يعتبر تناول الرنجة والفسيخ من العادات الغذائية الراسخة خلال عيد الفطر، حيث يقبل الكثير من المصريين على هذه الأطعمة بعد إنتهاء شهر رمضان، وذلك رغم أن استهلاك الرنجة والفسيخ غير الآمن قد يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة، أبرزها التسمم الغذائي، لذا: من الضروري معرفة كيفية اختيار الرنجة والفسيخ الجيدين والتأكد من سلامتهما قبل تناولهما.
أوضحت الدكتورة سالى الفقى، طبيبة بيطرية، مجموعة من الإرشادات التى يمكن من خلالها التعرف على علامات الفساد فى الرنجة والفسيخ لتجنب تناولها، وهى: يمكنك معرفة فساد أو عدم صلاحية الرنجة والأسماك المدخنة عامة من خلال هل جلدها جاف أم لا وفقدانه لمعانه إلى جانب تجعده وتحول الجلد إلى اللون البنى مغطى بطبقة دهنية وتتحول العضلات إلى اللون الأصفر البنى، فى حالة التعفن الرطب تكون العضلات رطبة كريهة الرائحة ومحتويات التجويف البطنى لزجة ورائحتها منفرة .
كما حذرت من مرض دودة الرنجة أو "داء المتشاخسات"، أحد الأمراض الطفيلية التى تسببها الديدان الخيطية التي تلتصق بجدار المريء أو المعدة أو الأمعاء، موضحة أن دودة المتشاخسة هي طفيل من الديدان الخيطية الطفيلية "الدودة المستديرة" وهي معدية للإنسان، وتسبب داء المتشاخسات لدى البشر الذين يتناولوا الأسماك النيئة، ويبلغ طولها 2 سم، تصل للإنسان عند تناوله السمك النيء أو غير المطبوخ جيدا والمصاب بها.
وأوضحت سالى أن الأسماك البحرية النيئة تحمل يرقات دودة المتشاخسة الأسماك، أو غير المطبوخة جيدا والحبار، أما أعراض الإصابة بها، مشيرة إلى أن اختراق الدودة للأنسجة المعوية إلى استجابة مناعية والتهابية موضعية تؤدي إلى ظهور أعراض داء المتشاخسات، والتى تشمل: آلام في البطن وغثيان وقيء وانتفاخ في البطن وإسهال ودم ومخاط في البراز وحمى خفيفة، كما يمكن أن تحدث أيضا تفاعلات تحسسية مع طفح جلدي وحكة، وبعد اختراق الأمعاء، تجذب الدودة خلايا الدم البيضاء التي تشكل كتلة من الأنسجة المناعية تسمى الورم الحبيبي، وعادة ما يتم التخلص من الديدان أو طردها من الأمعاء في غضون 3 أسابيع من الإصابة.
وأشارت إلى أن تجميد الأسماك لفترات زمنية معينة يمكن أن تقضى على طفيلياتها، وأضافت: أما العلاج فيتم عن طريق إزالة الطفيل إما من خلال المنظار الداخلي أو الجراحة، قد يكون هذا ضروريا إذا لم يتم طرد دودة المتشاخسة بشكل طبيعي من الجسم وتسبب مشاكل معوية، مؤكدة أن داء المتشاخسات لا يمكن أن ينتقل من إنسان لآخر.
· أما عن مواصفات الفسيخ الجيد، فهى:
- الرائحة المقبولة: يجب أن تكون رائحة الفسيخ قوية ولكن غير كريهة أو نفاذة بشكل غير طبيعي، كما أن الرائحة العفنة أو النتنة تدل على فساد المنتج.
- اللون الطبيعي: الفسيخ الجيد يتميز بلون فضي أو ذهبي على الجلد، بينما يشير اللون المائل إلى الأزرق أو الأخضر إلى تفاعلات كيميائية غير سليمة قد تكون سامة.
- تماسك القوام: عند الضغط على الفسيخ بالإصبع، يجب أن يكون لحمه متماسكًا وليس طريًا أو مهترئًا، لأن الطراوة الزائدة تدل على التحلل.
- العين الصافية: يجب أن تكون عيون الفسيخ واضحة وغير غائمة، فالعين الغائمة أو الغارقة دليل على أنه غير طازج.
- عدم انتفاخ البطن: يجب تجنب الفسيخ الذي يبدو منتفخًا بشكل مبالغ فيه، لأنه قد يكون ناتجًا عن تفاعلات بكتيرية ضارة.
· مواصفات الرنجة الجيدة، هى:
- اللون الذهبي أو الفضي: الرنجة المدخنة ذات الجودة العالية تكون ذات لون ذهبي لامع، بينما الرنجة ذات اللون الداكن جدًا أو المائل إلى السواد قد تكون غير صالحة للأكل.
- الرائحة الطبيعية: الرنجة الجيدة يجب أن تكون لها رائحة تدخين معتدلة، في حين أن الرائحة النفاذة بشكل غير طبيعي قد تشير إلى انتهاء صلاحيتها.
- صلابة اللحم: عند لمسها، يجب أن يكون لحم الرنجة متماسكًا وليس طريًا جدًا، لأن الطراوة تدل على فسادها.
- خلوها من البقع الغريبة: يجب تجنب الرنجة التي تحتوي على بقع خضراء أو زرقاء على الجلد، لأنها قد تدل على نمو بكتيري أو عفن.
- عدم تفتت الجلد: الجلد السليم هو علامة على جودة الرنجة، أما الجلد المتشقق أو المتساقط فقد يكون مؤشرًا على تلفها.
وللوقاية من التسمم الغذائي عند تناول الرنجة والفسيخ، لابد من مراعاة الآتى:
- شراء الأسماك من مصادر موثوقة، مثل المحلات المعروفة والمجازر المعتمدة، والابتعاد عن الباعة الجائلين.
- تناول كميات معتدلة، حيث إن الإفراط في تناول الفسيخ والرنجة قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم بسبب محتواها العالي من الملح.
- نقع الفسيخ والرنجة في الخل والليمون قبل تناولها، مما يساعد في تقليل نسبة الملوحة والتخلص من بعض البكتيريا.
- طهي الرنجة على النار عن طريق شويها أو تسخينها في الفرن لتقليل خطر التلوث البكتيري.
- شرب الكثير من الماء بعد تناول الفسيخ والرنجة لمساعدة الجسم على التخلص من الأملاح الزائدة.
- تناول الخضروات الورقية مثل البصل الأخضر والخس مع الفسيخ والرنجة للمساعدة في تقليل تأثير الأملاح على الجسم.
وفى حالة ظهور أي من الأعراض التالية بعد تناول الفسيخ أو الرنجة، يجب التوجه فورًا إلى أقرب مستشفى: الغثيان والقيء الشديد، الإسهال المستمر، آلام البطن الحادة، ضيق التنفس أو ازدواجية الرؤية، ارتفاع درجة الحرارة والضعف العام.