الأربعاء، 23 أبريل 2025 11:50 م

رئيسة خارجية البرلمان الأردني في حوار خاص: المنطقة أمام لحظات حرجة.. ووحدة الصف العربي ضرورة لمواجهة عدوان إسرائيل.. دينا البشير: التنسيق المصري الأردني ركيزة أساسية.. والتهجير "خط أحمر" ولن نتخلى عن الأشقاء

رئيسة خارجية البرلمان الأردني في حوار خاص: المنطقة أمام لحظات حرجة.. ووحدة الصف العربي ضرورة لمواجهة عدوان إسرائيل.. دينا البشير: التنسيق المصري الأردني ركيزة أساسية.. والتهجير "خط أحمر" ولن نتخلى عن الأشقاء رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأردني، دينا البشير
الأربعاء، 23 أبريل 2025 06:00 م
أجرى الحوار: محسن البديوي

في خضم التحولات العميقة التي تشهدها المنطقة، حيث تتسارع الأحداث وتتحول القضايا إلى معارك مصيرية، تظل القضية الفلسطينية في قلب الاهتمامات العربية والدولية، لأنها قضية تلامس الوجدان العربي، وتستدعي وحدة الصف وتوحيد المواقف.

في هذا السياق، يبرز الدور الأردني، الذي تقوده القيادة الهاشمية بكل عزم وثبات، في مواجهة العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة، حيث أكدت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأردني، دينا البشير - في حوار خاص -  ضرورة التصدي لكل محاولات تغيير الواقع في فلسطين، ودعم حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال والعيش بسلام في دولته المستقلة، موضحة أن المنطقة أمام اختبار جديد حول مدى قدرتها على الصمود والدفاع عن حقوقها، والتي لن تكون إلا بوحدة المواقف، وتفعيل العمل المشترك بين الدول العربية على مختلف الأصعدة.. وإلى نص الحوار : -

 

في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، كيف تقيمون الموقف الأردني الرسمي والشعبي تجاه هذه الحرب؟ وهل ترون أن هذا الموقف كان كافياً لمواجهة التحديات الحالية؟

الموقف الأردني، سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي، كان دائمًا ثابتًا وصريحًا في دعم القضية الفلسطينية. القيادة الهاشمية تحت قيادة جلالة الملك عبد الله الثاني تضع القضية الفلسطينية على رأس أولوياتها، ونحن نؤكد أن الشعب الأردني يقف بكل قوته خلف فلسطين في مواجهة هذا العدوان. الأردن لطالما كان حريصًا على نقل الرواية الفلسطينية إلى العالم بكل وضوح، بالإضافة إلى تقديم الدعم الإنساني المباشر سواء عبر المساعدات أو استقبال الجرحى في مستشفياتنا، ونحن نبذل قصارى جهدنا لتوحيد الصف ودعم القضية الفلسطينية.

 

 مع تصاعد الدعوات الإسرائيلية لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، كيف تعامل الأردن مع هذه التهديدات؟ وما هي الخطوات التي اتخذتها المملكة لمنع تنفيذ مثل هذه المخططات؟

الأردن كان واضحًا في رفضه لهذه المخططات الإسرائيلية.. التهجير القسري للفلسطينيين من غزة خط أحمر لا يمكن تجاوزه، وانتهاك صارخ لحقوق الإنسان ويمثل تهديدًا مباشرًا لسيادة الدول المجاورة، و نحن في الأردن نرفض بشكل قاطع أي محاولة لتغيير الواقع في غزة أو تهجير أهلها، وقد عملنا بشكل مكثف مع مصر ومع الدول العربية الشقيقة لزيادة التنسيق في هذا الملف، وفتحنا الأبواب أمام المساعدات الإنسانية والطبية للشعب الفلسطيني في غزة.. جهودنا مستمرة ولم ولن نتوقف حتى نضمن حماية حقوق الفلسطينيين ومنع أي محاولات للتهجير.

 

شهدنا تنسيقًا ملحوظاً بين مصر والأردن في مواجهة العدوان على غزة.. كيف ترون أهمية هذا التنسيق؟ وهل هناك خطط لتعزيزه في المستقبل القريب؟

التنسيق بين الأردن ومصر يعد خطوة حاسمة في مواجهة هذا العدوان.. هذا التعاون الوثيق بيننا يعكس وحدة المواقف العربية ضد الاحتلال الإسرائيلي، و نحن في الأردن نعتبر أن التعاون مع مصر ضروري في هذه اللحظة، لا سيما في ظل الظروف الراهنة التي تستدعي تحركًا مشتركًا لحماية الفلسطينيين ومنع المزيد من التصعيد.. ونعمل لتعزيز هذا التنسيق بشكل أكبر في المستقبل القريب، سواء على المستوى السياسي أو الإنساني، لضمان أن تكون المواقف العربية واحدة ومتحدة في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني.

 

كيف يمكن تعزيز الوحدة العربية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني؟ وما هو الدور الذي يمكن أن تلعبه البرلمانات العربية في هذا السياق؟

الوحدة العربية هي السبيل الوحيد لتعزيز موقفنا في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.. في هذه اللحظات الحرجة، يجب أن تتضافر الجهود العربية بشكل قوي، وأن تكون هناك رؤية مشتركة لدعم القضية الفلسطينية على كافة الأصعدة، والبرلمانات العربية، بما في ذلك البرلمان الأردني، تلعب دورًا حيويًا في هذا السياق، من خلال التنسيق مع البرلمانات العربية الأخرى، يمكننا تعزيز الضغط على المجتمع الدولي للتوصل إلى حل عادل للفلسطينيين، ويجب أن نكون صوتًا واحدًا في كافة المحافل الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني.

 

 تواجه المنطقة تحديات أمنية وسياسية متزايدة. كيف ترون دور الأردن في الحفاظ على استقرار الشرق الأوسط؟ وما هي السياسات التي تتبعها المملكة لمواجهة هذه التحديات؟

الأردن لطالما كان ركيزة أساسية في الحفاظ على استقرار المنطقة، ونحن نواجه تحديات متعددة  لكن المملكة تسعى دائمًا إلى تعزيز الأمن الداخلي والتعاون مع الدول الشقيقة للحفاظ على الاستقرار، وعلى الصعيد السياسي، نتبع سياسة حوار مفتوح مع جيراننا والدول الكبرى لضمان حل النزاعات سلمياً، ونحن نؤمن أن استقرار الأردن هو جزء من استقرار المنطقة، وبالتالي تواصل المملكة جهودها في تعزيز التعاون الأمني والسياسي مع كافة الأطراف.

 

 بالنظر إلى تطورات الأوضاع في الضفة الغربية والقدس، كيف يمكن للأردن أن يسهم في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية؟ وما هي الجهود المبذولة في هذا الصدد؟

الأردن يتحمل مسؤولية تاريخية تجاه المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وهذا جزء من الوصاية الهاشمية التي يتعهد بها جلالة الملك عبد الله الثاني.. نحن لا نألو جهدًا في حماية هذه المقدسات من أي محاولات لتغيير هويتها أو المساس بها. الأردن يعمل على توثيق هذه المقدسات في جميع المحافل الدولية، ويدعو باستمرار إلى ضمان حرية العبادة وحماية المعالم الدينية في القدس، بالإضافة إلى ذلك، نواصل تقديم الدعم للمؤسسات التي تعمل على رعاية هذه المقدسات.

 

 كيف تنظرون لتأثيرات جماعة الإخوان السلبية في المنطقة وضررها على القضايا العربية المختلفة؟

نحن في الأردن نؤمن أن الحفاظ على الاستقرار يتطلب مواجهة كل التحديات، بما في ذلك أي محاولة لزعزعة الاستقرار الداخلي. من خلال مؤسساتنا الرسمية، نعمل على تعزيز السيادة الوطنية وضمان عدم وجود أي تنظيمات تهدد أمن المملكة أو تقوض استقرارها.. بشكل عام نحن ضد أي تنظيمات تشكل خطرًا على الاستقرار العربي

 

 مع تزايد الضغوط الدولية على الدول العربية للتطبيع مع إسرائيل، ما هو موقف الأردن من هذه الضغوط؟ وكيف يمكن الحفاظ على الثوابت الوطنية في هذا السياق؟

موقف الأردن في هذا الموضوع ثابت وواضح..  نحن لن نتخلى عن حقوق الشعب الفلسطيني أو عن المبادئ الوطنية التي تقوم عليها سياستنا الخارجية.. الضغوط الدولية قد تكون كبيرة، لكن الأردن سيظل ملتزمًا بموقفه القوي في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين..نحن ندعو المجتمع الدولي إلى دعم حقوق الفلسطينيين وفرض ضغوط على إسرائيل لتطبيق القانون الدولي.

