عقدت اجتماعًا لمتابعة جهود وزارة الأوقاف فى تعزيز العلاقات مع الدول الإفريقية عقدت لجنة الشئون الإفريقية اجتماعها أمس، برئاسة النائب الدكتور شريف الجبلي، رئيس اللجنة، لمتابعة جهود وزارة الأوقاف نحو فتح قنوات للتواصل الدائم مع أشقائنا الأفارقة، والتوسع فى إنشاء المراكز الإسلامية ومراكز تعليم اللغة العربية بدول القارة الإفريقية، وتدريب الأئمة المصريين الموفدين إلى دول القارة لنشر الوعى الدينى ومحاربة التيارات المتطرفة، وتعزيز العلاقات مع المؤسسات الدينية المناظرة فى دول القارة الإفريقية، بحضور الدكتور أسامة الأزهرى، وزير الأوقاف، والوفد المرافق له.
وفى بداية الاجتماع رحب الدكتور رئيس اللجنة بالدكتور وزير الأوقاف والوفد المرافق له، مؤكدًا أن لجنة الشئون الافريقية تحرص على التعرف ومتابعة الدور المحورى لوزارة الأوقاف على مستوى القارة الأفريقية فيما يتعلق بنشر الإسلام المعتدل، وإيفاد الأئمة والدعاة بشكل أكبر للدول الأفريقية الشقيقة، بهدف التصدى للأفكار المتطرفة التى تحاول الانتشار فى أماكن كثيرة من القارة خاصة فى القرن الإفريقية ومنطقة الساحل، والأزهر الشريف ووزارة الأوقاف هما الجهة الوحيدة القادرة على التصدى لذلك.
ومن جانبه عرض الدكتور أسامة الأزهرى وزير الأوقاف جهود الوزارة، مشيرا إلى إيفاد 23 إمامًا وخطيبًا إلى دول إفريقية منها تنزانيا وكينيا والسنغال، وآخرين فى رمضان إلى موريشيوس، بمشاركة 37 دولة إفريقية فى المسابقة العالمية للقرآن الكريم التى انتهت منها الوزارة فى ديسمبر الماضي، وبعضهم من الفائزين المقرر تكريمهم فى الاحتفال السنوى بليلة القدر.
وأشار وزير الأوقاف إلى توقيع ثمانى اتفاقيات تعاون دينى مع دول إفريقية، مع وجود أربع اتفاقيات أخرى قيد الدراسة، إلى جانب ترجمة الخطب إلى لغات إفريقية مثل السواحيلية وغيرها، لإيصال رسالة الإسلام الوسطية.
كما أكد أهمية المشاركة فى المؤتمرات والندوات، وتعظيمًا للاستفادة من مؤتمر مكة المكرمة، وعلى هامش أعمال المؤتمر الدولى التاسع لوزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية الذى تنظمه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد والذى عُقد فى الفترة من 28 محرم إلى 1 صفر لعام 1446هـ بعنوان: (دور وزارات الشؤون الإسلامية والأوقاف فى تعزيز مبادئ الوسطية وترسيخ قيم الاعتدال) تم عقد لقاءات متعددة مع وزراء الأوقاف والمفتين والعلماء بالدول الإفريقية لتوسيع آفاق التعاون مع العمق الأفريقى.
كما استعرض وزير الأوقاف جانبا من جهود المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، الذى ينشر مقالات عن الشخصيات الإفريقية التى تخرجت من الأزهر، وينظم ملتقيات ثقافية لتعزيز الروابط الثقافية مع دول القارة، بالإضافة إلى تقديم منح دراسية للطلاب الوافدين من الدول الأفريقية، وترجمة العديد من الكتب إلى اللغات المحلية الإفريقية.
وأكد الدكتور رئيس اللجنة والنواب ضرورة التواجد بشكل أكبر فى أفريقيا من خلال زيادة عدد الأئمة الذين يتم إيفادهم إلى دول القارة الإفريقية شريطة إعدادهم وتدريبهم بشكل يليق بمكانة مصر الدينية وتوعيتهم بثقافات وعادات الشعوب الافريقية التى يتم إيفادهم اليها، وكذلك زيادة عدد الواعظات، والتأكيد على ضرورة العمل على توحيد جهود الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، وإصدار كاتب تعريفى بدور كل من الأزهر والوزارة، وأن يكون هناك معرض لتاريخ كل منهما.
