اتخذت الحكومة في جنوب أفريقيا خطوات تصعيدية تجاه إسرائيل بسبب جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل في غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، فمنذ اليوم الأول لعملية "طوفان الأقصى" دعت جنوب أفريقيا لوقف إطلاق النار بين الإسرائيليين والفلسطينيين معبرة عن استعدادها للوساطة بين الطرفين كما دعت لاغتنام الفرصة لإرساء السلام بدلًا من العنف كما دعت المجتمع الدولي للوقوف بفاعلية إلى جانب قراراته الدولية وتنظيم عملية سلام ذات مصداقية
وكشفت دراسة لمركز فاروس للدراسات الاستراتيجية والمتخصص في الشئون الأفريقية أنه زادت جنوب أفريقيا من موقفها تجاه إسرائيل بتقديم طلب إلى محكمة العدل الدولية تتهم فيها الاحتلال بارتكاب أعمال إبادة جماعية ضد المدنيين الفلسطينيين، موضحة أن أفعال إسرائيل مصحوبة بالنية المحددة لتدمير فلسطينيي غزة كجزء من المجموعة القومية الفلسطينية.
عمدت جنوب أفريقيا للجوء لمحكمة العدل الدولية باعتبارها من الدول الموقعة على اتفاقية الإبادة الجماعية، وأنه سيكون لها تأثير فوري يجبر إسرائيل على وقف هجومها الوحشي على المدنيين في غزة، وهنا فالقضية ليست قضية جنائية ضد أفراد يُزعم أنهم جناة، ولا تتعلق بالمحكمة الجنائية الدولية وما طالها من انتقادات لطبيعة عملها، والذي ربما يستمر لسنوات طويلة إذا لم يتم إعاقة عملها وفقًا لمعاهدة تأسيسها، كما سيتم توضيحه لاحقًا، وإنما هي قضية بين دولة ودولة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة التي تحكمها نصوص قانونية في ميثاق الأمم المتحدة والنظام الأساسي لمحكمة العدل الدولية واتفاقية الإبادة الجماعية.
ويشهد موقف دولة جنوب أفريقيا يشهد حالة من الثبات المستمر والدعم المتواصل للقضية الفلسطينية منذ انتهاء نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا عام 1994، وحتى الأحداث الأخيرة التي شهدتها فلسطين بعد السابع من أكتوبر الماضي، والتي راح ضحيتها أكثر من عشرين ألف شهيد، وأضعاف ذلك الرقم من المصابين والجرحى.