جامعة الدول العربية هى أقدم منظمة دولية قامت بعد الحرب العالمية الثانية، وقد تكونت فى 22 مارس 1945م، أى قبل منظمة الأمم المتحدة بشهور، وتألفت فى أول وقتها من سبع دول عربية كانت تتمتع بالاستقلال السياسى وقتذاك، هى: مصر- سوريا – شرق الأردن – لبنان – العراق – اليمن – المملكة العربية السعودية.
بدأت جامعة الدول العربية باجتماع لجنة تحضيرية من ممثلين عن كل من سوريا ولبنان والأردن والعراق ومصر واليمن فى الفترة 25 سبتمبر إلى 7 أكتوبر 1944، لعمل اتجاه داعٍ إلى وحدة الدول العربية المستقلة بما لا يمس استقلالها وسيادتها، واقترح الوفد السورى تسمية رابط الدول العربية بـ"الاتحاد العربى"، واقترح الوفد العراقى تسميتها ب"التحالف العربى"، إلا أن الوفد المصرى قدم التسمية "الجامعة العربية" لما رأى منها من ملائمة من الناحية اللغوية والسياسية، وتوافقاً مع أهداف الدول العربية، ثم تطور الاسم ليصبح "جامعة الدول العربية".
وتعد جامعة الدول العربية منظمة إقليمية تضم دولاً من قارتى آسيا وإفريقيا وتتكون من 22 دولة عربية، ينص ميثاقها على التنسيق بين الدول الأعضاء فى الشؤون الاقتصادية، ومن ضمنها العلاقات التجارية، الاتصالات، العلاقات الثقافية، الجنسيات ووثائق وأذونات السفر والعلاقات الاجتماعية والصحة، و أن المقر الدائم لجامعة الدول العربية فى القاهرة وتم نقل مقر جامعة الدول العربية إلى تونس من 1979 إلى 1990.
وكانت الجامعة العربية بمثابة منتدى لتنسيق المواقف السياسية للدول الأعضاء، للتداول ومناقشة المسائل التى تثير الهم المشترك، ولتسوية بعض المنازعات العربية والحد من صراعاتها.
وشهد منصب أمين عام جامعة الدول العربية 7 سفراء، تضم 6 سفراء مصريين بداية من: عبد الرحمن عزام مصرى الجنسية، ويعد أول أمين عام لجامعة الدول العربية فى 22 مارس 1945 فى قمة أنشاص وظل بمنصبة لمدة 7 سنوات حتى عام 1952.
ويليه محمد عبد الخالق حسونة مصرى الجنسية، ثانى أمين عام لجامعة الدول العربية
حصل على شهادة ماجستير الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة كامبردج بانجلترا عام 1925 وكان عضوًا فى أول بعثة للسلك الدبلوماسى لوزارة الخارجية المصرية ثم محافظ الإسكندرية من 25 أبريل 1942 حتى مايو 1948، انتخب أمينًا عامًّا لجامعة الدول العربية عام 1952، واستمر فى منصبه هذا حتى عام 1972
ويأتى محمود رياض الأمين العام الثالث لجامعة الدول العربية، اختير أمينا عاما للجامعة العربية فى يونيو 1972، واستقال فى مارس 1979.
عقدت أثناء فترة توليه مؤتمرات القمة العادية السادس والسابع والثامن والتاسع، واستقال قبل انعقاد المؤتمر العاشر، كما عقد أثناء فترته مؤتمر القمة السداسى غير العادى فى الرياض فى الفترة من 16- 18 أكتوبر 1976.
وشغل الشاذلى القليبى تونسى الجنسية، منصب أمين جامعة الدول العربية العام بين 1979 و1990، عندما كان مقرها تونس بعد اتفاقية كامب ديفيد، استقال خلال الحشد الأمريكى على العراق 1990 - 1991 قبيل حرب الخليج الثانية لاعتراضه على الحرب الأجنبية للعراق .
عمل على تكوين لجان لتنقية الأجواء العربية، لبحث الوضع فى القرن الإفريقى وجنوب أفريقيا، ودعم التعاون العربى الإفريقى، وإدانة الإرهاب الدولى وفى مقدمته الإرهاب اليهودى داخل الأراضى العربية المحتلة وخارجها، والسعى لتحقيق الأمن القومى العربي، وتنقية العلاقات العربية، والمؤتمر الدولى للسلام فى الشرق الأوسط، والمقاطعة العربية لإسرائيل، ودعم الانتفاضة الفلسطينية، والترحيب بقيام الجمهورية اليمنية، والهجرة اليهودية إلى فلسطين وخطرها على الأمن القومى العربى.
ثم اختير أحمد عصمت عبد المجيد مصرى الجنسية لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية من عام 1991 حتى عام 2001.
ثم تولى عمرو موسى منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية عام 2001 وحتى عام 2011، حيث أصبحت الجامعة العربية لها دور إقليمى مهم فى المنطقة العربية وتعاملت مع العديد من القضايا العربية، كان أولها الغزو العراقى للكويت، حيث قاد عمرو موسى عدد من المبادرات لإقامة السلام والصلح بين البلدين، وأن المنطقة العربية شهدت أحداثًا جسامًا فى فترة ولايته أشهرها: الغزو الأمريكى للعراق والحصار الإسرائيلى على غزة.
ويليه نبيل العربى مصرى الجنسية لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية عام 2011 حتى مارس 2016.
بحيث رشحت مصر الدكتور نبيل العربى بعد سحبها لترشيح مصطفى الفقى لخلافة عمرو موسى، وتم اختياره أمينا عاما للجامعة بعد أن سحبت قطر مرشحها عبد الرحمن بن حمد العطية لصالح الدكتور نبيل العربى.
ويأتى فى النهاية السفير أحمد أبو الغيط وزير الخارجية الأسبق، مصرى الجنسية، بتعينه اليوم على منصب أمين عام جامعة الدول العربية، بعد موافق مجلس وزراء الخارجية العرب فى دورته غير العادية اليوم الخميس على تعيينه أمينًا عامًا للجامعة بالإجماع، خلفاً للدكتور نبيل العربى الأمين العام السابق .
وكان الاجتماع التشاورى لوزراء الخارجية العرب لترشيح الأمين العام الجديد لجامعة الدول العربية قد شهد اعتراض قطر على أحمد أبو الغيط، فيما طالبت السودان بتدوير المنصب، وتحفظت على أبو الغيط.
