كتب تامر إسماعيل
طرح الشاعر والكاتب الصحفى الكبير فاروق جويدة - فى اقتراب دقيق من الواقع البرلمانى - وجهة نظره فى ظاهرة تكرار غياب أعضاء مجلس النواب عن الجلسات العامة للمجلس، وتصريحات الدكتور على عبد العال رئيس المجلس حول هذه الظاهرة.
وقال "جويدة" - فى مقاله المنشور بجريدة الأهرام، اليوم الثلاثاء - مهاجما النواب: "لم يكن أحد يتصور أن يقف الدكتور على عبد العال، رئيس مجلس النواب، أمام المجلس الموقر يشرح للناس محنة غياب الأعضاء عن التصويت أمام قوانين غاية فى الأهمية، فهذا هو المجلس الذى جاء بعد ثورتين وخلع رئيسين، هذا هو البرلمان العتيق الذى كم شهد صولات وجولات فى عهود وأزمنة مختلفة، من كان يتصور أن يغيب الأعضاء فى جلسات خطيرة تشرع فيها القوانين،لم تكن المرة الأولى التى يوجه فيها رئيس المجلس اللوم إلى الأعضاء المتغيبين عن الجلسات، حتى أن النصاب القانونى لم يكتمل فى حالات كثيرة، أمام قوانين تتطلب موافقة ثلثى الأعضاء، إن أمام هذا المجلس سلسلة طويلة من القوانين والتشريعات، ولا يُعقل أن يتجاهل أعضاء المجلس أهمية هذه التشريعات فى هذه المرحلة الحرجة من تاريخ العمل الوطنى".
وتابع فاروق جويدة مقاله المطوّل، بالتذكير بعدد من الجولات التاريخية والمواقف الوطنية للبرلمان المصرى على مر التاريخ، موجّهًا رسالة للدكتور على عبد العال، قائلا: "هنا ينبغى أن يكون لرئيس المجلس موقف حاسم فى تطبيق اللائحة على الأعضاء الذين أدمنوا الغياب عن جلسات المجلس، نحن الآن نمر بظروف صعبة أمام مواجهات دولية ضارية، وأمام مؤامرات داخلية ما زالت حتى الآن تهدد أمن المواطنين، ابتداء بالأعمال الإرهابية وانتهاء بالشائعات وإشعال الفتن، ويجب أن يكون للمجلس موقف حاسم ومؤثر".
وتحدث "جويدة" عن الأزمات التى تمر بها مصر، مثل الفتنة الطائفية، وقرارات الحكومة التى وصفها بالمرتجلة والمفتقدة للدراسة، والمطالب الشعبية التى طالب بأن تكون من أولويات المجلس، خاصة ما يتعلق بالأسعار وظروف المعيشة، مضيفًا أن هناك أخطاء لا ينبغى السكوت عليها من الأجهزة التنفيذية، مختتمًا مقاله بمهاجمة غياب النواب، قائلاً: "إن غياب الأعضاء عن جلسات المجلس بهذه الصورة المتكررة إهانة للعمل الوطنى وتخلٍّ عن المسؤولية، واذا لم يكن المجلس قادرًا على فرض هيبته على أعضائه فكيف يفرضها على الآخرين".