الأربعاء، 16 أبريل 2025 12:41 م

مباشرة أم عبر وسطاء؟.. خلاف حول أول مفاوضات "أمريكية - إيرانية" .. سلطنة عمان تستضيف الاجتماع الأول.. البيت الأبيض يؤكد: المفاوضات مباشرة وإيران تتجه لعقد أتفاق.. وخامنئى: غير مباشرة لعدم ثقتنا فى أمريكا

مباشرة أم عبر وسطاء؟.. خلاف حول أول مفاوضات "أمريكية - إيرانية" .. سلطنة عمان تستضيف الاجتماع الأول.. البيت الأبيض يؤكد: المفاوضات مباشرة وإيران تتجه لعقد أتفاق.. وخامنئى: غير مباشرة لعدم ثقتنا فى أمريكا الرئيس الأمريكى دونالد ترامب
الأربعاء، 09 أبريل 2025 09:19 م
كتبت آمال رسلان

لم يكن يتوقع أحد أن تسع طاولة مفاوضات واحدة مسئولين من واشنطن وطهران لحل الخلافات المسترة منذ عقود، خاصة بعد لغة التهديد والوعيد التي ساقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد ايران منذ تولية الرئاسة في يناير الماضى، حيث تشهد سلطة عمان استضافة أول اجتماع لمحادثات بين الطرفين.

ورغم أن هناك تأكيد من الطرفين حول جدول أعمال المفاوضات والتي ستتمحور حول الاتفاق النووي والمواجهات العسكرية غير المباشرة بين الطرفين، فضلا عن رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران، إلا أن هناك تضارب في تصريحات الطرفين حول شكل المفاوضات ففي حين أعلنت واشنطن أن المفاوضات ستكون مباشرة بين الطرفين، إلا أن طهران شددت على أنه لن تكون هناك مفاوضات مباشرة بل ستتم عبر وسطاء لعدم ثقتها في واشنطن.

وأكد البيت الأبيض، أن إيران في طريقها لعقد اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي، وأن محادثات مباشرة ستجري السبت بين الجانبين، وذكرت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارولين ليفيت أن: "إيران تتجه نحو إبرام اتفاق".

وأضافت أن "محادثات السبت مع إيران ستكون مباشرة"، مشيرا إلى أن "الرئيس دونالد ترامب قال إن هناك محادثات مباشرة مع إيران السبت ولن أعطي تفاصيل، وتابعت: "الرئيس أوضح لإيران أنه يمكنها الاختيار بين صفقة يتم التفاوض عليها مع الرئيس أو ستدفع الثمن، والرئيس أوضح بالأمس أنه إن لم تختر المضي قدما في الدبلوماسية والوصول إلى اتفاق ستكون هناك عواقب وخيمة".

وكانت وكالة رويترز، قد نقلت، عن مسؤولين إيرانيين قولهم إن طهران لديها شكوك حول نوايا واشنطن بشأن المحادثات الخاصة بالبرنامج النووي، وأوضح المسؤولون أن طهران "تتعامل بحذر مع المحادثات المقررة مطلع الأسبوع المقبل مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي، في ظل ثقة قليلة في إحراز تقدم وشكوك بالغة تجاه نوايا واشنطن".

وتضاربا لتصريحات واشنطن، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن وزير الخارجية عباس عراقجي سيتوجه يوم السبت المقبل إلى سلطنة عمان لإجراء محادثات غير مباشرة مع الولايات المتحدة، مجددا نفي سعي طهران لامتلاك قنبلة نووية.

وأضاف بزشكيان في كلمة خلال مراسم اليوم الوطني للتقنية النووية أن المرشد الأعلى علي خامنئي سمح بالمفاوضات غير المباشرة لأن طهران لا تثق بالطرف المقابل، وأكد الرئيس الإيراني أن إيران لا تسعى إلى امتلاك الأسلحة النووية رغم الاتهامات التي تطالها في هذا الشأن.

وأوضح بزشكيان أن المرشد الأعلى لا يعارض استثمار الشركات الأمريكية داخل إيران، وأن ما ترفضه طهران هو سياسات واشنطن الخاطئة، وفق قوله، وتابع الرئيس الإيراني "مستعدون لتقديم ضمانات بأننا لا نسعى إلى امتلاك قنبلة نووية رغم أننا أثبتنا هذا الأمر سابقا"، مشددا على أن بلاده تدعم السلام لكنها لن تستسلم.

وأردف قائلا "نريد السلام والأمن ونتبع سياسة الحوار لكن بعزة وكرامة"، قبل أن يضيف "لن نتخلى عن إنجازاتنا ولن نساوم بشأنها ولن نسمح لأي طرف بمنعنا من الابتكار والإبداع".

وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أن التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة ممكن في حال أظهرت إرادة حقيقية في المحادثات المقررة بين البلدين في عُمان أواخر الأسبوع، وقال عراقجي: "إذا جاء الجانب الأمريكي إلى عمان بإرادة حقيقية فسنحقق نتائج، مشدداً على أن هدفنا الأساسي في هذه المفاوضات هو تحصيل حقوق الشعب الإيراني ورفع العقوبات.

وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن طهران ستجري محادثات غير مباشرة رفيعة المستوى مع واشنطن في عمان، مضيفًا ستكون بمثابة فرصة واختبار الكرة في ملعب أمريكا.

 

وأوضح وزير الخارجية الإيرانية انه وفي المفاوضات الإيرانية - الأمريكية، فإن سلطنة عُمان هي الوسيط، معربا عن ثقته في سلطنة عمان كوسيط لما لها من سجل طيب، ومعربا أيضا عن أمله في أن يكون لدى الطرف الآخر إرادة جادة للتوصل إلى حل دبلوماسي وهذا هو المهم في المفاوضات.

وردا على سؤال حول ما إذا كانت الجولة الأولى من المحادثات بين الجانبين ستكون غير مباشرة ثم تتحول إلى محادثات مباشرة، قال وزير الخارجية: "لم نتوصل إلى مثل هذا الاتفاق".

وبخصوص عما ستتمحور عليه المفاوضات المقبلة بين إيران والولايات المتحدة، قال عراقجي: من الطبيعي أن يعبر أي شخص عن تكهناته أو رغباته الخاصة. فمثلا، ما قالته سلطات الكيان الإسرائيلي عن أن المفاوضات ستكون كنموذج التفاوض الليبي؛ فنحن نعلمها بأن أمنيتها هذه لن تتحقق أبداً.

وأضاف: نسعى إلى ضمان مصالح الشعب الإيراني، وبرنامجنا النووي سلمي ومشروع بالكامل، وقد أكد قرار مجلس الأمن رقم 2231 أيضا على شرعية برنامجنا. ولذلك، ليس هناك شك في هذا البرنامج من منظور دولي.

وأعلن عن الاستعداد لتوضيح وتبديد أي غموض في حال وُجد حول هذا الشأن، مؤكدا على الطبيعة السلمية لبرنامج ايران النووي وبأنه لا يوجد أي مشكلة في بناء المزيد من الثقة في هذا الصدد، ما لم يشكل ذلك قيدا أو عقبة  لإيران وأهدافها.

وأردف أنه وفي مقابل بناء الثقة، فمن الطبيعي أن يتم رفع العقوبات التي فرضت على إيران بشكل غير عادل بسبب اتهامات كاذبة وزائفة.

وكان أول اعلان عن اجتماع عمان من خلال لرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذى أكد على وجود مباحثات مباشرة مع إيران، قائلا: واشنطن تجري "مباحثات مباشرة" مع طهران بشأن البرنامج النووي الإيراني، وإن هذه المحادثات بدأت وستستمر السبت، لافتاً إلى أن التوصل إلى اتفاق مع إيران "أمر أفضل".

وأضاف ترامب، في تصريحات بالبيت الأبيض في حضور رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جرى يوم الإثنين: "نجري محادثات مباشرة مع إيران، وقد بدأت وستستمر يوم السبت. لدينا اجتماع مهم للغاية، وسنرى ما يمكن أن يحدث. وأعتقد أن الجميع متفق على أن التوصل إلى اتفاق سيكون أفضل".

من جانبها أعربت روسيا، عن ترحيبها بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن إجراء مباحثات مباشرة مع إيران بخصوص ملفها النووي في نهاية الأسبوع الحالي.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين: "ندرك أن بعض التواصل المباشر وغير المباشر من المقرر أن يحدث في سلطنة عمان. وبالتأكيد لا يسعنا إلا أن نرحب بذلك؛ لأنه قد يقود إلى خفض التوترات المتعلقة بإيران"، وأضاف: "أكدنا مراراً أننا ندعم حل قضايا الملف النووي الإيراني من خلال تدابير سياسية ودبلوماسية".

 

بدورها رحب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، بإجراء محادثات غير مباشرة بين إيران والولايات المتحدة السبت المقبل في سلطنة عمان.

وقال "دوجاريك" حسبما أورد الموقع الرسمي للأمم المتحدة: نأمل أن تستغل تلك الفرصة، باستخدام بلد آخر كوسيط، كوسيلة للتخفيف من حدة التوترات، معربا أيضًا عن قلقه إزاء التوترات المتزايدة في الخليج العربي وبين الولايات المتحدة وإيران.

 

 

 


الأكثر قراءة



print