كتب محمود العمرى
أصدر حزب الوفد برئاسة الدكتور السيد البدوى شحاتة، بيانًا أكد فيه أنه من العبث وعدم الإدراك النظر إلى العلاقات المصرية السعودية من زاوية مصلحة هنا أو مصلحة هناك، ومن العبث أيضًا التربص والتصيد لتصريح هنا أو تصريح هناك، أن العلاقات بين مصر والمملكة هى علاقة تاريخية ضاربة بجذورها فى عقل ووجدان المصريين ولم يتحكم فى تلك المشاعر ذات يوم عمل قدمناه أو مكسب جنيناه من أرض الحرمين الشريفين اللذين نفتديهما بكل غال ونفيس.
وأكد الوفد فى بيانه أن مصر والسعودية هما عمود الخيمة العربية وصمام أمن وسلامة واستقرار المنطقة، وطالب الوفد الإعلام المصرى والسعودى بضرورة التريث والحذر عند الحديث عن العلاقات بين البلدين وعدم الانزلاق إلى التلاسن أو التراشق بالكلمات.
وأشار "الوفد" إلى أن هناك اختلافا فى وجهتى النظر بين مصر والسعودية فيما يتعلق بالملف السورى، وهذا معلن ومعلوم للكافة، فالجميع يعلم أن سوريا ذات يوم كانت الإقليم الشمالى من الجمهورية العربية المتحدة ومصر الإقليم الجنوبى، وأن سوريا دولة مواجهة مع الكيان الصهيونى وهدفنا الوحيد هو الحفاظ على وحدة تراب الدولة السورية وقوة جيشها وسلامة شعبها وطرد العصابات المتطرفة من أراضيها، وصولا إلى حل سياسى يرتضيه الشعب السورى بكل فئاته وأطيافه السياسية، تلك هى رؤيتنا النابعة من ثوابتنا وعلى رأسها عدم التدخل فى الشأن الداخلى واحترام السيادة الوطنيه للدول واستقلال قراراتنا، ومن ثوابتنا أيضا أن أمن دول الخليج من أمن مصر بل أن الأمن القومى العربى والأمن القومى المصرى صنوان لا ينفصلان، وأكد الوفد فى بيانه أن شعب مصر شعب أصيل كريم لا ينسى الفضل والمساندة، فلا يمكن أن ينسى المصريون الملك فيصل وموقفه التاريخى فى حرب 1973، والذى ستظل كلماته الحاسمه التى أطلقها فى مواجهة التهديدات الأمريكية تراثًا خالدًا للأجيال القادمة، ولا يمكن أن ينسى المصريون الملك عبدالله وموقفه الأصيل فى انحيازه لثورة المصريين فى ٣٠ يونيو ودعمها دبلوماسيًا واقتصاديًا دون حسابات أو تردد، وأيضًا لا يمكن أن ننسى موقف الملك سلمان الداعم لمصر وزيارته التاريخيه لمصر بوفد لم يحدث فى تاريخ الدبلوماسية السعودية ليؤكد للعالم أجمع مكانة مصر لدى أشقائها السعوديين.
واختتم الوفد بيانه بمطالبة إعلام البلدين بعدم الاندفاع واتخاذ مواقف حادة دون دراسة وتحليل وعدم إشعال حروب كلامية لا تعكس الواقع الراسخ للعلاقات المصرية السعودية، والتى لا نجنى من ورائها سوى الفتنة وإرباك الرأى العام فى البلدين رغم علم الجميع أن التحالف الاستراتيجى المصرى السعودى هو ضرورة لكلا البلدين بل للأمة العربية كلها.