وأشار "رضوان" إلى أن علاقة قطر بالمنظمات الإرهابية مفضوحة أمام العالم كله، مشددا على أن قطر تأتى قاسمًا مشتركًا وأساسيًا لعدد من المنظمات والتنظيمات الإرهابية.
القاعدة
وقال رضوان فى مذكرته: "كان جمال أحمد الفضل هو وكيل الأعمال السابق لأسامة بن لادن، والذى اعترف بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 بأن أسامة بن لادن فى عام 1993 صرح له بأن الجمعية الخيرية القطرية التى سميت لاحقا باسم "قطر الخيرية"، كانت واحدة من مصادر بن لادن الرئيسية للتمويل".
وفى عام 2003، كتبت صحيفة نيويورك تايمز وفقًا للمذكرة البحثية:
"إن الدعم الخاص من القطريين البارزين للقاعدة مسألة حساسة يقال إنها تغضب جورج تينيت - مدير المخابرات المركزية الأمريكية، وبعد هجمات 11 سبتمبر، قام أحد كبار مسؤولى القاعدة، خالد شيخ محمد، المسؤول الرئيسى عن الاعتداء على مركز التجارة العالمى والبنتاجون، من قبل مسؤولين فى المخابرات السعودية لقضاء أسبوعين فى أواخر 2001 مختبئين فى قطر، بمساعدة رعاة بارزين، بعد أن هرب من الكويت ".
وفى عام 2014، أعلن ديفيد كوهين وكيل وزارة الخزانة الأمريكية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية وفقًا للنائب طارق رضوان؛ أن خليفة محمد تركى الصبيعى وعبد الرحمن بن عمير النعيمى من كبار ممولى تنظيم القاعدة وهم يعيشان بحرية فى قطر.
وكان الرجلان على قائمة سوداء إرهابية عالمية. وكان الصبيعى يعمل قبل ذلك فى منصب مرموق لدى مصرف قطر المركزى.
وردا على إعلان كوهين والإفراج عن تقرير المخابرات الأمريكى، اتصل مراسلون من صحيفة تليجراف بالمسؤولين القطريين وفقا لجريدة "التلجراف"، ورفضت قطر الإجابة.
وعلى التوازى، كان النعيمى رئيس اتحاد قطر لكرة القدم، وأشار التقرير الامريكى إلى أنه أرسل أكثر من 2 مليون دولار أمريكى شهريا إلى مقاتلى القاعدة فى العراق، وأرسل مئات الآلاف من الدولارات إلى المقاتلين فى سوريا، وبناء عليه اعتبرت الولايات المتحدة النعيمى إرهابيا فى عام 2013، وصدقت عليه بريطانيا فى عام 2014.
ووفقا لسجلات التسجيل السويسرية، فإم النعيمى هو مؤسس "الكرامة"، وهى منظمة غير حكومية لحقوق الإنسان مقرها فى سويسرا، أنشئت فى 2004 لتكون بمثابة جسر بين آليات حقوق الإنسان والأفراد ضحايا الانتهاكات فى العالم العربى. ومعظم أنشطة النعيمى لدعم القاعدة تعود إلى الوقت الذى أعقب إنشاء "الكرامة"، إلا أن العلاقات الخيرية المزعومة مع القاعدة تتجاوز أنشطة النعيمى.
وقد ألقى القبض على رشيد مسلى، المدير القانونى لـ"الكرامة"، على الحدود السويسرية الإيطالية فى أغسطس 2015 بسبب قرار دولى صدر عام 2002 عن السلطات الجزائرية. واتهمت الجزائر مسلى بدعم الإرهاب للتعاون مع فريق قانونى تابع لجبهة الإنقاذ الإسلامية. ثم تم إقرار مركز الكرامة كمنظمة إرهابية فى نوفمبر 2015 من قبل حكومة الإمارات العربية المتحدة.
جبهة النصرة
وأوضح النائب: "قطر رعت شبكة تابعة لتنظيم القاعدة فى سوريا، وهى جبهة النصرة، منذ عام 2013. وأنشأت الجماعة الجهادية، بقيادة أبو بكر البغدادى، واعتبرت أن الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبى، وكندا، والولايات المتحدة، وإسرائيل، وهونج كونج، وسويسرا، واستراليا، المجموعة كيانًا إرهابيًا".
وأضاف: "ومع ذلك، فإن قطر تدعمها باستمرار من خلال دفع الفدية وحملات جمع التبرعات كحليف استراتيجى فى سوريا، ملتزمة بإسقاط الرئيس السورى بشار الأسد".
وعملت قطر كوسيط للإفراج عن السجناء الذين تحتجزهم جبهة النصرة فى عدة مناسبات، منهم أفراد قوات حفظ السلام التابعين للأمم المتحدة الذين تم اختطافهم فى أغسطس 2014، وفى مقايضة السجناء فى ديسمبر 2015 بين جبهة النصرة والحكومة اللبنانية. كما دفعت قطر فدية واضحة تتراوح بين بضعة ملايين ومئات ملايين الدولارات لإعادة الرهائن الذين تحتجزهم جبهة النصرة.
وبالإضافة إلى دفع الفدية، قامت حكومة قطر وكذلك المواطنين القطريين برعاية حملات لجمع التبرعات على نطاق واسع للحصول على "دعم لشراء الأسلحة والمواد الغذائية والإمدادات لجبهة النصرة فى سوريا" والتى غالبا ما تعتمد على وسائل التواصل الجتماعى. "حملة أهل الشام"، وهى حملة لجمع التبرعات أطلقت فى عام 2013 وأغلقت من قبل السلطات القطرية فقط فى عام 2015، أصبحت "واحدة من القنوات المفضلة للتبرعات الموجهة للمجموعة".
"داعش"
فى نوفمبر 2014، وصف وكيل وزارة الخزانة الأمريكية للإرهاب والاستخبارات المالية، ديفيد كوهين، قطر بأنها "تنشئ بيئة متسامحة مع تمويل الإرهاب".
وأشار النائب طارق رضوان إلى أن عبد الكريم آل ثانى، أحد أفراد العائلة المالكة فى قطر، يدير منزلاً آمنًا لأبو مصعب الزرقاوى، مؤسس تنظيم القاعدة فى العراق، حيث أعطى آل ثانى جوازات سفر قطرية ووضع مليون دولار فى حساب مصرفى لتمويل تنظيم القاعدة فى العراق.
حركة "حماس"
فى عام 2014، تعهدت قطر بتقديم 400 مليون دولار إلى حماس فى شكل معونات نقدية، وعلى صعيد آخر أقرت الولايات المتحدة حماس كمنظمة إرهابية أجنبية.
وفى سبتمبر 2014، عقد الكونجرس الأمريكى جلسة استماع حول دور تركيا وقطر فى تمويل الإرهاب. ووجه كبار الديمقراطيين والجمهوريين فى جلسة الاستماع كلمات صعبة إلى قطر.
وقال عضو الكونجرس تيد بو: "يجب أن نجعل رسالتنا واضحة: إذا ساهمت قطر فى تمويل حماس؛ ستكون هناك عواقب كبيرة وستكون غير سارة، وآمل أن تستمع قطر وتركيا".