تنتهى اليوم الأحد، مهلة الـ60 يوماً التى حددها اتفاق وقف إطلاق النار لانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من جنوب لبنان، ولكن إسرائيل قررت البقاء لما بعد الهدنة فى عدد من المواقع، حيث أعلنت رئاسة الوزراء الإسرائيلية، أن إسرائيل لن تنسحب من جنوب لبنان لأن الاتفاق لم يتم تنفيذه، وعملية الانسحاب التدريجى من لبنان ستتواصل بالتنسيق الكامل مع الإدارة الأمريكية، وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، فى بيان له، بما أن اتفاق وقف إطلاق النار لم ينفذ بشكل كامل من جانب لبنان، فإن عملية الانسحاب المرحلى ستتواصل بالتنسيق مع الولايات المتحدة.
وتابع قائلاً: إن أحد شروط الاتفاق نص على انتشار الجيش اللبنانى فى جنوب لبنان وفرض انسحاب حزب الله إلى ما وراء نهر الليطانى.
فى السياق نفسه، كشفت هيئة البث الإسرائيلية أن أوامر سياسية صدرت للجيش الإسرائيلى بعدم الانسحاب من القطاع الشرقى، بينما أعلنت وسائل إعلام عبرية، السبت، أن جيش الاحتلال سيسحب قواته من أجزاء من القطاع الشرقى جنوب لبنان، وسيترك قوات فى أجزاء أخرى لفترة قد تمتد لأسابيع.
وذكرت صحيفة هآرتس العبرية أن دبلوماسيين من فرنسا والولايات المتحدة ولبنان وإسرائيل يجرون محادثات بشأن تمديد فترة وجود الجيش الإسرائيلى فى بعض المواقع بجنوب لبنان، فى هذا الإطار قال موقع "والا" الإسرائيلى أن نتنياهو ووزير الخارجية الإسرائيلى جدعون ساعر يجريان محادثات مع واشنطن ودول أوروبية لتوضيح الموقف الإسرائيلى بشأن الانسحاب من جنوب لبنان؛ لكن هناك تخوفا من رد فعل أمريكى إذا لم يتم الانسحاب الإسرائيلى من جنوب لبنان.
ومن جانبها، قالت الولايات المتحدة، أن تمديد وقف إطلاق النار فى لبنان أمر ضرورى، معربة عن ارتياحها ببدء الانسحاب الإسرائيلى من المناطق الوسطى.
وقال بريان هيوز، المتحدث باسم مجلس الأمن القومى التابع للبيت الأبيض: أن جميع الأطراف تشترك فى هدف ضمان عدم قدرة حزب الله على تهديد الشعب اللبنانى أو جيرانه. ولتحقيق هذه الأهداف، هناك حاجة ملحة إلى تمديد وقف إطلاق النار لفترة قصيرة ومؤقتة.
وبالنسبة لتحركات الجيش اللبنانى، اللواء الخامس، إلى بلدتى الجبين وشيحين فى القطاع الغربى من جنوب لبنان. وبدأت فتح الطرقات وإزالة الركام من الشوارع الرئيسية، بمؤازرة من قوات اليونيفيل.
وأكد الجيش أنه يواصل تطبيق خطة عمليات تعزيز الانتشار فى منطقة جنوب الليطانى بتكليف من مجلس الوزراء، منذ اليوم الأول لدخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وفق مراحل متتالية ومحددة، بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على تطبيق الاتفاق وقوة الأمم المتحدة المؤقتة فى لبنان - اليونيفيل.
استعدادات العودة
على الصعيد المقابل، يستعد أهالى القرى الحدودية بالجنوب اللبنانى للعودة إلى منازلهم فى رغم عدم انسحاب جيش إسرائيل من جنوب لبنان، ما يجعل الوصول إلى القرى التى تحتلها إسرائيل أمرا محفوفا بالمخاطر، وفى حال دخول الأهالى إلى المناطق المحظورة أمنياً فإن سيناريوهات المواجهة العنيفة من قبل قوات الاحتلال ستكون أمرا واقعا.
فى هذا السياق، تجمع عدد من أهالى بلدتى الناقورة وطير حرفًا عند منطقة الحمرا البياضة الذين استحصلوا على تصاريح من الجيش ومختبرات الجيش لتفقد منازلهم وأرزاقهم، كما شوهدت آليات وجرافات ضخمة متوجهة إلى طير حرفا والجبين وشيحين لفتح الطرق العامة والداخلية، فيما تقوم فرق الهندسة فى الجيش الاستمرار بعمليات المسح والكشف للحفاظ على السلامة العامة قبل دخول الأهالى إليها.
تحذيرات
فى هذا الصدد أيضا، تلقى سكان بلدات جنوبية عديدة اتصالات ورسائل من العدو الإسرائيلى تحذرهم من العودة إلى قراهم ومنازلهم.
ومن جهة ثانية، أصدرت قيادة الجيش اللبنانى بياناً دعت فيه الأهالى إلى التريث فى التوجه نحو المناطق الحدودية الجنوبية نظراً لوجود الألغام والأجسام المشبوهة من مخلفات العدو الإسرائيلى، مشددة على أهمية الالتزام بتوجيهات قيادة الجيش، وإرشادات الوحدات العسكرية المنتشرة، حفاظًا على سلامتهم.
وحالياً، تعمل الوحدات العسكرية باستمرار على إنجاز المسح الهندسى وفتح الطرقات ومعالجة الذخائر غير المنفجرة، وتُتابع الوضع الميدانى بدقة ولا سيما فى ظل الخروقات المستمرة للاتفاق والاعتداءات على سيادة لبنان، إضافة إلى تدمير البنية التحتية وعمليات نسف المنازل وحرقها فى القرى الحدودية من جانب العدو الإسرائيلى.
الخروقات الإسرائيلية
بالمقابل، واصل جيش الاحتلال خروقات وقف إطلاق النار؛ وبلغ عدد الخروقات 639 خرقا. فى هذا السياق، قام بعملية نسف فى بلدة كفركلا وسمع دوى الانفجار فى عدد من المناطق الجنوبية، كما نفذ تفجيرا عنيفا جدا فى بلدة رب ثلاثين.
وتوغلت قوة إسرائيلية داخل بلدة بنى حيان وقامت بعملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة، وسمعت أصوات الرصاص فى المناطق المجاورة، وقامت بعدها بإحراق عدد من المنازل ومبنى بلدية بنى حيان.
كما قام الجيش الإسرائيلى بإغلاق وجرف كل الطرقات الفرعية والرئيسية المؤدية إلى بلدة كفركلا من بلدتى برج الملوك وديرميماس، كما تقوم قوة إسرائيلية بعملية تجريف وحرث للطريق الرئيسى وللطرقات الفرعية المؤدية إلى بنى حيان وطلوسة.