قال المهندس هاني العسال، عضو لجنة الإسكان والإدارة المحلية والنقل بمجلس الشيوخ، إن انعقاد القمة الأمريكية – الأفريقية، بواشنطن، سيكون بمثابة تدعيم وتقوية للعلاقات بين الجانبين بمزيد من المسارات الإصلاحية في التواجد الأمريكي بالبلدان الأفريقية، ولاسيما جنوب الصحراء وتعزيز تحركاته والتي كانت قد شهدت تراجعا خلال الأعوام الماضية، ليكون أكثر تأثيرًا وفعالية ويزيد من انخراطه في المنطقة بالتزامن مع إطلاق الاستراتيجية الأمريكية الجديدة المتعلقة بالقارة السمراء، وهو ما يستلزم وضع مصالح القارة وشعوبها محل اعتبار وأولوية في مناقشات القمة.
وأضاف عضو مجلس الشيوخ، أن انعقاد القمة الأمريكية الأفريقية الثانية، في هذا التوقيت الحساس، يستدعي ملفات بعينها على الطاولة وأولها الملف الأمني، بما يشمله من مكافحة الإرهاب والصراعات المسلحة، والأمن الغذائي والصحي في أنحاء مختلفة من القارة السمراء، بجانب قضية الأمن المائي، بما تشهده تلك الملفات من تحديات وأعباء تضع ضغوط على الدول مع متطلبات مواجهة ظاهرة التغيرات المناخية، مشيرا إلى أن التطلعات تتجه بشدة نحو خروج تلك القمة بثمار تزيد من الشراكات الاستثمارية والتجارية، وتقديم أمريكا آليات أكثر تطورا تعزز من دور إفريقيا في الاقتصاد العالمي ويدعم ملف المساعدات الإنمائية، ويوسع من نطاق الابتكار وريادة الأعمال، وتسريع التحولات العادلة إلى مستقبل الطاقة النظيفة.
وشدد أن مصر ستكون حاضرة بقوة خلال تلك القمة، سعيا لحصد مزيد من المكاسب لصالح القارة السمراء واتخاذ مسارات أكثر إيجابية في تنفيذ التعهدات المتعلقة بالتغيرات المناخية ومعالجة معوقات التنمية، موضحا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي سيحرص على تقديم رؤيته الشاملة للتحديات التى تواجه القارة وجهود حل النزاعات وما تحتاجه القاره في الوقت الحالي لدفع عمليات التنمية وتلبية احتياجات المواطن الإفريقي.
وأكد "العسال"، أن مكانة مصر بالمنطفة ودورها كشريك مركزي في التصدي لتحدي الإرهاب العابر للحدود، وبصفتها بوابة التواصل الدائمة مع أفريقيا والمنطقة سيكون لها دور فاعل بالقمة، وستعمل على إرساء المناقشات وتقريب وجهات النظر لمزيد من الشراكات والاتفاقات التي تخدم صالح شعوب القارة السمراء، موضحا أن المنتظر أن تدعم القمة فرص إفريقيا في الحصول على مقعد في مجلس الأمن الدولي وهو المطلب الذي أبدى الرئيس الأمريكي جو بايدن تأييده، ما يمهد لتعزيز دور القارة ويرسخ من مكانتها بجني مكاسب جديدة.
بينما يؤكد ناجى الشهابى، رئيس حزب الجيل والمنسق العام للائتلاف الوطني للأحزاب السياسية المصرية، أن دور مصر على الساحتين الإقليمية والدولية يتزايد وبات أكثر رسوخا وتأثيرا، مؤكدا أن تواجدها فى المنتديات و المحافل الدولية أصبح واضحاً ومن علامات نجاحه ومتتابع من القمة العربية الصينية بالرياض إلى القمة الامريكية الأفريقية فى واشنطن لتكون مصر فى كل المشاركات هى الدولة المؤثرة بل رمانة الميزان.
وأشار ناجى الشهابي، إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي سيطرح رؤية مصر الشاملة للتحديات التى تواجه القارة والجهود التى تقوم بها فى حل النزاعات والمشاكل بين دول القارة وأيضًا معوقات التنمية ومواجهة الفقر والبطالة والتأكيد على استقلالية الدول الإفريقية، والتى تبلورت فى رئاسة مصر لدورة الاتحاد الإفريقى 2021، وأيضًا طرح قضايا إفريقيا فى قمة COP27، التى استضافتها مصر خلال نوفمبر الماضى بمدينة شرم الشيخ وتنفيذ الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغنية التزاماتها فى الصندوق الذى وافقت عليه قمة المناخ لتعويض الدول الفقيرة والنامية عن الأضرار الضارة الانبعاثات الضارة وعلى رأسها الدول الأفريقية.
وأضاف أن القمة ستبحث ضخ استثمارات أمريكية جديدة فى القارة السمراء، وبحث الأمن الغذائى، الذى تراجع جراء الحرب فى أوكرانيا، إضافة إلى أزمة المناخ وقضايا الديمقراطية والحوكمة، وستشهد حضورًا كبيرًا من القادة الأفارقة يصل إلى أكثر من 45 قائد افريقى، بجانب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقى.
وتوقع «الشهابى» أن يقوم الرئيس الأمريكى، جو بايدن، بدعوة مجموعة العشرين إلى تمثيل الاتحاد الإفريقى رسميًّا، وهذا مؤشر بأن القمة الإفريقية الأمريكية وهى الثانية فى تاريخ العلاقات الأمريكية الأفريقية ستدعم فرص إفريقيا فى الحصول على مقعد دائم فى مجلس الأمن الدولى.
وأضاف رئيس حزب الجيل والمنسق العام للائتلاف الوطني للأحزاب السياسية المصرية أن القمة ستناقش قضية سد النهضة وتداعيات الرفض الاثيوبى للوصول إلى اتفاق قانونى عادل يحقق مصالح اثيوبيا ومصر والسودان، مع دعم واشنطن للموقف المصرى السودانى ولكنه لن يصل إلى أن تعرض الولايات المتحدة الأمريكية أن تقوم بالوساطة بشكل رسمي في قضية سد النهضة.