أكدت دراسة للمركز المصري للفكر والدراسات، أن الدولة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي لا تزال عازمة على استكمال خططها ومشروعاتها القومية الطموحة التي بدأتها منذ عام 2014، لتطوير كافة شبكات البنية التحتية، وفي مقدمتها مرافق النقل المتمثلة في: الموانئ البحرية، والمطارات الجوية، والمعابر والمنافذ والمحطات البرية والحدودية، وأولت كذلك اهتمامًا خاصًا بتطوير وتحديث الشبكة القومية للطرق، علاوة على البدء في تشييد أول شبكة للنقل السككي السريع في منطقة الشرق الأوسط وقارة أفريقيا.
وجاء هذا التوجه في إطار استراتيجية شاملة تهدف إلى ترسيخ مكانة مصر في قطاعي التجارة واللوجستيات الدوليين وسعت الدولة المصرية منذ عام 2014 إلى إحداث نقلة في ملف النقل البري في عموم البلاد، وأكدت الدراسة أن الدولة حرصت على وضع خطة لتشييد أكبر شبكة للسكك الحديدية السريعة في الشرق الأوسط، حيث من المتوقع أن يبلغ إجمالي أطوالها عند الانتهاء من تشييدها 1825كم من السكك، وتستهدف خطة الدولة من تنفيذ هذا المشروع عدد من الفوائد:
● الخط الأول والذي سيمتد من ميناء السخنة إلى العلمين الجديدة، وسيمثل محور ربط بين البحرين الأحمر والمتوسط، وهو ما سيمثل أحد أهم الممرات اللوجستية القائمة، وسيعزز من فاعلية حركة التجارة العالمية المارة بقناة السويس، وسيمثل أيضًا داعمًا لها وقت الأزمات.
وسيسهم القطار السريع في تخفيض زمن الرحلة بين السخنة والعلمين من خمس ساعات بالسيارة إلى حوالي ساعة ونصف فقط، فضلًا عن دوره غير المباشر في تنمية العاصمة الإدارية الجديدة ومدينة العلمين الجديدة، وانعكاساته على مشروعات التنمية والتقدم الحضري وحركة الأفراد على طول مساره.
● سيساعد الخط الثاني من مشروع القطار السريع -والذي سيمتد بين مدينة السادس من أكتوبر شمالًا إلى أسوان جنوبًا بطول 925 كم- على خلق محور نقل جديد غرب النيل يمر بأغلب المدن الجديدة بصعيد مصر، وهو ما سيسهم في زيادة اتصالها بمحافظاتها الأم من جهة وبالعاصمة القاهرة من جهة أخري، مما سيساعد على زيادة تعميرها.
وإلى جانب كل هذا، سيساعد الخط الثاني من شبكة القطارات السريعة على دعم حركة السياحة الثقافية في مصر؛ وذلك عبر تسهيل التواصل بين المواقع السياحية المختلفة على امتداد محافظات وادي النيل.
● يُنتظر أن يساعد الخط الثالث وهو آخر مراحل شبكة القطارات السريعة حتي الآن في تسهيل التواصل بين منطقة غرب النيل عند الأقصر مرورًا بمدينة قنا وصولًا إلى الغردقة عاصمة السياحة بالبحر الأحمر، وهو ما سيسهل على المواطنين في تلك المناطق السفر بشكل آمن، بعيدًا عن استخدام الطرق الجبلية الوعرة التي أدت إلى وقوع المئات من الحوادث الدامية. فيما سيسهم هذا الخط في تعزيز حركة التجارة والصناعة بجنوب البلاد، حيث سيسهل القطار السريع حركة الاستيراد والتصدير بين موانئ البحر الأحمر من جهة ومحافظات الصعيد من جهة أخرى.
فيما سيؤدي إنشاء الخط الثالث إلى إحداث حالة من التكامل بين نمطي السياحة الشاطئية والثقافية عن طريق ربط الأقصر وأسوان بمدن محافظات البحر الأحمر المختلفة.
وذكرت الدراسة، أن مشروعات النقل البري أصبحت عاملًا رئيسًا في ترقية موضع مصر كي تكون على رأس قائمة الدول الإقليمية المهتمة بالأنشطة والأعمال اللوجستية عبر شبكة حديثة ومتطورة من الممرات والمسارات اللوجستية، وهو ما بدأ بالفعل في أن يكون عاملًا مساعدًا لتحفيز الاستثمارات المحلية والأجنبية على حد سواء.