كتب محمود سعد الدين
كشف مصدر قضائى مطلع، عن جانب جديد من كواليس استقالة المستشار محمد عبد المنعم السحيمى، التى شغلت مواقع التواصل الاجتماعى أمس السبت، وقال المصدر إن ما ورد بالاستقالة من تعنت المستشار أحمد الزند وزير العدل ضد المستشار السحيمى غير صحيح، مضيفا أن العقوبات التى تعرض لها السحيمى وتناولها فى استقالته لم تكن صادرة فى عهد الزند، إنما هى عقوبات سابقة صادرة فى عهد المستشار محفوظ صابر وزير العدل السابق.
وأضاف المصدر، أن المستشار السحيمى جرى معاقبته بما يعرف بـ"عقوبة التنبيه" وهى أعلى عقوبة يتعرض لها أى قاض قبل عقوبة الإحالة للصلاحية، مشيرا إلى أن السحيمى تعرض لهذه العقوبة بناء على شكاوى وتحقيقات فى عهد سابق للزند.
وأوضح المصدر، أن صاحب تنفيذ عقوبة التنبيه على أى قاض هو مدير التفتيش القضائى بوزارة العدل، وليس وزير العدل نفسه، مؤكدا أن منصب مدير التفتيش القضائى محصن ومستقل تماما فى محاسبة القضاة المشكو فى حقهم، دون أى تدخل من الوزير.
وأشار المصدر، إلى أن المستشار السحيمى تظلم فى وقت سابق على العقوبة المفروضة عليه، وتم نظر التظلم أمام المجلس الأعلى للقضاء، وهو بعيد تماما عن سلطة وزير العدل وليس لوزير العدل أى تدخل فى أعماله وقراراته، مؤكدا أن المجلس رفض تظلم السحيمى وقرر تطبيق العقوبة.
وأشار المصدر فيما يتعلق بتأخير ترقية السحيمى، أنه فى اللوائح الداخلية للقضاة، إذا ما تعرض أى قاض لعقوبة التنبيه فيترتب عليها تلقائيا تأخره فى الترقية أو فى الحركة القضائية، ودلل المصدر قائلا: "فى الحركة القضائية مثلا لو كان القاضى من محافظات وجه بحرى يتم نقله إلى محافظة بالصعيد ولو كان وجه قبلى يتم نقله إلى محافظة ببحرى"، مؤكدا أن نقل المستشار السحيمى لمحافظة قنا جاء من هذه القاعدة المعمول بها فى القضاء.
وأشار المصدر، أنه حتى عمليات نقل القضاة أو توزيعهم وفقا للحركة لا يتم من خلال وزير العدل، وليس للوزير أى سلطة، إنما من خلال الأمانة العامة لمجلس القضاء الأعلى والمجلس فقط، مؤكدا أن القانون يتيح لأى قاض التظلم على قرار النقل.
وبحسب المصدر القضائى، فإن السحيمى تضرر فى مذكرة استقالته من أعباء القضايا التى تحملها بمحكمة قنا، وقال المصدر تعليقا: "إن من يوزع القضايا هم أعضاء الجمعية العمومية للمحكمة التى يشغل عضويتها المستشار السحيمى وزملائه نفسه، وليس لوزير العدل أى تدخل فيها، وأن كل القضايا التى تحملها السحيمى تحملها قبله قضاة كثيرون، نظروا قضايا مثلما نظر وحكموا فى وقائع بعدد مماثل ولم يشتك أحد منهم".