تضامنية أمام معبر رفح لمساندة الموقف المصري الداعم للقضية الفلسطينية، والتمسك برفض تهجير أهالي غزة.
وأشار في تصريحات صحفية من أمام معبر رفح الحدودى، إلى أن مصر تتعرض لضغوط غير مسبوقة بسبب موقفنا الدعم للقضية الفلسطينية، قائلا: إلا أن الدولة المصرية بتماسك شعبها، ووقوفهم خلف القيادة السياسية، قادرة على مواجهة كافة التحديات بما يحافظ على عدم تصفية القضية، ولتحقيق الأمن القومي المصرى.
وقال زين الدين: موقفنا من دعم فلسطين لن يتغير، ونرفض التهجير الذي يمثل تصفية للقضية الفلسطينية، مؤكدا رفض الشعب بكافة طوائفه أية ضغوط خارجية لتنفيذ مخطط التهجير.
ولفت زين الدين، إلى أن تجمع الآلاف أمام معبر رفح رسالة إلى العالم بتماسك الجبهة الداخلية المصرية، والوقوف إلى جانب القيادة السياسية في اتخاذ ما تراه مناسبا للحفاظ على الأمن القومي المصري، ودعم ومساندة القضية الفلسطينية.