استطاع الشباب المصرى أصحاب المشروعات الفائزة فى المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية أن يرفعوا راية وطنهم عالية فى مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة cop 28 بالإمارات من خلال مشاركتهم فى العديد من اللقاءات والاجتماعات التى تم خلالها عرض مشروعات نالت ليس الإشادة فقط، ولكن أيضا دعم من قبل عدد من المستثمرين لتنفيذ تلك المشاريع.
وتضمنت تلك المشروعات أفكارا إبداعية وابتكارية مما جعل المبادرة ومشروعاتها نموذجًا رائدا لحشد العمل المناخي وتعظيم الاستفادة من موارد الدولة من خلال استخدام تكنولوجيا المعلومات لدعم خطة الدولة للتحول الرقمي، وتمكين المرأة والشباب في مجال مواجهـة تحديات التغير المناخي، والمساهمة في تبني نهج مستدام يعتمد على التكنولوجيا الذكية لتحقيق التنمية المستدامة.
وترصد وكالة أنباء الشرق الأوسط في تقرير لها اليوم الجمعة، أهم مشروعات هؤلاء الشباب وكيف يمكن تنفيذها وماهية العائد المحقق منها وتجربتهم في "cop28" .
في البداية، يؤكد السفير هشام بدر، مساعد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية للشراكات الاستراتيجية والتميز والمبادرات والمنسق العام للمبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية، أن هؤلاء الشباب الذين شاركوا فى الكوب وعرضوا مشروعاتهم على مختلف الجهات، يعدوا من خيرة الشباب الذين نفخر بهم مما يؤكد على إلتزام مصر ليس فقط في الحلول المناخية ولكن أيضا الحلول البيئية التي تستخدم التكنولوجيا الحديثة وفي نفس الوقت تعطي فرصة اقتصادية للاستدامة.
وأوضح بدر، أن المبادرة تأتي بحلول مصرية حقيقية على أرض الواقع لمشكلات البيئة وتغير المناخ وإمكانية نقلها إلى دول العالم، لافتا إلى العمل الدائم على مساندة المشروعات الفائزة بها وبناء شراكات استراتيجية جديدة وتوحيد العمل بين الحكومة المصرية، والمنظمات الدولية، والقطاع الخاص لمساندة المشروعات الفائزة وتقديم الدعم اللازم لنجاحها، وتوسعة أنشطتها، وضمان استمرارية تلك المشروعات.
وقال السفير هشام بدر، إنه تم استعراض المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية، وأهدافها، ومكتسباتها خاصة وأن 20% من المشروعات المشاركة بدورتي المبادرة تعمل في مجال الطاقة، مشيرا إلى أنه تم عقد عدة لقاءات ثنائية مع مسؤولين دوليين لبحث سبل التعاون لدعم المبادرة، ومنها لقاء مع جيرد مولر المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (UNIDO)، الذى بدوره أشاد بالمبادرة، ونوعية المشروعات الفائزة بالدورة الثانية منها، مؤكدا العمل كمنصة للترويج للمشروعات الفائزة بالمبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية على مستوى العالم، ومساعدتهم على إيجاد فرص تمويلية للمشروعات، ومساندتهم لضمان تطوير مشروعاتهم، وكذلك لقاء مع جيفري ساكس مدير مركز التنمية المستدامة بجامعة كولومبيا، الذي من جانبه أشاد بالمبادرة ومشروعاتها المبتكرة،وحرصه على تقديم الدعم للمشروعات مع العمل على تشبيكها مع جهات تمويلية للتوسع فيها المشروعات وضمان استدامتها، معلنا أن هناك ٣ مشروعات استطاعت ان تصل الى تفاهمات مع مستثمرين مصريين وأجانب.
