كتب – محمود محيى
كشف دبلوماسيون إسرائيليون ومسئولون فلسطينيون لصحيفة هاآرتس الإسرائيلية، اليوم الإثنين، أن مصر وافقت على استضافة محادثات مباشرة بين الإسرائيلين والفلسطينيين فى القاهرة، بمشاركة مندوبين مصريين وأردنيين كبار.
وأوضحت المصادر، أن المحادثات ستتناول صياغة صفقة من الخطوات البناءة للثقة بهدف تهدئة الأوضاع وتحسين الأجواء بين الجانبين، مضيفة أنه قد طرحت هذه المسألة خلال اللقاء الذى عقد أمس، فى القدس المحتلة بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية المصرى سامح شكرى.
وأشارت هاآرتس إلى أن هذه هى أول زيارة يقوم بها وزير خارجية مصر إلى إسرائيل منذ 9 سنوات، حيث جرت الزيارة السابقة فى 2007، عندما وصل وزير الخارجية المصرى أحمد أبو الغيط مع نظيره الأردنى عبد الله الخطيب من أجل مناقشة مبادرة السلام العربية مع رئيس الحكومة حينها إيهود أولمرت ووزيرة الخارجية تسيفى ليفنى.
ووصل شكرى إلى القدس المحتلة، أمس الأحد، مبعوثا من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذى سبق وألقى فى 17 مايو الماضى خطابا دعا من خلاله الأحزاب فى إسرائيل إلى الالتفاف حول مسألة دفع السلام مع الفلسطينيين، ودعا الدول العربية إلى دعم ذلك.
وجاء خطاب السيسي فى إطار خطوة كان ضالعا فيها رئيس الحكومة البريطانى الاسبق تونى بلير، وهدفت إلى تمهيد انضمام كتلة "المعسكر الصهيونى" اليسارية إلى الحكومة الإسرائيلية.
ووصل شكرى إلى إسرائيل، بعد ظهر أمس، وسافر فورا للقاء نتانياهو فى القدس المحتلة، وجرى اللقاء الأول بشكل موسع لمدة ساعة ونصف، ومن ثم عقد لقاء مقلص حول مائدة العشاء فى منزل نتانياهو.
وقام بتنسيق زيارة شكرى إلى إسرائيل المبعوث الخاص لرئيس الحكومة، المحامى يتسحاق مولخو، الذى يعتبر عمليا "مسئول ملف مصر" فى اسرائيل. وقد سافر مولخو خلال الأشهر الأخيرة، مرة كل أسبوع تقريبا إلى مصر، لمناقشة مبادرة الرئيس السيسي التى أعلن عنها فى خطابه فى مايو الماضى، وأمس وقبل ساعات قليلة من وصول شكرى إلى القدس، سافر مولخو إلى القاهرة، وعاد إلى تل أبيب قبل دقائق من وصول شكرى.
وقبل أسبوعين زار شكرى رام الله والتقى الرئيس محمود عباس، وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات.
ولفتت الصحيفة العبرية إلى أن من شأن الاقتراح المصرى أن يلقى استحسانا من جانب إسرائيل، لأنه سيقود إلى استئناف المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين.
وكجزء من هذه المحادثات يمكن طرح قضايا مثل الخطوات الفلسطينية لزيادة مكافحة العمليات الاستشهادية ووقف التحريض وخطوات إسرائيلية مثل تجميد البناء فى المستوطنات، وتحويل صلاحيات مدنية للفلسطينيين فى المنطقة (C) فى الضفة الغربية، وتقديم تسهيلات اقتصادية للسلطة.
وكان قد رحب نتانياهو فى بداية الجلسة مع شكرى بمبادرة الرئيس المصرى لقيادة عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين وبين إسرائيل والدول العربية، قائلا: "أنا ادعو الفلسطينيين مرة أخرى إلى الاحتذاء بالمثال الشجاع لمصر والأردن والانضمام إلى المفاوضات المباشرة، هذا هو الطريق الوحيد الذى يمكننا من خلاله مناقشة كل القضايا وتحويل رؤيا السلام القائم على دولتين للشعبين إلى واقع".