صوتت مصر داخل مجلس الأمن الدولى، بالامتناع على قرار تمديد ولاية بعثة الأمم المُتحدة فى جنوب السودان، فى ضوء تحفظ القاهرة على التوجه داخل المجلس بالافتئات على المبادئ الراسخة والحاكمة لعمليات حفظ السلام التابعة للأمم المُتحدة.
ووفقا لبعثة مصر فى الأمم المتحدة فأن مجلس الأمن شهد منذ أسابيع قليلة تمرير قرار خاص بنشر عدد من العناصر الشرطية فى بوروندى دون موافقة الحكومة البوروندية، وأصدرت فى أعقابه الحكومة البوروندية بياناً ترفض فيه القرار.
وأكدت مصر إن موافقة الحكومة على النشر هو ضرورة عملية كما أنه ضرورة قانونية، ولكننا نشهد الآن وفى سياق النزاع فى جنوب السودان اعتماد هذا المجلس لقرار يُغفل موقف الحكومة الانتقالية للوحدة الوطنية من مسألة نشر قوة الحماية الإقليمية، ويتجاهل ما نص عليه بيان تجمع الإيجاد الصادر فى 5 أغسطس2016، بشأن التنسيق مع الحكومة فى مسائل حجم القوة وتسليحها وولايتها وتوقيت نشرها.
وأشارت مصر خلال مشاركتها فى اجتماع مجلس الأمن أن القرار تم اتخاذه من الموافقة المبدئية التى أبدتها حكومة جنوب السودان مدخلاً لإقرار جميع الجوانب التفصيلية لعمل قوة الحماية على أراضى جنوب السودان دون التشاور المُباشر مع الحكومة، بل تضمينه إشارات تلوح وتهدد بفرض إجراءات عدة، حال عدم قبول الحكومة لما ورد بالقرار من استحقاقات، فى تهديد أقرب إلى الابتزاز.
كما يستبق ما قد يقرره قادة أركان دول المنطقة فى مُشاوراتهم القادمة التى تشكل جوهر الموافقة المبدئية للحكومة الانتقالية. فمن غير المعقول ألا تكون الحكومة طرفاً فى التوافق حول تفاصيل نشر تلك القوة التى ستعمل على أراضيها.
وأشارت مصر إلى أن الهدف الأساسى لجهود المجلس هو حماية المدنيين ووقف معاناتهم، وهو ما يستلزم بالتبعية ضمان قدرة القوات على القيام بتلك المهمة الصعبة، فهل سيتحمل المجلس مسئولية ضمان أمن وسلامة تلك القوات.
وقال مندوب مصر فى المجلس أن مصر ترفض المُزايدة على مواقفها تجاه الأشقاء فى جنوب السودان، فنحن نُدرك تماماً بحكم جوارنا الجغرافى، وتاريخنا المشترك حجم المُعاناة التى يتحملها المواطنون هناك من سيدات وأطفال وكهول، ونعى تماماً ضرورة إنهاء تلك المُعاناة فوراً، ونبذل كافة مساعينا على المستوى الثنائى والإقليمى والأممى لمحاولة إعطاء أبناء جنوب السودان فرصتهم العادلة فى حياة كريمة وخلق الأمل فى مستقبل يسوده السلام والاستقرار، فما تحمّله المدنيون فى جنوب السودان يفوق التصور.