سعت الدولة المصرية منذ عام 2014 إلى إحداث نقلة بملف النقل البري في عموم البلاد، لذلك أطلقت خطة شاملة لتطوير وتحديث الشبكة القومية للطرق، حيث كان مستهدفا إنشاء وتطوير 75 طريقا بأطوال 7000كم وذلك حتى عام 2024، ولقد تم بالفعل الانتهاء من 50 مشروعا منها، فيما ينتظر أن يتم الانتهاء من باقي المشروعات خلال السنوات الثلاث القادمة.
وكشفت دراسة للمركز المصرى للفكر والدراسات، أنه بذلت الدولة مجهودات غير مسبوقة في عملية تطوير مرفق السكك الحديدية القديم، والذي تمتد شبكته حول وادي النيل ودلتاه، حيث خصصت الدولة مبلغ 13 مليار جنيه لتطوير أسطول الجر والعربات، سواء المخصصة منها للركاب او للبضائع، بالإضافة إلى العمل على تطوير المحطات وصيانة القضبان ورفع كفاءة ورش الصيانة والتخزين.
ووضعت الدولة خطة لتشييد شبكة جديدة من السكك الحديدية السريعة, والتي ستبلغ عند الانتهاء من تشييدها ما اجماليه 1825كم من السكك, وتستهدف الدولة المصرية من تنفيذ هذا المشروع الطموح عدد من الفوائد، فالخط الأول والذي سيمتد من ميناء السخنة إلى العلمين الجديدة سيمثل محور ربط بين البحرين الأحمر والمتوسط، وهو ما سيعزز من فاعلية حركة التجارة العالمية المارة بقناة السويس، وسيمثل ايضاً داعما لها وقت الأزمات، كما سيساهم القطار السريع في تخفيض زمن الرحلة بين السخنة والعلمين من 5 ساعات بالسيارة إلى حوالي الساعة ونصف فقط، فضلاً عن دوره في غير المباشر في تنمية العاصمة الإدارية الجديدة ومدينة العالمين الجديدة.
ويساعد الخط الثاني من مشروع القطار السريع، والذي سيمتد بين مدينة السادس من أكتوبر شمالاً الي أسوان جنوباً بطول 925 كم، في خلق محور نقل جديد غرب النيل مار بأغلب المدن الجديدة بصعيد مصر، وهو ما سيساهم في زيادة اتصالها بمحافظتها الام من جهة وبالعاصمة المصرية من جهة أخرى، مما سيساعد علي زيادة تعميرها، والي جانب كل هذا سيساعد الخط الثاني من شبكة القطارات السريعة على دعم حركة السياحة الثقافية في مصر، وذلك عن تسهيل التواصل بين المواقع السياحية المختلفة على امتداد محافظات وادي النيل.
وينتظر أن يساعد الخط الثالث وهو اخر مراحل شبكة القطارات السريعة حتى الآن، في تسهيل التواصل بين منطقة غرب النيل عند الأقصر مرورا بمدينة قنا وصولا إلى الغردقة عاصمة السياحة بالبحر الأحمر وهو ما سيسهل على المواطنين في تلك المناطق السفر بشكل آمن، بعيدا عن استخدام الطرق الجبلية الوعرة التي أدت لوقوع المئات من الحوادث الدامية.
ويساهم هذا الخط في تعزيز حركة التجارة والصناعة بجنوب البلاد حيث سيسهل القطار السريع حركة الاستيراد والتصدير بين موانئ البحر الأحمر من جهة ومحافظات الصعيد من جهة أخرى، فيما سيؤدي انشاء الخط الثالث إلى إحداث حالة من التكامل بين نمطي السياحة الشاطئية والثقافية عن طريق ربط الأقصر واسوان بمدن محافظات البحر الأحمر المختلفة.