وخلال الندوة تم عرض التقرير الذي أعدته مؤسسة ماعت والذي تناول بالرصد والتوثيق أوضاع حقوق الإنسان في مصر خلال عامين ونصف، وتحديداً مُنذ الدورة الثالثة للاستعراض الدوري الشامل في نوفمبر 2019، وحتى يونيو 2022، وذلك لمعرفة التقدم المحرز في تنفيذ التعهدات التي قبلتها الحكومة بشكل طوعي، والتعهدات التي لم يتم تنفيذها حتى الآن، بالإضافة إلى تقديم مجموعة من التوصيات.
وأشار التقرير إلى أن مصر حققت تقدم في بعض الملفات خاصة فيما يتعلق بالحقوق المدنية والسياسية، وذلك في ظل إطلاق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الانسان، وكذلك بدء الحوار الوطني، وتفعيل لجنة العفو الرئاسي، وأيضاً قرب إنهاء القضية 173 المعروفة إعلامياً بـ "بالتمويل الاجنبي"، وإصدار قانون الجمعيات واللائحة التنفيذية الخاصة به.
وفيما يتعلق بالتمكين السياسي للشباب، كشف التقرير عن اتخاذ الدولة خطوات هامة في هذا الإطار، حيث شملت حركة المحافظين الأخيرة 39 قيادة جديدة ما بين محافظ ونائبا للمحافظ من بينهم 60% من فئة الشباب.
وخلال الندوة، قال أيمن عقيل الخبير الحقوقي الدولي ورئيس مؤسسة ماعت، إن الهدف الرئيسي من إنشاء آلية الاستعراض الدوري الشامل هي مساعدة الحكومات على تحسين أوضاع حقوق الإنسان، وذلك بمشاركة المجتمع المدني، للعمل على تنفيذ التوصيات التي قبلتها الحكومة بشكل طوعى، فهذه العملية من شأنها أن تقود إلى تعزيز الشراكة بين مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني، والعمل بصورة تشاركية لا صدامية من أجل وضع خطة وطنية لتعزيز حقوق الإنسان، وهو ما حدث عندما تم وضع الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان التي أطلقتها الحكومة في سبتمبر 2021.
وأكد عقيل على أن الفرصة ما تزال قائمة للوفاء بباقي التعهدات من أجل تحسين أوضاع حقوق الإنسان في مصر. وذلك من خلال تضافر جهود السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية مع الهيئات الوطنية لحقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني لكي يتم تنفيذ هذه التوصيات على أرض الواقع من خلال تنفيذ محاور الاستراتيجية الوطنية والتي تهدف للإرتقاء بحقوق الإنسان في مصر انطلاقا من هذه التوصيات والتعهدات.
من جانبها، قالت نورهان مصطفى مدير وحدة القانون الدولي الإنسان بمؤسسة ماعت، أن ملف حقوق المرأة في مصر شهد تطورات إيجابية خلال السنوات الأخيرة خاصة فيما يتعلق بتمكين المرأة ومشاركتها في الحياة السياسية، وذلك بالتزامن مع محاولة تعزيز المساواة بين الجنسين على المستوى القانوني والعملي، عن طريق تحسين الإطار المؤسسي والسياساتى للقضاء على التمييز ضد المرأة، وتعزيز المساواة بين الجنسين، من خلال وضع حقوق المرأة كأولوية ضمن الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة المصرية، وغيرها من الاستراتيجيات المناهضة للعنف ضد المرأة وختان الإناث ومنع الاتجار بالبشر.
وخلال الندوة عرض روبرتو كابوتو الباحث الإيطالي وعضو منتدى صناع السلام، محاور التوصيات التي قدمت لمصر والموضوعات المنبثقة عنها، وأكد على أن عملية الاستعراض تساعد في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، حيث تتمثل الأولوية الأساسية لمفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان وكل هيئاتها وآلياتها بما فيها آلية الاستعراض الدوري الشامل، في ضمان تنفيذ أهداف التنمية المستدامة بطريقة تتفق مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان.