تستضيف العاصمة الأوكرانية 37 زعيما دوليا - سيشاركون شخصيا أو عبر الإنترنت - بما في ذلك رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، في الذكرى الثالثة للحرب فى أوكرانيا والنقاش حول المفاوضات المحتملة لإنهاء الصراع وإرسال قوات حفظ السلام.
في مواجهة إحجام إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، أوكرانيا وأوروبا إلى طاولة المفاوضات بشأن السلام مع روسيا، أكد القادة الأوروبيون دعمهم للرئيس فولوديمير زيلينسكي والتزامهم بأهداف الأمن المشتركة.
عرض الاتحاد الأوروبى على أوكرانيا شراء الغاز
وقالت صحيفة 20 مينوتوس الإسبانية إن الاتحاد الأوروبي يعرض على أوكرانيا الدعم لشراء الغاز ودمج سوق الكهرباء لديها في السوق الأوروبية، وسيتم إضافة هذا الدعم إلى الـ 2 مليار يورو التى قدمها الاتحاد الأوروبي بالفعل خلال السنوات الثلاث الماضية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاتحاد الأوروبى عرض على أوكرانيا الدعم لشراء الغاز الطبيعي وتعزيز الطاقة المتجددة ومواءمة سوق الكهرباء بشكل كامل مع الاتحاد الأوروبي بحلول أوائل عام 2027 من أجل ضمان أمن الطاقة في البلاد ضد الهجمات الروسية.
بعد مناقشة أولويات الأمن في سياق ثلاث سنوات من الحرب في أوكرانيا، خطط العديد من المسؤولين الأوروبيين لزيارة الولايات المتحدة لمناقشة إنهاء الحرب والضغط على أوروبا للعب دور في الطريق إلى اتفاق سلام محتمل.
ويرى الاتحاد الأوروبى أن البنية التحتية للطاقة المدنية في أوكرانيا هدفا لهجمات روسية متواصلة على مدى السنوات الثلاث الماضية، حيث تم تدمير نصف البنية التحتية للطاقة فى البلاد. ولا يمكن إلا لنظام طاقة مستقل تماما أن يحمي أوكرانيا من الهجمات الحالية والضغوط المستقبلية.
وفى السياق نفسه، أعلنت المفوضية الأوروبية عن هذا خلال زيارتها إلى كييف بعد ثلاث سنوات من بدء الحرب الأوكرانية ، وأن الدعم مشروط بقيام أوكرانيا "بتسريع الإصلاحات الضرورية فى سوق الطاقة بشكل كبير".
ولتحقيق هذه الغاية، تريد بروكسل من كييف تسريع الالتزامات التى تعهدت بها بالفعل فى إطار خطة أوكرانيا ومجتمع الطاقة فيما يتعلق بإطارها القانوني والتنظيمى والخدمة العامة، والتى تتضمن إنشاء آلية دعم للأسر الضعيفة، حسبما أوضحت المفوضية فى بيان.
وسوف يدعم الاتحاد الأوروبى أوكرانيا أيضًا فى تمويل مشتريات الغاز، وخاصة من خلال "مرفق أوكرانيا"، الذي من خلاله يقدم شركاء الاتحاد الأوروبي المساعدة المالية الكلية للبلاد، وهو ما سيؤدى إلى إنشاء "احتياطيات كبيرة من الغاز"، وفقًا للمفوضية الأوروبية.
وأخيرا، تخطط الحزمة "لتسريع الاستثمارات فى الطاقة المتجددة" لإضافة ما يصل إلى 1.5 جيجاواط من قدرة التوليد، وهو ما "يمثل زيادة بنحو 25%" مقارنة بالقدرة الحالية في البلاد.
وقال الممثل الأعلى السابق للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية فى الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن الاتحاد الأوروبي إنه "يتعين على أوروبا أن تحدد قدرتها على العمل. فالكلمات لم تعد كافية هنا. والمشكلة تكمن في ما يمكن للاتحاد الأوروبي أن يفعله ليحل محل المساعدات الأمريكية ". ويعتقد بوريل أن القول بأن أوكرانيا بدأت الحرب أو أن زيلينسكى ديكتاتور هو "قمة الكذب" ويصر على أن هذه الكلمات التي قالها ترامب يجب تفكيكها ومواجهتها.
وتوجه رئيس حكومة إسبانيا بيدرو سانشيز إلى كييف ، للتأكيد على دعم إسبانيا لأوكرانيا، للمشاركة في القمة بمناسبة الذكرى الثالثة لاندلاع الحرب في أوكرانيا. وتهدف زيارة سانشيز إلى إظهار دعم إسبانيا لفولوديمير زيلينسكي والشعب الأوكراني.
وأشارت صحيفة الباييس الإسبانية، إلى أن الزيارة تأتى بعد أن توصلت الولايات المتحدة وروسيا إلى اتفاق لإنهاء الصراع دون كييف وبعد هجمات الرئيس دونالد ترامب على نظيره الأوكرانى.
ووصف الرئيس الأمريكى زيلينسكي بـ"الديكتاتور" لفشله في إجراء انتخابات رغم انتهاء ولايته، وحذره من أنه إذا لم يتحرك سريعا فقد يصبح "بلا وطن". وكتب بيدرو سانشيز على وسائل التواصل الاجتماعي: "سأكون في كييف يوم الاثنين للتأكيد على دعم إسبانيا للديمقراطية الأوكرانية والرئيس زيلينسكي".
وستكون هذه الزيارة الرابعة لسانشيز إلى أوكرانيا منذ بدء الحرب الأوكرانية، وتدعو الحكومة الإسبانية إلى "سلام عادل ودائم" لأوكرانيا وأن تشارك كييف وأوروبا، الغائبتان حاليًا بسبب اتفاق ترامب مع فلاديمير بوتن، في هذه المفاوضات. وقال سانشيز إنه لا يمكن مكافأة الغزاة ولا يمكن السماح بـ "نتيجة خاطئة جديدة" للصراع، مما قد يؤدي إلى "أزمة أكبر" في غضون سنوات قليلة.
وتوجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم إلى واشنطن وسط قلق في أوروبا إزاء موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الصارم تجاه أوكرانيا ومبادراته باتجاه موسكو فيما يتعلق بالصراع المستمر منذ ثلاث سنوات.
ويسعى الرئيس الفرنسي إلى إقناع نظيره الأمريكي بعدم التسرع في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأي ثمن، وإبقاء أوروبا طرفا، ومناقشة الضمانات العسكرية لأوكرانيا.
وشهدت عدة عواصم غربية بينها باريس وواشنطن الأحد مظاهرات حاشدة دعما لأوكرانيا. ففي العاصمة الفرنسية، شارك 3500 شخص في مسيرة رفعوا خلالها شعارات منددة ببوتين وترامب، ومطالبين بمواصلة الدعم لكييف. وفي واشنطن، تجمع آلاف المتظاهرين أمام البيت الأبيض، رافعين الأعلام الأوكرانية ولافتات ترفض "بيع أوكرانيا".
واقترح الرئيس الأوكرانى زيلينسكى، تبادل كل أسرى الحرب مع روسيا لمباشرة الحوار بين كييف وموسكو.