 

ما هي رؤيتكم لمستقبل القضية الفلسطينية في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية؟ وكيف يمكن للأردن أن يسهم في تحقيق حل عادل وشامل لهذه القضية؟

مستقبل القضية الفلسطينية يتطلب تحركًا حاسمًا من جميع الأطراف، بما في ذلك المجتمع الدولي. الأردن سيظل في طليعة المدافعين عن حقوق الشعب الفلسطيني، ويواصل جهوده في تسليط الضوء على قضيته في جميع المحافل الدولية، وحل الدولتين هو الحل الأمثل، ونحن نعمل بكل قوتنا لضمان أن يكون هذا الحل حقيقة واقعة، بحيث يعيش الفلسطينيون بسلام وأمن على أرضهم.

 

كيف ترون دور الإعلام العربي في تغطية الأحداث في غزة؟ وهل تعتقدون أن الإعلام يقوم بدوره في نقل الحقيقة ودعم القضية الفلسطينية؟

الإعلام العربي يلعب دورًا مهمًا وحيويًا في نقل الصورة الحقيقية لما يحدث في غزة، ومع ذلك، يجب أن يكون الإعلام أكثر تنسيقًا وتركيزًا على توعية الرأي العام العربي والعالمي بشأن المعاناة التي يواجهها الشعب الفلسطيني، فالإعلام يجب أن يكون أداة حقيقية في دعم القضية الفلسطينية وتوضيح حقيقة العدوان الإسرائيلي.

 

 ما هو تقييمكم للدور الذي تلعبه المنظمات الدولية في التعامل مع الأزمة الإنسانية في غزة؟ وهل هناك تقصير من المجتمع الدولي في هذا الجانب؟

المنظمات الدولية تقوم بدور مهم ، لكن هناك تقصير واضح في الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف العدوان..  المجتمع الدولي يجب أن يتحمل مسؤوليته ويضغط على إسرائيل للالتزام بالقانون الدولي ووقف الهجمات على المدنيين، ويجب أن يكون هناك تحرك أكثر فاعلية من هذه المنظمات لتحقيق العدالة.

 

 في ظل التحديات التي تواجهها المنطقة، كيف يمكن تعزيز التعاون بين الدول العربية لمواجهة التحديات المشتركة؟ وما هو الدور الذي يمكن أن يلعبه البرلمان الأردني في هذا الإطار؟

التعاون العربي هو الأساس في مواجهة أي تحديات مشتركة. البرلمان الأردني يعمل جنبًا إلى جنب مع البرلمانات العربية لتعزيز الوحدة والتنسيق بين الدول، سواء في القضايا الأمنية أو السياسية.. البرلمان الأردني يسعى دائمًا لتقديم الدعم لقضايا الأمة العربية، وأرى أن تعزيز التنسيق بين البرلمانيين العرب سيكون له تأثير كبير في مواجهة التحديات المشتركة.

 

أخيرًا كيف تنظرون للدور المصري بالمنطقة؟

هو دور استراتيجي في استقرار المنطقة ووقف الحرب، وتتواصل الجهود المشتركة بين الأردن ومصر بشكل مكثف، ما يعكس تقاربًا قويًا في المواقف، ويسهم في تعزيز التنسيق بين البلدين في مواجهة هذه التهديدات.. هذا التعاون المثمر ليس مجرد واجب أخوي فقط، بل هو ضرورة استراتيجية للدفاع عن الحقوق الفلسطينية، وقد أثبت أن التنسيق بين مصر والأردن يشكل ركيزة أساسية في تحفيز المواقف الدولية والعربية، ودفع العمل المشترك على مستوى البرلمانات والدبلوماسية العالمية.

 

 

 


الأكثر قراءة



print