كتب رامى سعيد
شارك عمرو موسى، أمين عام جامعة الدول العربية السابق والمرشح السابق لرئاسة الجمهورية، فى احتفالية مرور سبعين عامًا على تأسيس جامعة الدول العربية، والتى أقيمت فى المجلس الأعلى للثقافة بساحة دار الأوبرا، مساء أمس الأحد، تحت بعنوان "بين آلام الماضى وأحلام المستقبل".
خلال الاحتفالية أشاد "موسى" بدور الجامعة العربية والمخاطر التى نواجهها جميعًا، إضافة إلى دور الثقافة كقوة ناعمة تعمل على حماية العمل العربى، بل والوجود العربى ككل، مؤكّدًا أنه لا يتفق مع الرأى القائل بأننا مجرد ضحية لمؤامرة من أول الأمر إلى آخره، وأن هناك مؤامرة لا شك فيها، وسياسات تتوجه إلى تقزيم العمل العربي، ولكن هناك أيضًا أخطاء منّا، وعلينا جميعا الاعتراف بتلك الأخطاء التى أدت بدورها، مع عناصر أخرى خارجية، إلى تشكيل الأزمة التى نمر بها الآن.
كما نوّه عمرو موسى فى كلمته خلال الاحتفالية، عن أن من الضرورى النظر إلى المسلمات القائمة التى تجتاح العالم العربى، وأهمها حالة العالم العربى وهل يمكن اعتبارها جراحًا يمكن تضميدها، أم مرضًا عضالاً يحتاج إلى عملية جراحية دقيقة، متابعًا: "نحن نعانى من مرض ثقافى اجتماعى اقتصادى وأيضًا أمنى، فرغم الجهود الكبيرة التى تبذل الآن فى الجامعة العربية من أجل التطوير، إلا أن الأمر يتطلب إعادة نظر فى النظام العربى كله".
وأضاف "موسى" فى كلمته، أن الأمر الآن يتطلب إعادة نظر فى النظام العربى والإقليمى كله، ولا بدّ من أن ندرك هذه القضية وبسرعة، وأن نطبق نظامًا جديدًا لأن الوقت يداهمنا، ومراكز الأبحاث فى الدول العظمى بدأت دراسة مستقبل هذه المنطقة، ربما لإعادة تخطيطها، مضيفًا أن من أخطر ما واجهناه تلك النظرية الشيطانية التى تسمى "الفوضى الخلاقة"، فهذه ليست مجرد نظرية فقط وإنما كانت لها أدبياتها وشروحاتها، والكتب التى تتعرض لها والمقالات التى تحددها وتدفع إليها، وعند النظر إلى الخريطة العربية والإقليمية نرى أن المتغيرات تتم الآن، إضافة إلى متغيرات أخرى قد يجرى التحضير لها من كيانات جديدة ومن تحديات زُرعت حتى يتم هذا التقسم الكبير من المجتماعات العربية، كالنزاع الذى تم إحياؤه بين الشيعة والسنة، وانتشار كثير من الطوائف والتيارات التى تسببت فى الانقسام بالوطن العربى.
كما أكد "موسى" أن المنطقة الآن فى سبيلها إلى الحركة نحو نظام إقليمى جديد، إضافة إلى الحفاظ على كيان الجامعة العربية ودعمها وتأييدها والدفع بها إلى الأمام، مضيفًا أن القوة العربية لا تعنى قوة عسكرية للغزو، ولكنها تعمل على استقرار الوطن العربى والعمل على المستوى الذى يساعد على وضع اللمسات التى يمكن أن تخدم العالم العربى فى مرحلته.
واختتم "موسى" حديثه مؤكّدًا أهمية دور اللغة العربية، والمهانة الشديدة التى تتعرض لها الآن فى كثير من البلدان العربية، ومنها القاهرة، إذ إن هناك شوارع بأكملها لا يوجد بها عنوان عربى واحد، بل وتوجد مبانٍ رسمية مدونة عليها عناوين باللغات الأجنبية فقط، وهذا بمثابة تيار يمس اللغة العربية، فهى مسؤولية نتحملها ولا يجب أبدًا أن نقبل بالمساس بها، ولذلك يجب أن يكون لمجلس النواب دور مباشر فى هذا الأمر، وأن يحافظ على كيان لغتنا العربية، اللغة الأم والأولى والتى تأتى اللغات الأجنبية كصف ثانٍ بعدها، وليست بديلاً عنها.