وجه الدكتور أحمد الطيب، الإمام الأكبر وشيخ الأزهر، التحية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، قائلا: "تحية تقدر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة التى لا تدخر وسعا فى بذل كل ما يسعد الآخرين ويشيع السلام ويرسخ قيم حسن الجوار"، جاء ذلك خلال كلمته بافتتاح القمة العالمية لرئيسات البرلمانات، فى حضور شيخ الأزهر الشيخ أحمد الطيب.
وأضاف "الطيب" فى كلمته، "لا أبالغ حين أقول أن هذه القمة غاية فى الأهمية ليس على منطقة الشرق الأوسط فقط وإنما على العالم كله، لأنها تجمع ثقافات العالم المختلفة، وتعكس خبرات وعقول متنوعة فى خطوة نحو استشراق مستقبل الشعوب، مؤكدا أن العالم يتصدى لتحديات كبيرة موجودة على أرض الواقع العربى والإسلامى، قائلا: "أهمها الإرهاب الذى استشرى خطره فى شرق الأرض ومغاربها، ليكذب ما أشيع بأن الإرهاب لن يطرح موطنه الذى نشأ فيه، وما حدث هو نشر الرعب والفزع بين الناس فى كل مكان، مؤكدا أن الحادث الإرهابى الذى استهدف الكنيسة البطرسية تسبب آلام وأحزان ليس المسيحيين وحدهم وإنما المسلمين ليس فى مصر وحدها وإنما فى بقاع الأرض، قائلا: "جريمة وحشية من الصعب تجاوزها".
وتابع الطيب قائلا: "إن العصور السابقة وفى الحضارة اليونانية وفى لكتب المقدسة تحملت المرأة وحدها مسؤولية الخطيئة الأولى، وفى الجاهلية التى صادرت حق المرأة فى التعليم والحياة والميراث، ولكن أقول فى ظل هذا الجو الخانق للمرأة ظهر الإسلام، وكباحث فى الإسلام لا أعرف موضوع استنزف من عقول العلماء والباحثين والباحثات والمفكرين ما استنزفه موضوع المرأة، آلاف الكتب والأبحاث والمؤتمرات والندوات تناولت موضوع المرأة رغم ذلك بقى وكأنه لم يمسسه فكر من قبل، والذى يبدى ليه".
يذكر أن القمة تقام تحت رعاية الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائى العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة "أم الإمارات"، وبحضور الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، فى فندق قصر الإمارات بأبو ظبى، وتأتى تحت شعار "متحدون لصياغة المستقبل"، ينظمها المجلس الوطنى الاتحادى بالتعاون مع الاتحاد البرلمانى الدولى.
ويلقى شيخ الأزهر خطابا بالمؤتمر، كما تلقى الدكتورة أمل عبدالله القبيسى، رئيس المجلس الوطنى الاتحادى ورئيس القمة، كلمة رئيسية فى حفل الافتتاح، بالإضافة إلى كلمات للفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وصابر تشو دهرى رئيس الاتحاد البرلمانى الدولى، بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة، "عبر الفيديو كونفرانس"، فيديريكا موجورينى، نائب رئيس المفوضية الأوروبية.
وتعد القمة العالمية لرئيسات البرلمانات قمة برلمانية غير مسبوقة والأولى من نوعها على مستوى العمل البرلمانى العالمى بالنظر إلى عدد المشاركين فيها من قادة سياسيين ومسؤولين حكوميين وقطاع خاص ورؤساء منظمات دولية وعلماء ومخترعين وشباب، ولأهمية القضايا، التى ستناقشها، والتى تشكل التوجهات الرئيسية التى تسهم فى تشكيل عالمنا وفى استشراف المستقبل وتضع الحلول والتصورات للعديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك عالميا.
ويشارك فى القمة العالمية لرئيسات البرلمانات نحو "100" شخصية عالمية بارزة يستشرفون المستقبل، و"1000" مشارك ومشاركة من كافة أنحاء العالم، و"400" برلمانى يمثلون " 50" دولة، و"100" برلمانى عربى، و"200" من الشباب فى أول حوار بين رئيسات البرلمانات وشباب العالم، لتكون القمة نموذجا رائدا فى الطرح والنتائج ومنصة للحوار بما يتماشى مع تطلعات شعوب ودول العالم.
وتناقش القمة العالمية لرئيسات البرلمانات عددا من القضايا والموضوعات تركز على التوجهات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية والتكنولوجية الرئيسية التى تعمل على تشكيل مستقبلنا وتغيير عالمنا.
وتأتى مشاركة الشباب والمخترعين فى هذه القمة ترجمة لنهج دولة الإمارات، التى تتبنى سياسات وخطط عمل محددة لتطوير قدرات الشباب وتأهيلهم لحمل المسؤولية ورعاية إبداعاتهم وابتكاراتهم ليكونوا شركاء فاعلين فى المساهمة فى عملية صنع القرار وفى مسيرة التنمية الشاملة، ولحرص المجلس على تفعيل التواصل والشراكة المجتمعية لتعزيز مشاركة المواطنين فى عملية صنع القرار، ولتسليط الضوء على أبرز التجارب والمبادرات الوطنية الرائدة فى العديد من القطاعات الحيوية التى تحظى باهتمام بالغ وطنياً وعالميا.
ويقام على هامش القمة معرض المستقبل الذى يشارك فيه أكثر من 150 شابا وشابة من أصحاب الابتكارات والاختراعات داخل الدولة يعرضون نماذج لابتكاراتهم، بالإضافة إلى معرض إنجازات المرأة والذى يسلط الضوء على مكانة المرأة الإماراتية وإنجازاتها.
وتصدر القمة فى ختام اعمالها "إعلان أبوظبى لصياغة المستقبل" وهو بيان يتضمن رؤية رئيسات البرلمانات لمعالجة العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك إلى جانب خلاصة مخرجات الجلسات والتوصيات الختامية للقمة.
ويعكس تنظيم المجلس الوطنى الاتحادى لهذه القمة التى تعد الأولى من نوعها التى تعقد فى المنطقة والعالم مدى ما وصلت له علاقات التعاون والشراكة بين المجلس الوطنى الاتحادى والاتحاد البرلمانى الدولى الذى تأسس عام 1889 كأقدم مؤسسة برلمانية على مستوى العالم.
ويرتبط الطرفان باتفاقية تعاون تعد الأولى من نوعها التى يبرمها الاتحاد مع مؤسسة برلمانية وذلك لما يمتلكه المجلس من خبرة تجسدت فى تقديمه للعديد من المقترحات والمشروعات التطورية والبنود الطارئة التى حظيت بالموافقة والقبول من قبل ممثلى المؤسسات البرلمانية الدولية، وتمثيل المجموعة العربية فى الاتحاد، وتسلم أول رئاسة لمنتدى الشباب البرلمانيين العالمى أحد أجهزة الاتحاد وعضوية عدد من اللجان الدائمة.
