الثلاثاء، 08 أبريل 2025 01:12 ص

ترفيع العلاقات بين مصر وفرنسا إلى الشراكة الاستراتيجية..الرئيس السيسى فى مؤتمر صحفى مع ماكرون: أكدنا رفضنا أية دعوات لتهجير الفلسطينيين..وتحقيق الاستقرار بالشرق الأوسط مرتبط بالتسوية العادلة للقضية الفلسطينية

ترفيع العلاقات بين مصر وفرنسا إلى الشراكة الاستراتيجية..الرئيس السيسى فى مؤتمر صحفى مع ماكرون: أكدنا رفضنا أية دعوات لتهجير الفلسطينيين..وتحقيق الاستقرار بالشرق الأوسط مرتبط بالتسوية العادلة للقضية الفلسطينية الرئيس عبد الفتاح السيسى و الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
الإثنين، 07 أبريل 2025 02:03 م
كتب محمد الجالى

الرئيس السيسى: نهر النيل رابط تاريخى جغرافى يجمع دول الحوض

الرئيس السيسى: مصر تعمل على الحفاظ على التعاون وتتمسك بالالتزام بقواعد القانون الدولى وتحقيق المنفعة للجميع

الرئيسان يتوافقان على أهمية الحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها

 

استقبل السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى، اليوم، الرئيس الفرنسى "إيمانويل ماكرون"، وذلك فى إطار الزيارة الرسمية رفيعة المستوى التى يقوم بها إلى مصر، حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمى وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف.

وصرح السفير محمد الشناوى المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية أن اللقاء شهد عقد مباحثات ثنائية تلتها مباحثات موسعة ضمت وفدى البلدين، كما وقع الرئيسان إعلانا مشتركاً لترفيع العلاقات بين مصر وفرنسا إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية، وشهدا التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم بين البلدين.

وفى ختام الاجتماعات، عقد الرئيسان مؤتمراً صحفياً، استهله الرئيس السيسى، بالترحيب بالصديق العزيز، الرئيس "إيمانويل ماكرون"، رئيس الجمهورية الفرنسية، والوفد المرافق له، فــى زيــارته الرسمية رفيعة المستوى، التــــى يقــــــــوم بهــا إلــى مصــــر، تلك الزيارة التى تجسد بجلاء، مسيرة طويلة من التعاون الثنائى المثمر، بين مصر وفرنسا فى كافة المجالات، التى تحقق مصالح البلدين الصديقين، وتوجت اليوم، بالإعلان عن ترفيع العلاقات بين البلدين، إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية، الأمر الذى يعتبر خطوة مهمة، نحو تعزيز التعاون المشترك، وفتح آفاق جديدة، تحقق مصالح بلدينا وتطلعات الشعبين الصديقين.

وأضاف الرئيس السيسى، أنهما استعرضا خلال مباحثاتهما العلاقات التاريخية الممتدة بين مصر وفرنسا، وتطرقا إلى سبل دفعها قدما، فى كافة المجالات ذات الأولوية، لاسيما فيما يتعلق بتعزيز وتكثيف الاستثمارات الفرنسية فى مصر، حيث أكدا أهمية توسيع انخراط الشركات الفرنسية، فى الأنشطة الاقتصادية المصرية، خاصة مع الخبرات المتراكمة، لهذه الشركات فــــى مصــــــر علـــــى مــــــدار العقـــــود الماضية، كما شدد الرئيس السيسى على ضرورة البناء، على نتائج المنتدى الاقتصادى "المصرى - الفرنسى"، الذى سيعقد اليوم، لتعزيز التعاون المشترك ودفع عجلة التنمية الاقتصادية.

واتفق الزعيمان على أهمية تنفيذ كافة محاور شراكة البلدين الإستراتيجية الجديدة، بما فى ذلك الدعم المتبادل للترشيحات الدولية، وتعزيز فرص التعاون فى مجالات توطين صناعة السكك الحديدية، والتدريب الفنى والمهنى والذكاء الاصطناعى، والأمن السيبرانى وإنتاج الهيدروجين الأخضر.

وأكدا خلال المباحثات، أهمية التعاون القائم بين مصر وفرنسا فى مجال الهجرة، وضرورة دعم مصر فى جهودها لمكافحة الهجرة غير الشرعية، خاصة فى ظل استضافتها لأكثر من تسعة ملايين لاجئ.

وفى هذا السياق، رحب الرئيس السيسى بالدعم الفرنسى لمصر، الذى أسهم فى اعتماد البرلمان الأوروبى مؤخرًا، قرار إتاحة الشريحة الثانية، من حزمة الدعم المالى الكلى المقدمة من الاتحاد الأوروبـى لمصــر، بقيمة أربعـة مليـارات يورو، مما يعكس التقدير العميق، للشراكة الإستراتيجية والشاملة بين مصر والاتحاد الأوروبى، ويؤكد الدور الحيوى الذى تضطلع به مصر، كركيزة للاستقرار فى منطقتى الشرق الأوسط وجنوب المتوسط وفى القارة الإفريقية.مضيفًا:"ونتطلع فى هذا الإطار، إلى سرعة استكمال الإجراءات اللازمة، لصرف هذه الشريحة فى أقرب وقت ممكن".

