أكدت الدكتورة دينا هلالي، عضو مجلس الشيوخ، أهمية مناقشة مجلس الشيوخ في جلسته العامة، دراسة عن "الشباب والذكاء الاصطناعي، وذلك في ظل التحول الرقمي الراهن وما يشهده العالم من تغيرات في سوق العمل تتطلب مواكبتها والعمل على تأهيل الكوادر الشابة بالمهارات الجديدة لإيجاد وظائف المستقبل وتلبية متطلبات سوق العمل للحصول على فرص عمل أفضل، بجانب تهيئة البيئة الداعمة لدخول عصر الذكاء الاصطناعي بتحفيز القطاع الخاص والشركات الناشئة للاستثمار في مجال الذكاء الاصطناعي وإعداد الكفاءات اللازمة.
وأضافت "هلالي"، أن التقرير الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي في مايو 2023 أكد أنه ستبرز 69 مليون وظيفة جديدة في جميع أنحاء العالم، مقابل إلغاء 83 مليون وظيفة بسبب الذكاء الاصطناعي، لذلك هناك ضرورة ملحة لبحث كيفية تطوير السياسات والمناهج بما يتوازى مع ذلك التحول الرهيب في سوق العمل، مشيرة إلى أن تلك المناقشة تأتي بالتزامن مع دعوة الرئيس السيسي الأخيرة للطلاب من أجل الالتحاق بكليات الذكاء الاصطناعي، ومن ثم لا بد من تذليل العقبات لتعزيز انخراط الشباب في هذا المجال عبر استحداث البرامج الأكاديمية والتدريبية في مجالات الصناعات المتقدمة وتطوير المناهج بالتعليم قبل الجامعي لتحقيق ذلك الهدف بما يسهم في تغيير الثقافة المجتمعية لدى الأسر للكليات.
وجددت عضو مجلس الشيوخ، اقتراحها بشأن عمل برنامج موحد على مستوى الجامعات المصرية لتدريب وتأهيل الشباب لسوق العمل، والذي يستهدف إلزام الجامعات بتدريبهم في العام الأخير للدراسة وذلك كلا وفق تخصصاته بشكل عملي، وعدم الاعتماد على مشروع التخرج فقط، لتتضمن سبل التدريب على الذكاء الاصطناعي وذلك بالتعاون مع القطاعين العام والخاص بما يخدم التخصصات المختلفة ويقدم لسوق العمل خريجا مناسبا، مشددة أهمية تقديم الدعم المالي والفني للشركات الناشئة والأبحاث العلمية في هذا المجال، خاصة وأن ريادة الأعمال والذكاء الاصطناعي لها دور مهم في النمو الاقتصادي كما أنه يعد أداة قوية لتعزيز مشروعات ريادة الأعمال وتوجيه الجهود التسويقية لها بشكل أكثر دقة وفعالية.
وقالت "هلالي"، إنه طبقا لتقرير كودادي فإن % 54 من رواد الأعمال في مصر يسعون للتوسع في الاعتماد على التكنولوجياوالذكاء الاصطناعي، لذلك لابد من توفير من السياسات والخطط الداعمة لتشجيع مناخ الاستثمار في ذلك المجال وبناء القدرات لرواد الأعمال وتحسين البنية التحتية التكنولوجية والنظر في آليات توافر التمويل اللازم لتطوير وتنفيذ مشاريع الذكاء الاصطناعي، بجانب الإسراع في إطلاق وزارة الاتصالات لما أعلنت عنه مسبقا بإنشاء حاضنة متخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي بالقاهرة لتوفير بيئة حاضنة للشركات الناشئة والصغيرة العاملة في هذا المجال.
وثمنت عضو مجلس الشيوخ، أهمية ما دعت إليه الدراسة بإنشاء جامعة للذكاء الاصطناعي ويطلق عليها اسم الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيرة إلى أنها في حال تنفيذها ستستكمل الجهود الرائدة للدولة المصرية في دعم وتأهيل الشباب، وحرصها على توفير تمكين متعدد الاتجاهات للشباب إيماناً بدوره وقدرته في النهوض بالوطن، مؤكدة اهتمام الرئيس السيسي باستمرار برامج تشجيع ريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة والمتوسطة وزيادة الوعي بالمهارات الحديثة لسوق العمل من أجل بناء القدرات في مجال الاتصالات إيمانا المعلومات، وتقنيات الذكاء الاصطناعي تماشيا مع الثورة الصناعية الرابعة وخلق جيل من الكوادر المصرية في تلك المجالات.