كتب إبراهيم قاسم
يبدو أن الرئيس عبد الفتاح السيسى، كان منزعجا خلال كلمته اليوم، فى احتفالية وزارة الداخلية بعيد الشرطة الـ64، وذلك من قرار مجلس النواب برفض قانون الخدمة المدنية، والذى ظهرا جليا عندما أكد على أن مجلس النواب عرض عليه قانون متعلق بالإصلاح - فى إشارة إلى قانون الخدمة المدنية - وكان موقف المجلس رفضه، وأنا "بقول حاضر لكن أنتم تطالبوننى بالإصلاح والإصلاح صعب وقولتلكم قبل كدا البلد دى مش هاشيلها لوحدى هنشلها جميعًا".
ويرصد "برلمانى" خمسة أسباب وراء انزعاج الرئيس السيسى من رفض مجلس النواب لقانون الخدمة المدنية وحديثه عن الإصلاح وهى:
قانون الخدمة المدنية يقضى على البيروقراطية والزيادة المضطردة فى الجهاز الإدارى
يرى الرئيس السيسى أن قانون الخدمة المدنية كان يهدف فى البداية والنهاية إلى الإصلاح فيما يتمثل فى القضاء على البيروقراطية والزيادة الكبيرة والمضطردة فى حجم الجهاز الإدارى للدولة وتكاسل الموظفين فى تقديم خدمة ذات جودة للمواطنين، وذلك من خلال تأكيد الرئيس على أن مصر لديها 7 ملايين موظف نحتاج منهم مليون واحد فقط، والقانون لن ينتقص من حقوق أو رواتب أحد، وأنه لا يوجه انتقادات لأى أحد، وأنه منذ البداية أكد أنه لن يستطيع بمفرده تحمل المسئولية، وأن الإصلاح والتقدم له ضريبة.
الرئيس أراد تغيير الصورة الذهنية، التى رسمها النواب حول قانون الخدمة المدنية
أما السبب الثانى، الذى دفع الرئيس للحديث عن القانون هو الصورة الذهنية، التى رسمها النواب أثناء مناقشتهم للقانون من أن القانون سيئ السمعة، وأن الحكومة تعمل ضد المواطن، الأمر الذى جعل الرئيس يحاول تغيير هذه الصورة والتأكيد أن الغرض منه هو الإصلاح الإدارى.
الرئيس كان يحذر من يريدون استمرار الفساد فى الجهاز الإدارى للدولة
أما السبب الثالث فإن قانون الخدمة المدنية كان سيساعد فى وضع منظومة لشفافية والكفاءة فى التعيينات، التى تقوم على أساس الكفاءة والجدارة، دون محاباة أو وساطة من خلال إعلان مركزى على موقع بوابة الحكومة المصرية أو إعلان مركزى إلا أن البعض لا يريد ذلك، بل يريد استمرار الفساد فى التعيينات، وهو ما دفع الرئيس إلى تحذير هؤلاء.
الرئيس يرغب فى الإسراع بإعداد القانون عبر رسائل مشفرة للنواب الحاضرين
وفيما يتعلق بالسبب الرابع فان الرئيس كان يرسل رسالة مشفرة للنواب، الذين تم دعوتهم للحفل بعيد الشرطة يحثهم فيها بضرورة الإسراع فى إعداد القانون حتى يساعد فى تحسين أداء العاملين بالدولة وظروفهم من خلال وضعه لنظام للتحفيز مقابل العمل الإضافى أو العمل بمناطق معينة وبدلات بحسب طبيعة العامل.
الرئيس يرى الجهاز الإدارى عائقا لمسيرة التقدم وحجر عثرة للاستثمار
أما السبب الخامس فإن الرئيس السيسى على قناعة تامة بأن الوضع الراهن للجهاز الإدارى يعد أحد المعوقات الأساسية فى طريق تحقيق النهضة التنموية بالبلاد، ويقف حجر عثرة أمام التقدم، الذى يعمل عليه الرئيس من خلال جذب الاستثمارات، ويريد أن يكون الجهاز الإدارى كفء وفعال يتسم بالشفافية والعدالة ويخضع للمساءلة، ويعنى بتحقيق رضا المواطن والأهداف التنموية للبلاد، عن طريق تعزيز الثقة بين المواطن والدولة، وإتاحة الخدمات العامة بعدالة وجودة عالية.