وأشار الرئيس السيسى، إلى أنه والرئيس "ماكرون" تناولا بشكل معمق، التطورات المتلاحقة على الساحة الإقليمية والدولية، وعلى رأسها الوضع المأساوى فى قطاع غزة، حيث أكدا ضرورة العودة إلى وقف إطلاق النار بشكل فورى، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وإطلاق الرهائن.

كما توافقا على رفض أية دعوات لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، مستعرضًا مع الرئيس "ماكرون"، الخطة العربية للتعافى وإعادة إعمار قطاع غزة، واتفقا على تنسيق الجهود المشتركة، بشأن مؤتمر إعمار غزة، الذى تعتزم مصر استضافته، بمجرد وقف الأعمال العدائية فى القطاع؛ مضيفًا:"وسيتعرف فخامته خلال الزيارة، على الجهود المصرية المبذولة، لحشد الدعم الإنسانى للفلسطينيين فى قطاع غزة، وفى هذا الصدد، ترجه الرئيس السيسى بالشكر والتقدير للجانب الفرنسى، على دعمه المتواصل للأشقاء الفلسطينيين.

 وأكد الرئيس السيسى مجددًا، وبشكل لا التباس فيه، أن تحقيق الاستقرار والسلام الدائم فى الشرق الأوسط، سيظل أمرا بعيد المنال، طالما ظلت القضية الفلسطينية بدون تسوية عادلة، وطالما ظل الشعب الفلسطينى يواجه ويلات حروب طاحنة، تدمر مقوماته، وتحرم أجياله القادمة من حقها..حتى فى الأمل فى مستقبل أكثر أمنا واستقرارا.

وفى هذا الإطار، أكد الرئيس السيسى أنه بحث مع الرئيس "ماكرون"، سبل تدشين أفق سياسى ذى مصداقية، لإحياء عملية السلام وإقامة الدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من يونيو عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية؛ مؤكدًا ترحيبه بمختلف الجهود فى هذا الإطار.

كما تناولت المباحثات كذلك، التطورات التى تشهدها سوريا ولبنان، حيث توافق الرئيسان على أهمية الحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها، وضرورة اتسام العملية السياسية خلال الفترة الانتقالية، بالعمومية وبمشاركة كافة مكونات الشعب السورى، وتم التشديد فى هذا الصدد، على ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلى للأراضى السورية.

كما أكدا دعمهما للرئيس اللبنانى الجديد، والحكومة اللبنانية، فى جهودهما لتحقيق الاستقرار وتطلعات الشعب اللبنانى الشقيق، مع أهمية التزام جميع الأطراف بتنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية، ومحورية الامتثال الكامل للقرار الأممى رقم "1701"، وتطبيقه دون انتقائية.

وقال الرئيس السيسى:"تباحثت أيضا مع فخامة الرئيس "ماكرون"، حول التطورات الخاصة بملف الأمن المائى ..حيث أكدت موقف مصر الراسخ، الذى يؤمن بأن نهر النيل، رابط تاريخى جغرافى، يجمع دول الحوض ..ومن ثم تعمل مصر على الحفاظ على التعاون بين دول الحوض، وتتمسك بالالتزام بقواعد القانون الدولى، وتحقيق المنفعة للجميع ..مع ضرورة مراعاة خصوصية الاعتماد المصرى التام، على مياه نهر النيل، كونه شريان الحياة لمصر وشعبها".

كما تطرقا إلى الأوضاع فى السودان الشقيق، إلى جانب التطورات الإقليمية فى منطقتى الساحل والقرن الإفريقى.

واتفقا فى هذا السياق، على ضرورة تكثيف التعاون، لتعزيز الأمن والاستقرار فى هذه المناطق بما يحقق تطلعات دولها وشعوبها، نحو مستقبل أكثر استقرارا وازدهارا.

وأكد الرئيسان حرص مصر وفرنسا، على استعادة المعدلات الطبيعية، لحركة مرور السفن فى قناة السويس المصرية، وتفادى اضطرار السفن التجارية، إلى اتباع مسارات بحرية بديلة، أطول مسافة وأكثر كلفة، وذلك نتيجة الهجمات التى استهدفت بعضا منها فى مضيق باب المندب، بسبب استمرار الحرب فى غزة، وهو الوضع الذى أسفر عن خسارة مصر، نحو سبعة مليارات دولار خلال عام 2024، من إيرادات قناة السويس، إلى جانب تأثيره السلبى المباشر، على حركة التجارة الدولية وسلاسل الإمداد العالمية.

واختتم الرئيس السيسى كلمته بقوله:"لقد سعدت بلقائكم اليوم، وأجدد ترحيبى بكم فى مصر ..معربا عن ثقتى، فى أن زيارتكم، وما شهدناه من توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم، بين بلدينا فى مختلف القطاعات، سيمثل انطلاقة جديدة، لتعزيز التعاون الإستراتيجى بين مصر وفرنسا.

إننا أمام مرحلة واعدة، نشهد فيها توطيد أواصر التعاون، بما يحقق المنفعة المتبادلة، وفى القلب منها، تعزيز روابط الصداقة التاريخية، والمتجذرة بين الشعبين المصرى والفرنسى".


print