وفي حوار لوكالة أنباء الشرق الأوسط مع هؤلاء الشباب خلال تواجدهم بالكوب وتحديدا أمام الجناح المصري، استعرضت ميرفت كامل فكرة مشروعها "دايرة بايدينا" الذي تنفذه الجمعية الإنجيلية للتنمية المتواصلة بالمنيا بالشراكة مع مؤسسة بنك الكساء المصري، مشيرة الى أن المشروع يساهم في حل مشكلتين الأولى متعلقة بالانبعاثات الناتجة عن صناعة الملابس الجديدة (70 مليون برميل من النفط كل عام) وحرق المنسوجات (أكثر من 80% من الملابس المنتجة)، استهلاك الموارد الطبيعية (93 مليار متر مكعب من المياه النظيفة و70 مليون طن من الأشجار كل عام) وتلوث المياه من صناعة المنسوجات(72 مادة سامة بالمياه من الصبغات)، المشكلة الثانية مرتبطة بالسجينات، عندما يخرجن من السجن لا يجدن فرص عمل مناسبة، بالإضافة إلى رفض ونبذ المجتمع لهم، مما يضطرهن للعودة مرة ثانية للسجن ومن هنا فكرنا في الحل إننا نعمل على إعادة تأهيل للسجينات وتدريبهن على إعادة تدوير الملابس ليكون مصدر دخل وهن داخل السجن ونفتح لهن حساب خاص وبذلك يعزز من ثقتهن بنفسهن ونغير من نظرة المجتمع لهن، وعندما يخرجن يجدن مصنع يعملن فيه وهذا ما نستهدفه الفترة القادمة .
وتابعت "من خلال دائرة إعادة تدوير الملابس وإعادة تأهيل السجينات نكسر دائرة عودة السجينات مرة أخرى وتتمكن السجينات اقتصاديا وفي نفس الوقت نحد من التغيرات المناخية، مشيرة إلى استهداف تأسيس مصنع لإعادة تدوير الملابس يستوعب عدد 500 سيدة بتمويل حوالي 7. 5 مليون جنيه لتغطية المعدات والعمالة والتسويق والخامات.
بدوره .. أكد سالم نبيل مهندس إلكترونيات، أن فكرة المشروع تقوم على استخدام الروبوتات في مجال تشخيص ومكافحة الافات الزراعية حيث تمكنا خلال ٨ مزارع من إكتشاف أكثرمن 55 مرضا نباتيا وعالجنا أكثر من 7500 فدان في منطقة الدلتا .
وتلتقط نرمين عبد الجليل أستاذ مساعد بجامعة "msa" أطراف الحديث لتستعرض فكرة مشروعها والذي يقوم على بناء بيت صديق للبيئة اقتصادي يحتوي على 70 % مواد طبيعية ومخلفات مباني متوفرة في جميع أنحاء مصر وبالتالي يوفر 40% من تكلفة البناء مقارنة بنظام الخرسانة التي تستخدم، مشيرة إلى أن المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية استطاعت أن توفر العديد من التشابكات والتعاون مع عدد من الجهات لتنفيذ المشروع.
واستعرض محمد سعد من السويس مشروعه القائم على إعادة تدوير المخلفات العضوية الصلبة خاصة وأن المخلفات العضوية متزايدة باستمرار 350 طن مخلفات يومية لمدينة السويس ومدن القناة لذلك عملنا على تدوير المخلفات وتحويلها إلى سماد عضوي الكمبوست لارتفاع الرقعة الزراعية في محافظات القناة، بالإضافة إلى العمل على الوقود البديل الخاص بمصانع الأسمنت "RDF"، أما ممثل شركة "جديد" أكد أن فكرة مشروعه تقوم على إنتاج خلية هيدروجين ذكية تعمل على توفير استهلاك الوقود وانبعاثات الكربون حتى 60 % حسب حالة المحرك وبتكلفة قليلة.
ومن جانبه.. استعرضت الدكتورة سحر إسماعيل - الأستاذ المساعد بقسم كيمياء وطبيعة الأراضي بشعبة مصادر المياه والأراضي الصحراوية بمركز بحوث الصحراء، التي فازت بالمركز الأول على مستوى الجمهورية من فئة المشاريع المتوسطة، فكرة مشروعها التي تقوم على استخدام تقنية طبيعية مبتكرة لمعالجة المياه الجوفية الملوثة بالحديد لتحقيق التنمية المستدامة بمحافظة الوداي الجديد .. موجهة الشكر للمبادرة الوطنية لاتاحتها الفرصة للتشبيك مع مستثمرين مصريين لتبني المشروع.
يذكر أن الرعاية المباشرة للمبادرة من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، ودعم الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء لها، والعمل الجماعي للوزارات المعنية والمحافظات والأجهزة المحلية، أسفر عن نحو 12 ألف مشروع خلال عامين ترسم خريطة استثمار للمشروعات البيئية في جميع محافظات مصر.