شهد عدد من الدول مظاهرات حاشدة لدعم القضية الفلسطينية ورفض تهجير الشعب الفلسطيني من أراضيه، وندد المتظاهرون بمخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة ،فشهد ميدان République بوسط مدينة ليون الفرنسية مظاهرة حاشدة شارك فيها حوالي 1400 شخص من جنسيات مختلفة، من بينهم مواطنون فرنسيون وعرب بالإضافة إلى أعضاء من الجالية المصرية في فرنسا للتعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني.
كما شهدت العاصمة لندن اليوم مسيرة حاشدة انطلقت من أمام مقر الحكومة البريطانية إلى مقر السفارة الأمريكية، وذلك للتنديد بتحركات ومخططات "ترامب"، وتضمنت المظاهرات إلقاء كلمات للتنديد بالمخطط الأمريكي الإسرائيلي لتهجير ونقل الفلسطينيين من أرضهم، وشددوا على ضرورة الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني في أرضه، وإقامة دولته المستقلة.
وذلك في إطار موجة من الاحتجاجات العالمية المناهضة لمخطط ترامب لتهجير الفلسطينيين، ودعوات لدعم القضية الفلسطينية ورفض أي محاولات لفرض تغييرات ديموجرافية بالقوة.
وفي هذا الصدد أكد عدد من النواب، أن الموقف المصري ثابت في رفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وان مصر تقف بحزم ضد أي مخططات تهدف إلى تهجير أهالي غزة أو انتزاع حقوقهم التاريخية في أرضهم وهو جزء من سياسة مصرية راسخة تؤمن بحق الشعب الفلسطيني
عضو دفاع الشيوخ: الرئيس السيسى واجه التهجير بـ"كل شجاعة"
حيث أكد النائب سامح الشيمي، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشيوخ، أهمية مواجهة الشائعات التي يتم ترويجها ضد مصر في هذا التوقيت الحرج، مشددًا على أن الشعب المصري متحد خلف قيادته في دعم القضية الفلسطينية ومساندة أهالي غزة.
وأشار عضو مجلس الشيوخ، في بيان له، إلى أن مصر كانت ولا تزال في مقدمة الدول الداعمة للقضية الفلسطينية، رافضةً أي محاولات لتشويه دورها الإنساني والسياسي، موضحًا: "مصر لم تترك أشقاءها في غزة يواجهون التحديات وحدهم، بل قدمت دعمًا إنسانيًا غير مسبوق عبر معبر رفح، حيث تم إدخال آلاف الأطنان من المساعدات الغذائية والدوائية والطبية.. هذه المساعدات ليست مجرد مواد عينية، بل هي رسالة واضحة من الشعب المصري الموحد الذي يقف بقلب واحد مع أشقائه الفلسطينيين، رافضًا أي شائعات تحاول التقليل من جهود مصر ودورها القيادي."
وأضاف: "من ينكر الدور والجهد المصري لإحلال السلام ووقف الحرب، ودعم أهالي غزة، فهو جاحد، فمعبر رفح لم يكن مجرد معبر حدودي، بل كان شريان حياة لأهالي غزة في أصعب الأوقات، حيث ساهمت مصر حتى الآن بـ 70% من حجم المساعدات المقدمة للقطاع. .هذا الدور الإنساني الكبير يأتي في وقت تحاول فيه بعض الأطراف تشويه صورة مصر وزرع الفرقة، ولكن الشعب المصري وقيادته أثبتوا أنهم أقوى من أي شائعات."
وتحدث الشيمي عن الموقف المصري الثابت في رفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، قائلًا: "مصر تقف بحزم ضد أي مخططات تهدف إلى تهجير أهالي غزة أو انتزاع حقوقهم التاريخية في أرضهم. هذا الموقف ليس جديدًا، بل هو جزء من سياسة مصرية راسخة تؤمن بحق الشعب الفلسطيني في العيش بكرامة على أرضه، وندعو الجميع إلى عدم الانسياق وراء الشائعات التي تحاول زعزعة هذا الموقف الثابت."
وأشار النائب إلى الدور البارز للرئيس عبد الفتاح السيسي في مواجهة المخططات الأمريكية التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، موضحًا: "الرئيس السيسي بدوره زعيمًا لكل المصريين أظهر شجاعة كبيرة في مواجهة هذه المخططات، ورفض أي مساس بحقوق الشعب الفلسطيني.. مصر لم تتردد في الوقوف في وجه الضغوط الدولية، لأنها تؤمن بأن العدل والسلام لا يتحققان إلا بإنصاف الفلسطينيين. وهذا الموقف يستحق الدعم والتأييد من كل العرب."
وفيما يتعلق بالقمة العربية المرتقبة، أكد الشيمي أن هذه القمة ستكون فرصة مهمة لتوحيد الصف العربي ومواجهة التحديات المشتركة، قائلًا: "القمة العربية القادمة تمثل منصة حيوية لتنسيق الجهود العربية ودعم القضية الفلسطينية. مصر ستظل دائمًا في طليعة الدول الداعية إلى وحدة الموقف العربي، وستعمل على تعزيز التعاون بين الأشقاء لمواجهة أي محاولات لفرض حلول غير عادلة."