وشدد النواب على ضرورة إيجاد حصر بعدد المسلمين المتواجدين على مستوى القارة الافريقية وبكل دولة على حدة، لاطلاق استراتيجية العمل بالدول الأكثر عدداً من المسلمين، والعمل على إطلاق موقع الكترونى والانتشار على جميع منصات التواصل الاجتماعى، وكذلك تحويل مجلة منبر الإسلام إلى نسخة الكترونية باللغتين الإنجليزية والفرنسية واللغات الافريقية الأساسية، وكذلك اللغات الأجنبية وخاصة اللغة الفرنسية، لنشر تاريخ وزارة الأوقاف والازهر بهدف تعريف الشعوب الافريقية بدور مصر فى نشر الوعى الدينى على مستوى القارة الافريقية منذ القدم وإلى الآن. جانب ضرورة التوسع فى إنشاء المراكز الإسلامية على مستوى القارة، مشيرًا إلى انه سبق أن أوصت اللجنة بذلك خلال اجتماعها منذ قرابة العامين، مؤكدا على ضرورة وضع آلية للتواصل مع الدراسين الأفارقة فى مصر بعد تخرجهم وعادوا إلى بلادهم وتقلدوا مناصب بها، والتنسيق بين كافة الجهات المعنية بالشأن الإفريقى بما يحقق التواجد المصرى باعتبارها أحد أشكال القوى الناعمة.
كما تم الاقتراح بإنشاء وحدة تختص بالشأن الإفريقى بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وضرورة تفعيل برتوكول التعاون بين وزارة الأوقاف وكلية الدراسات الافريقية العليا الذى تم إبرامه فى مايو 2023، بالإضافة إلى ضرورة مواجهة الظواهر الاجتماعية غير المقبولة التى انتشرت فى الآونة الأخيرة، من خلال التنسيق مع الأزهر الشريف ووزارات التربية والتعليم والشباب والرياضة والثقافة للتصدى لهذه الظواهر.
وردا على تعقيبات النواب، أفاد الدكتور وزير الأوقاف إنه سيتم إحياء المجلة الإسلامية "منبر الإسلام" وتم جمع الإصدارات السابقة وسيتم تحويلها لملف رقمى لتيسير الاطلاع عليها ومعرفة التراث وآراء كبار الأئمة السابقين وترجمتها لعدد من اللغات، كما تم عقد بروتوكول مع وزارة الاتصالات لإطلاق منصة لوزارة الأوقاف بلغات مختلفة وسوف تكتمل هذه المنصة ويتم افتتاحها قريبا.
وفيما يتعلق بمواجهة الظواهر السلبية، أوضح أسامة الأزهرى أنه تم عمل شراكة مع المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية لرصد الواقع بعمق والتجاوب معه ومعالجة كافة التحديات من خلال تحقيق التوازن بين خطبة الجمعة الموحدة من ناحية وبين تفاوت التحديات القيمية المتفاوتة باختلاف المحافظات بما يحقق نقلة كبيرة فى طبيعة الخطاب الدينى وتقديم الرؤية المنيرة التى يتحقق بها مقاصد الشرع الشريف.
وبالنسبة لإنشاء المراكز الإسلامية علق بتأكيده أن ذلك قد يستغرق بعض الوقت، ولذلك يتم اتخاذ التدابير لسد الفراغ بأقصى سرعة من خلال العمل على المنصات الإلكترونية للوصول السريع للشباب الإفريقي، باعتبارها سمة العصر، كما أبدى إعجابه بفكرة إنشاء الوحدة المختصة بالشأن الأفريقى بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، ووعد بدراسة كافة مقترحات أعضاء النواب باللجنة.
فى نهاية الاجتماع تقدم رئيس اللجنة والنواب بالشكر إلى الدكتور وزير الأوقاف على ما تفضل بعرضه من جهود وأفكار جديدة، مطالبين بضرورة إعادة تأهيل الأئمة والدعاة الذين يتم ايفادهم إلى أفريقيا لأن كثيرا من الموجودين بالدول الإفريقية ليسوا على المستوى اللائق، وكذلك ضرورة التوسع فى انشاء المراكز الإسلامية على مستوى دول القارة، لتغطية شمال وجنوب وشرق وغرب قارة إفريقيا، بالتوازى مع الانتهاء من إنشاء المنصة الإلكترونية الخاصة بالوزارة والنشر عليها بلغات تناسب شعوب القارة، بما يسهم فى تعزيز التواجد المصرى بالقارة، ونشر الوعى الدينى الصحيح لنبذ الفكر المتطرف بين شعوب القارة، ضرورة تفعيل بروتوكول التعاون الذى تم بين وزارة الأوقاف وكلية الدراسات الإفريقية العليا بما يخدم التدريب الجيد والتوعية للأئمة الموفدين لدول القارة الإفريقية، بالإضافة إلى التأكيد على ضرورة توجيه الدعوة للنواب أعضاء لجنة الشئون الأفريقية لحضور المناسبات والندوات وكافة المحافل الدولية التى تنظمها وزارة الأوقاف فيما يتعلق بالشأن الإفريقي.