برزت مؤخرا حوادث فردية من خلال السائقين الذين يتلاعبون باللوحات المعدنية لسياراتهم، في محاولة يائسة للهرب من طائلة المخالفات القانونية، هؤلاء السائقون، الذين اختاروا طريق التحايل والخداع، لا يترددون في طمس الأرقام أو تغطيتهما باستخدام وسائل رخيصة، مثل الشرائط اللاصقة أو الطلاء، معتقدين أن هذه الحيل ستخفف من وطأة المخالفات أو تعفيهم من العقوبات.
السائق الذي يطمس لوحته المعدنية لا يفكر في العواقب، بل يتوهم أن بإمكانه الاختفاء وسط الزحام أو التملص من المساءلة، ولكن، في عالم اليوم، لا توجد حيلة تنجح أمام عيون الأجهزة الأمنية التي باتت أكثر يقظة وحنكة في تعقب هذه المخالفات.
الأمن المروري في مصر يظل في صراع مستمر مع هؤلاء المخالفين، ولا مجال للتسامح مع من يتجاهلون القوانين ويستهينون بها، فالقانون هو الذي يجب أن يطغى، لا الهروب ولا التلاعب.
ومع ظهور هذه المخالفات المرورية على الطرق، أصدرت وزارة الداخلية بيانات تكشف عن ملابسات العديد من الحوادث التي تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يظهر عدد من الأفراد الذين أقدموا على التلاعب باللوحات المعدنية لسياراتهم أو إخفائها تمامًا، وهو ما يعد خرقًا للقانون ويسهم في زيادة الفوضى على الطرق.
وفي حادثة أولى، ظهر مقطع فيديو على أحد مواقع التواصل الاجتماعي يظهر شخصًا يتعرض للسب والضرب من قائد سيارة بسبب مشادة كلامية نشبت بينهما إثر اكتشافه قيام السائق بوضع لوحات معدنية مزيفة على سيارته.
وأظهرت التحقيقات، أن السائق كان قد تعمد تركيب لوحتين بلاستيكيين مصطنعين على سيارته في محاولة للهروب من العقوبات المرورية التي كانت ستوقع عليه بسبب مخالفات سابقة، حيث تم ضبطه بعد تحديد هويته ومكان إقامته في دائرة قسم شرطة 6 أكتوبر بمحافظة الجيزة، حيث اعترف بفعلته.
أما في حادثة أخرى، فقد تم تداول فيديو يظهر قائد سيارة يقوم بإخفاء أحد الأحرف في اللوحة المعدنية الخلفية لسيارته في محاولة لطمس معالمها، وذلك أثناء مروره بمدينة العبور بالقليوبية، وبتكثيف التحقيقات، تم تحديد مكان السيارة وقائدها الذي تبين أنه قام بإخفاء الحروف عمداً، وأوضح المتهم في التحقيقات أن السيارة تعود لشقيقه، مؤكداً أنه ارتكب المخالفة بوعي تام. وقد تم اتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة بحق السائق والسيارة.
وفي سياق متصل، تم ضبط سيارة أخرى في منطقة مدينة نصر بالقاهرة، حيث ألقى مستقليها أكياس مملوءة بالمياه على المارة في الشارع أثناء سيرهم، وذلك باستخدام سيارة تحمل لوحات معدنية مطموسة، وبالفحص، تم تحديد السيارة وقائدها، الذي تبين أنه طالب في مرحلة دراسية، وقد اعترف بأنه كان في رحلة لهو مع أصدقائه. وتم تحرير محضر بالواقعة وإحالته إلى النيابة العامة.
الحوادث لا تتوقف هنا، فقد تم العثور على سيارة أخرى قام قائدها بثني اللوحات المعدنية للسيارة بشكل عمدي أثناء سيره في مدينة الشيخ زايد بالجيزة، وقد تبين بعد فحص السيارة أن الترخيص قد انتهى وأن السائق كان قد ارتكب عدة مخالفات سابقة، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضده، وتم إحالة القضية إلى النيابة.
تجدر الإشارة إلى أن قانون المرور الحالي يضع لوائح صارمة للمخالفات التي لا يمكن التصالح عليها، مثل القيادة بدون لوحات معدنية أو التلاعب في أرقام اللوحات أو طمسها عمدًا. في هذه الحالات، تفرض الغرامات التي تصل إلى 1500 جنيه، بالإضافة إلى إيقاف السائق لمدة تصل إلى 6 أشهر، وهذه المخالفات لا يجوز التصالح عليها، ويؤكد هذا التحرك الجاد من وزارة الداخلية على جهودها الحثيثة لتأمين الطرق وملاحقة المخالفين.