بخطى متسارعة تسير المحادثات بين البيت الأبيض والكرملين لتوطيد العلاقات الأمريكية الروسية، وإنهاء الحرب الأوكرانية حيث تنطلق غدا الإثنين في السعودية محادثات مرتقبة بين وفد روسي وأوكراني بوساطة أمريكية، تأكيدا لتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتكررة حول سعيه إلى إنهاء هذه الحرب المستمرة منذ فبراير 2022.
ورغم هذا السعي لإنهاء الحرب باى ثمن تبين مؤخرا أن هناك هدف في نفس بوتين من جراء تلك المفاوضات وإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية وهو حصوله على جايزة نوبل للسلام، وهو ما كشف عنه ترامب علنا في مقابلة أجراها معه كلاي ترافيس، مؤسس موقع أوت كيك الرياضي على متن طائرة الرئاسة (إير فورس وان)، أمس السبت، حيث قال إنه يستحق الفوز بتلك الجائزة العالمية، وإن "الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما فاز بها من دون مبرر، ولم يفعل أي شيء"
كما اعتبر ترامب أن أوباما لم يفعل أي شيء، لكنه حاز على جائزة نوبل عام 2009، فيما رأى أنه الأحق بالفوز بها لعدة أشياء قام ولا يزال يقوم بها، وأضاف "لا أحد يمكنه إيقاف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلا هو"، كما شدد على أن بوتين لم يغز أي بلد عندما كان رئيساً.
وأكد أنه أجرى "مناقشات عقلانية مع الجانب الروسي بشأن أوكرانيا"، مشددا على وجوب الحفاظ على علاقات إيجابية مع كييف وموسكو.
وقال "علاقتي جيدة ببوتين ونظيره الأوكراني فولدومير زيلينسكي"، مؤكدا أن جهود تهدئة الأوضاع بين روسيا وأوكرانيا تحت السيطرة نوعا ما.
ووفقا لقناة الحرب الأمريكية قال ترامب "إن المناقشات العقلانية والعلاقات الجيدة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فلاديمير زيلنسكي هما مفتاح التفاوض على إنهاء الحرب "، وكان ترامب قد أعلن يوم الجمعة الماضي عن توصل الولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا إلى اتفاقات أولية تهدف إلى تسوية النزاع الأوكراني، معربًا عن تفاؤله بإمكانية تحقيق وقف كامل لإطلاق النار قريبًا، مضيفا "إنه تعامل بشكل جيد مع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فلاديمير زيلينسكي، مشيرًا إلى ظهور (ملامح اتفاق) بين الأطراف".
وكان ترامب أجرى اتصالاً هاتفيًا مع بوتين في 18 مارس استمر حوالي ساعتين، حيث أعرب الرئيس الروسي عن تأييده لفكرة وقف متبادل للضربات على البنية التحتية للطاقة، لمدة 30 يومًا، وأعطى تعليماته لقواته في هذا الشأن.
وبالتزامن مع ذلك قالت الرئاسة الروسية "الكرملين"، اليوم الأحد، إن الاتصال الهاتفي بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب كان "خطوة نحو لقاء مباشر"، ووفقا لوكالة إنترفاكس الروسية، أضاف الكرملين أن المحادثات الروسية الأمريكية، المقررة في العاصمة السعودية الرياض غدا الاثنين، ستكون أيضا خطوة مماثلة.
وكان المبعوث الأمريكي لأوكرانيا، كيث كيلوغ، اعتبر في وقت سابق أن المفاوضات بين الوفدين الروسي والأوكراني في الرياض ستشهد "دبلوماسية مكوكية في فندق".
وقال كيلوغ، في مقابلة مع شبكة "إيه بي سي" الإخبارية الأمريكية "ستكون مناقشات تقارب.. أشبه بدبلوماسية مكوكية في فندق"، إذ سيلتقى المفاوضون الأمريكيون بشكل منفصل مع الوفدين الروسي والأوكراني.
ومن المقرر أن يصل مفاوضون من روسيا وأوكرانيا إلى السعودية غدا الإثنين من أجل تسوية النزاع في أوكرانيا، ولكن لن يلتقى الجانبان وجها لوجه، إذ سيجتمعون في غرف منفصلة، حيث سيتبادل الوسطاء المعلومات فيما بينهم.
وكشفت مصادر أمريكية مطلعة أن واشنطن تريد التوصل لهدنة بين روسيا وأوكرانيا بحلول 20 أبريل، كنها أوضحت في الوقت عينه أن التوقيت قد يتغير لوجود بعض الفجوات، وفق ما نقلت وكالة "بلومبيرغ". وأضافت أن روسيا حددت بعض المطالب المتشددة لأي اتفاق، من ضمنها وقف إمداد القوات الأوكرانية بالأسلحة وهو ما رفضته كييف.
إلى ذلك، أكدت المصادر أن الإدارة الأمريكية لم توافق حتى الآن على أي قيود بشأن تسليح كييف. إلا أنها أشارت إلى أن "البيت الأبيض أوقف مؤقتا شحنات أسلحة حيوية للضغط على كييف دون الموافقة على أي قيود".
وكانت السلطات الأوكرانية اتهمت موسكو مؤخرا بعدم السعي لإيجاد السلام وانتقدت بشدة هجماتها المستمرة، رغم إعلان بوتين يوم الثلاثاء الماضي أنه أمر جيشه بوقف استهداف منشآت الطاقة الأوكرانية، معرباً عن موافقته الجزئية على اقتراح الهدنة المؤقتة (30 يوما) التي اقترحها الأسبوع الماضي الجانب الأمريكي.