واختتم الشيمي حديثه بالتأكيد على أن الجانب الإنساني يظل في صدارة اهتمامات مصر، قائلًا: "مصر لم تكتفِ بالدعم السياسي، بل قدمت دعمًا إنسانيًا كبيرًا عبر إدخال المساعدات الطبية وإنشاء المستشفيات الميدانية في غزة. مصر كانت دائمًا أول من يمد يد العون في أوقات الأزمات، وهذا ما يجعلها شريكًا أساسيًا في كل الجهود الإنسانية الدولية. الشعب المصري متحد خلف قيادته، وسيظل درعًا واقيًا لكل القضايا العادلة في المنطقة."
برلماني: الموقف العربي الموحد حصانة لدحض مخطط تهجير الفلسطينيين
ومن جانبه، قال الدكتور جمال أبو الفتوح، عضو مجلس الشيوخ، أن الموقف العربى الموحد إزاء مخطط التهجير القسرى للشعب الفلسطيني، أكد بوضوح وحسم الرفض التام لرغبات نتنياهو والإدارة الأمريكية، بعدما تعالت أصواتهم بالتهجير من جديد ما يكشف عن حجم ازدواجية المعايير، ومدى التناقض بين ما يتشدق به الغرب من الحفاظ على حقوق الإنسان إلا أنه عندما يصل الأمر إلى معارضة مصالحه ومطامعه الاستيطانية يتم ضرب هذه المفاهيم بعرض الحائط، مؤكدًا أن مصر لعبت دوراً فى دحض هذا المخطط بخوض معارك دبلوماسية تضاف إلى تاريخ مصر فى دعم القضية.
وأضاف "أبو الفتوح"، أن الجامعة العربية أكدت أن غزة ليست للبيع وأنها بالنسبة للفلسطينيين وللدول العربية جزء من إقليم الدولة الفلسطينية المستقبلية على حدود 67 جنباً إلى جنب مع الضفة الغربية بلا انفصال بينهما، مؤكدا على أن الرؤية العربية هى الحصانة لدحض مخطط التهجير القسرى، ونصرة القضية الفلسطينية من محاولات التصفية وعملية التفريغ الممنهجة التى يخطط إليها نتنياهو بدعم لامحدود من ترامب، فى خرق وانتهاك لأسس وقواعد القانون الدولى، والذى يعد إجحافا صارخا بحقوق الشعب الفلسطينى، ويمثل تهديداً مباشراً بتصفية القضية الفلسطينية، التى هى قضية العرب شعوبا وحكومات على حد سواء.
وأشار عضو مجلس الشيوخ، إلى أن إسرائيل تراوغ دائما لإرساء الحل السلمى وتلجأ دائما لخيار الحرب لفرض سطوتها وسط دعم غربى على كافة الأصعدة السياسية والعسكرية وهو ما يطيل من أمد هذا الصراع، ويكشف عن حجم جرائم الاحتلال الإسرائيلى بحق الشعب الفلسطينى وسط العالم أجمع، مشددًا على أهمية تكاتف الصف العربى على الجانب الدولى والإقليمى، من أجل التخفيف من وطأة التداعيات الكارثية التى تُخلّفها هذه الجرائم الإسرائيلية، مؤكدا أيضا على أهمية التعاون لإتمام اتفاقية الهدنة التى تعنى حفظ السلام والاستقرار بالمنطقة.
وأوضح الدكتور جمال أبو الفتوح، أن الأزمات والمعارك الدامية المحيطة بوطننا، كشفت عن حجم مصر ومكانتها لإنقاذ جميع الشعوب العربية فى وقت الأزمات والمحن كسابق تاريخها، فقد أكدت هذه الأزمات الإقليمية عن الدور المصرى فى تقديم الدعم الإنسانى والإغاثى للشعب الفلسطينى طيلة الحرب، فلم نرى معبر رفح خالياً من القوافل المكتظة المحملة بكافة المساعدات الغذائية والطبية من أجل تخفيف المعاناة عن الأشقاء فى غزة.
عضو قيم النواب: صلابة الموقف المصري واصطفاف الدول العربية يجهض مخطط التهجير
كما أكد النائب احمد الخشن عضو لجنة القيم بمجلس النواب، صلابة الموقف المصري الرافض لخطط التهجير وتصفية القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن مصر، بقيادة الرئيس السيسي، تتصدى بقوة لهذه المحاولات، ما يضع بعض الأطراف في حالة ارتباك وتخبط أمام صلابة الموقف المصري.
وحذر الخشن، من استغلال بعض الجهات الخارجية الأوضاع الإقليمية لتعزيز نفوذها، وهو ما يتطلب موقفًا حاسمًا من الدول العربية لمواجهة هذه التحديات، مشددا على ضرورة التكامل العربي لحماية الأمن القومي.
ولفت عضو مجلس النواب، أن الأمن العربي كلٌّ لا يتجزأ، وأن أي تهديد تتعرض له دولة عربية يجب أن يقابل برد عربي جماعي حازم، لافتا أن القصة ليست غزة ولكن الأمن القومي العربي كله.
ودعا النائب، إلى اتخاذ موقف عربي خلال القمة العربية القادمة، لردع ترامب والرد على خططه، موضحا أن الدبلوماسية وحدها لا تكفي، مشددًا على أهمية اتخاذ القمة العربية المقبلة نموذجًا لوحدة الصف والردع العربي، وضرورة التصدي لمحاولات زرع الفتن أو تفكيك الدول العربية خدمة لمصالح القوى الاستعمارية.
واختتم النائب أحمد الخشن بالقول أن المنطقة العربية تواجه تهديدا وجوديا حقيقيا وأن ترامب لو نجح فى تحرير مخطط غزة، فسيتمادى في مشاريع لتفكيك الدول العربية.