تحت عنوان "مسيرة العودة - 2"، بدأ أبناء جنوب لبنان وتحديداً القرى الحدودية، اليوم الأحد، استئناف رحلات العودة إلى قراهم وبلداتهم التي يحتلها العدو الإسرائيلي. تلك الرحلات التي بدأت الأحد الماضي، وواجهها الجيش الإسرائيلى بعنف أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى. وقد وجه أبناء القرى الحدودية نداء لجميع اللبنانيين من أجل المشاركة بتحرير بلداتهم المحتلة.
وقال المواطنون الجنوبيون، إن "الجيش اللبناني وأهالي القرى الحدودية يواصلون مواجهة الاحتلال بأجسادهم"، مطالبين اللبنانيين بـ"الزحف إلى مداخل القرى المحتلة للوقوف إلى جانبهم في معركة استعادة الأرض والحقوق".
مواجهات مع قوات الاحتلال
وتوافد السكان إلى تخوم بلداتهم المحتلة، وذلك في محاولة للدخول إليها بمواكبةٍ من الجيش اللبناني.
وفى إطار المواجهات مع جيش الاحتلال، أطلقت قواته فى بلدة يارون، الرصاص على الأهالي لمنعهم من الدخول إليها.
وعلى طريق كفر كلا، تجمهر الأهالي على الطريق للدخول إلى المنطقة، والأمر نفسه حصل على طريق بلدة بيت ياحون.
وفى بلدة عيترون، بدأ الأهالى الدخول إلى منطقتهم، بينما يلقى الجيش الإسرائيلي قنابل صوتية قرب تجمع الأهالي.
وفى السياق نفسه، بدأت حشود من المواطنين بالتوافد إلى دير ميماس فى جنوب لبنان، وتم نصب عدد من الخيام في البلدة.
وقد أقدم الجيش الإسرائيلي، اليوم الأحد، على استهداف كاميرا قناة "الميادين" اللبنانية التي كانت مثبتة عند مدخل بلدة يارون الشمالي - جنوب لبنان. وتم الاستهداف الإسرائيلي بواسطة "القناصة" ما أسفر عن تضررها وتحطمها.
وفى الوقت نفسه، واصل العدو اعتداءاته وخروقاته وأحرق عددا من منازل القرى المحتلة، واستهدفت مسيراته بعض المناطق لمنع الأهالي من انتشال جثامين الشهداء.
ويواصل جيش الاحتلال تدمير وإحراق القرى الحدودية، حيث دوت انفجارات خلال اقتحام قواته لبلدتي رب ثلاثين والعديسة، وأحرقت عدة منازل أيضاً. ونفذ الجيش الإسرائيلي، تفجيراً كبيراً في كفركلا، أدى إلى نسف عدد كبير مما تبقى من منازل بالبلدة. ودخل الجيش اللبناني بلدة عيترون بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من معظم شوارع البلدة.
تحذيرات جيش الاحتلال
"كل من يتحرك جنوبًا يعرض نفسه للخطر"، هذا محتوى رسالة تحذيرية جديدة من جيش الاحتلال لأهل لبنان، حيث حذر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي اللبنانيين، وقال عبر حسابه على منصة "إكس": "تم تمديد فترة تطبيق الاتفاق ولا يزال جيش الدفاع منتشرًا في الميدان ولذلك يمنع الانتقال جنوبًا. جيش الدفاع لا ينوي المساس بكم. من أجل سلامتكم يحظر عليكم العودة إلى منازلكم في المناطق المعنية حتى إشعار آخر".
تحركات الجيش
وعلى صعيد تحركات الجيش اللبنانى، استدعى الرئيس اللبنانى جوزيف عون قائد الجيش بالإنابة اللواء حسان عودة وطلب منه ومن مدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي العمل على حماية المدنيين، باتخاذ الإجراءات التي تحول دون اصطدام المدنيين مع قوات الاحتلال.
وقال عدد من أعضاء البرلمان إن المطلوب هو استنفار الدولة اللبنانية على كل المستويات، وأن تقوم بحملة دبلوماسية عالمية وتكثف جهودها واتصالاتها بدءا من راعية الاتفاق الولايات المتحدة الأمريكية والداعم الأول للكيان الإسرائيلي.
وأشاروا إلى أنه كان يفترض أن ينسحب العدو الإسرائيلي من الأراضي الجنوبية المحتلة في 27 الشهر الماضي وفقا لاتفاق وقف الأعمال العدائية، ولم يكن من مبرر لتأخير الانسحاب أو تمديد المهلة إلى 18 فبراير الجاري. فهذا العدو لم يلتزم يوما بالقرارات الدولية وبالاتفاقات ولا بالمواثيق الدولية. لذلك علينا ألا نسلم بهذا الأمر.