فى زيارة تاريخية، وصل البابا فرانسيس بابا الفاتيكان إلى القاهرة ظهر اليوم الجمعة، فى زيارة تستمر يومين، للتأكيد على وحدة أبناء الوطن وأنه "لا فرق بين مسلم أو مسيحى".
ووجه بابا الفاتكيان رسالة إلى الشعب المصر عبر من خلالها عن أمله فى أن تساعد الزيارة فى إحلال السلام وتشجيع الحوار والمصالحة مع العالم الإسلامى.
ورحب المصريون بالبابا فور وصوله، حيث استقبله فى مطار القاهرة الدولى المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء، وتزين الطريق من المطار إلى وسط العاصمة بلافتات كتب عليها "بابا السلام فى مصر السلام"، وكذلك صور للبابا، والذى ابتسم رافعًا يده بالقرب من الصليب والهلال.
ومن جانبه، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي بابا الفاتيكان بقصر الاتحادية، وقال مرحبًا به : "اسمحوا لى فى البداية أن أجدد الترحيب بقداسة البابا فرانسيس فى أرض مصر ضيفًا عزيزًا وشخصية فريدة، وقيادة دينية وروحية ذات مكانة رفيعة، يجلها الملايين من البشر فى كافة أنحاء العالم، ومن كافة الأديان على حد سواء".
وأضاف الرئيس : "يطيب لى أن أوكد كل الاعتزاز والتقدير لشخص قداسة البابا، ومواقفه الإنسانية النبيلة، التى تفتح طاقةَ الأمل فى نفوس البشر.. تجمع ولا تفرق.. توحد ولا تشتت.. تزرع الخير والأمل فى قلوبِ الناس.. وتنزع الشر واليأس من حياتهم.. إننى أؤكد لكم قداسة البابا.. أن مواقفَكم التى تقوم على تشجيعِ التسامح والسلام والتعايش بين جميع الأمم.. هى موضع إعجاب واحترام".
ثم توجه بعد ذلك إلى مشيخة الأزهر لحضور مؤتمر السلام الذى ينظمه الأزهر، وألقى كلمة خلال المؤتمر، وبعد ذلك التقى شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب.
وتحدث البابا فرانسيس بابا الفاتيكان باللغة العربية، فى بداية كلمته بمؤتمر الأزهر العالمى للسلام قائلاً: "السلام عليكم".
ثم دعا شيخ الأزهر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، والمشاركين بمؤتمر السلام العالمى، للوقوف دقيقة حداد على ضحايا الإرهاب فى مصر والعالم.
وقال أيضًا باللغة العربية أثناء كلمته فى حضور الرئيس عبد الفتاح السيسي: "مصر أم الدنيا"، قبل أن يختم كلمته قائلا: "شكرا وتحيا مصر".
وضجت القاعة التى كانت عامرة بكبار الحضور بالتصفيق، عقب نطق البابا لهذه الكلمات التى جاءت أثناء استعراضه لدور مصر فى التاريخ المسيحى.
وقال البابا فى كلمته: "ورد اسم مصر عدة مرات فى الكتاب المقدس. فى أرض مصر أسمع الله صوته وكشف عن اسمه لموسى النبي، مصر الأرض التى نشعر كأنها أرضنا"، مضيفًا موجها كلامه للحضور: "وكما تقولون أنتم مصر أم الدنيا".
وقال البابا فرنسيس، إنه يجب على كل الزعماء الدينيين الاتحاد فى نبذ التطرف الدينى ومواجهة "بربريّة من يحرّض على الكراھية والعنف".
وأضاف فى مؤتمر الأزهر العالمى للسلام: "لنكرّر معًا، من ھذه الأرض، أرض اللقاء بين السماء والأرض، وأرض العھود بين البشر وبين المؤمنين، لنكرر "لا" قويّة وواضحة لأى شكلٍ من أشكالِ العنف، والثأرِ والكراھية يرتكب باسم الدين أو باسم لله."
ثم توجه إلى الكاتدرائية وكان فى استقباله بابا الإسكندرية البابا تواضروس الثانى، ثم اختتم يومه الأول بزيارة الكنيسة البطرسية وأقام صلاة المسكونية.
وسار بابا الإسكندرية فى مصر تواضروس برفقة البابا فرنسيس من الكاتدرائية المرقسية إلى الكنيسة البطرسية فى موكب ضم عددا من رجال الدين.