خطاب السيسى أقصر مدة حديث أمام البرلمان وعبد الناصر الأطول بـ 80 دقيقة

ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسى خطابه صباح اليوم فى مجلس النواب بمناسبة افتتاح دور الانعقاد العادى الأول من الفصل التشريعى الأول لمجلس النواب"، ويعد خطاب السيسى أقصر كلمة ألقاها رئيس الجمهورية منذ الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وحتى عصرنا هذا، فقد استغرق خطاب السيسى اليوم 32 دقيقة، بدأها بالوقوف دقيقة حداد على أرواح شهداء مصر.

وبدأ السيسى خطابه قائلا: " أتقدم لكم جميعا بالتهنئة على الثقة الغالية التى منحكم الشعب إياها لتمتزج التهنئة بكل أمنياتى القلبية لكم جميعا بالسداد والتوفيق فى مهمتكم العظيمة ومسئوليتكم الجسيمة فى هذه اللحظة الفارقة من تاريخ مصر الغالية".


ونعود إلى الذاكرة، لنجد خطاب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كان أطول خطابا ألقاه رئيس الجمهورية أمام مجلس النواب، حيث استغرق ساعة وعشرون دقيقة وذلك فى عام 1965، حيث كان الراحل أنور السادات آنذاك رئيسا لمجلس النواب فى بداية دورة الانعقاد.

وقال عبد الناصر فى خطابه: إذا أبدى الشعب رأيا واضحًا يوم الانتخابات بأنه يريد منى أن أخدم فى موقع رئاسة الجمهورية سأطيعه مؤمنًا أنه آمرى.

وأكد جمال عبد الناصر، فى خطابه، أن المرحلة القادمة لا يمكن أن تكون استمرار للمرحلة السابقة، كما أن الذين لا يستفيدون من تجاربهم ويستسلمون للدوران فى حلقات مفرغة، والذين لا يتفاعلون مع الواقع ينقلون أنفسهم بأيديهم إلى متاحف التاريخ، وأن مراجعة التجربة ليس تراجعا وإنما ظواهر حيوية وخصوبة فى نقاط التحول، مضيفًا أننا انتقلنا من الخطة الخمسية الأولى والتى انتهينا من تنفيذها إلى الخطة الثانية.

خطاب السادات

أما الرئيس الراحل محمد أنو السادات ألقى أول خطاب له عقب نصر أكتوبر 1973 يوم 14 أكتوبر أمام مجلس النواب، وكان خطابًا تاريخيا استغرق 45 دقيقة، أكد فيه أن حديثه ليس للتفاخر بالنصر وإنما للتذكر والتعلم من درس الحرب وفرحة الفوز بها بعد تذوق مرارة هزيمة سابقة لها فى عام 1967.

وبدأ السادات خطابه قائلا: "كان بودى أن أجىء إليكم قبل الآن، التقى بكم وبجماهير شعبنا وأمتنا؛ لكن مشاغلى كانت كما تعلمون وكما تريدون، واثق أنكم تقدرون وتعذرون، ومهما يكن فلقد كنت أحس بكم وبشعبنا وأمتنا معى فى كل رأى، وكنت أحس بكم وبشعبنا وأمتنا معى فى كل قرار، كنتم جميعًا معى، فيما أخذته على مسؤوليتى تعبيرًا عن إرادة أمة، وتعبيرًا عن مصير شعب، ثم وجدت مناسبًا أن أجىء إليكم اليوم، أتحدث معكم ومع جماهير شعبنا ومع شعوب أمتنا العربية وأمام عالم يهمه ما يجرى على أرضنا؛ لأنه وثيق الصلة بأخطر قضايا الإنسانية، وهى قضية الحرب والسلام ذلك لأننا لا نعتبر نضالنا الوطنى والقومى ظاهرة محلية أو إقليمية؛ لأن المنطقة التى نعيش فيها بدورها الإستراتيجى والحضارى فى القلب من العالم وفى الصميم من حركته، ولأن الحوادث كبيرة ولأن التطورات متلاحقة ولأن القرارات مصيرية فإننى أريد أن أدخل مباشرة فيما أريد أن أتحدث فيه معكم وسوف أركز على نقطتين: الحرب والسلام.



أما الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك، فقد ألقى خطابه أمام مجلس النواب فى 14 أكتوبر 1981، واستغرق خطابه 57 دقيقة.

وذلك عقب ظهور نتيجة الاستفتاء على توليه منصب رئيس الجمهورية، خلفًا للرئيس الراحل محمد أنور السادات، وجاءت نتيجة الاستفتاء لتؤكد حصول مبارك على نسبة 98. 46%.

وبدأ مبارك خطابه قائلا: "أرجو أن تسمحوا لى أن يكون حديثى إليكم اليوم وإلى الشعب حديث القلب إلى القلب، حتى أعبر لكم عن كل ما يطغى عن مشاعرى فى هذه اللحظات القاسية بمسؤليتها، آلام قاسية ولكنها عظيمة، والآلام العظيمة هى التى تبنى الأمم العظيمة كما كان يردد بحق زعيمنا الراحل محمد أنور السادات".

وتضمن خطاب مبارك حديثه عن السادات، معترفًا بفضله وجميله عليه، وذكر مبارك فى خطابه الأول السلطان قابوس والرئيس جعفر النميرى شاكرًا لهما مشاركتهما فى واجب تقديم العزاء فى الرئيس السادات.


لم يؤد الرئيس المعزول محمد مرسى اليمين الدستورية أمام مجلس النواب لصدور حكم بحل البرلمان؛ ولكنه حلف اليمين أمام الجمعية العامة للمحكمة الدستورية، ثم ألقى خطابه أمام مجلس الشورى فى 29 ديسمبر 2012، حيث استغرق 43 دقيقة.

وبدأ مرسى خطابه قائلا: " نعمة كبيرة من الله أن نجتمع فى هذا المكان وأن نتوجه جميعا بأقوالنا وأفعالنا إلى شعب مصر العظيم، منذ فجر التاريخ ونحن أمة تصنع الحضارة وتقدم شواهد ملهمة فى تاريخ الإنسانية كلها، أمة توحد الله منذ نشأتها وتفجر طاقات الإنسان فى كل مناحى الإبداع، لقد عرفت مصر بهذا المفهوم منذ آلاف السنين واستمرت هذه المسيرة على اختلاف مراحلها حتى كانت ثورة 25 يناير حيث سقط الشهداء الأبرار فى هذه الثورة وما بعدها، فنحن أمة الحضارة وأمة الشهداء وأمة العطاء والتضحية والنهضة وانبعاث المفاهيم الإنسانية الراقية".

خطاب الرئيس السيسى