الجمعة، 22 نوفمبر 2024 06:50 م

إشادة من الوفود العسكرية الأفريقية بقرار السيسى بتدريب 1000 عسكرى أفريقى بمصر

إشادة من الوفود العسكرية الأفريقية بقرار السيسى بتدريب 1000 عسكرى أفريقى بمصر مؤتمر الساحل والصحراء
السبت، 26 مارس 2016 05:56 م
( أ ش أ)
أشادت الوفود العسكرية الأفريقية، التى شاركت فى مؤتمر وزراء الدفاع لدول الساحل والصحراء، الذى اختتم أعماله أمس فى شرم الشيخ، بقرار الرئيس السيسى، القائد الأعلى للقوات المسلحة، بتدريب ما يقرب من 1000 من العسكريين الأفارقة فى الكليات والمعاهد العسكرية المصرية على عمليات حفظ السلام والتدخل فى مناطق النزاعات فى أفريقيا.

واتفق المشاركون فى المؤتمر على أن مؤتمر شرم قد لفت انتباه تجمع الساحل والصحراء الذى يضم 27 دولة أفريقية إلى ما تواجهه أفريقيا من مخاطر كارثية تهدد عمليات التنمية بها، خاصة خطر الإرهاب وتزايد أعداد العصابات المسلحة وتهريب السلاح وتهريب المخدرات والجريمة المنظمة.

وصرح العقيد مصطفى تورى نائب رئيس أركان عمليات القوات المسلحة لدولة مالي، بأن قرار الرئيس عبد الفتاح السيسى، القائد الأعلى للقوت المسلحة المصرية بتدريب 1000 من الكوادر العسكرية الإفريقية لرفع كفاءتها القتالية يعيد للأذهان ما كان يقوم به الاتحاد السوفيتى السابق عندما كان يتولى تدريب الجيوش الأفريقية.

وأضاف العقيد تورى فى تصريحات لفيديو وكالة أنباء الشرق الأوسط، إن قرار مصر بتدريب العسكريين الأفارقة يعد خطوة عملية على أرض الواقع حيث افتقرت الجيوش الأفريقية هذا النوع من التدريب المتطور منذ تفكيك الاتحاد السوفيتى السابق فى بداية تسعينيات القرن الماضى. وقال تورى، إن هذا القرار يسهم بقوة فى توحيد الإستراتيجية القتالية، التى ستواجه بها الجيوش الأفريقية المخاطر، التى تحيق بها ليس فقط فيما يتعلق بالإرهاب ولكن أيضًا فيما يتعلق بتهريب السلاح وتجارة المخدرات وفض النزاعات فى المناطق الساخنة.. مؤكدا أن قرار مصر بتدريب العسكريين الأفارقة أثبت أن مصر أصبحت القائد والمحرك من أجل أفريقيا آمنة.

وأوضح نائب رئيس أركان عمليات القوات المسلحة بمالى، أن مؤتمر شرم الشيخ أبهر المشاركين الأفارقة بمستوى التنظيم، لاسيما من حيث دقة المواعيد والتحضير الجيد لجدول أعمال المؤتمر بمدينة شرم الشيخ الساحرة، مشيرا إلى أن هذا التنظيم المبهر يعكس فقط الشكل، لكن من حيث المضمون فقد تمكنت مصر من خلال أهمية الموضوعات، التى تم طرحها من إيقاظ منظمة الساحل والصحراء بعد فترة خمول خلال السنوات الأخيرة رغم تزايد خطورة التحديات التى تواجه دول المنظمة.
وأضاف العقيد مصطفى توري، أن المؤتمر نجح فى توجيه رسالة للعالم مفادها "أن الإرهاب أصبح آفة تضرب جميع الدول، ولم يعد مقصورا على قارة بعينها"، مشيرا إلى أن حرص مصر على الوقوف حدادا على ضحايا العملية الإرهابية التى جرت مؤخرا فى بروكسل وجميع دول العالم الأخرى يعد بمثابة رسالة واضحة: "أن الإرهاب لم يعد يقتصر على أحد".
وردا على سؤال حول ازدواجية المعايير التى تتبناها بعض الدول الغربية حيال مكافحة الإرهاب فعندما يضرب الإرهاب دول الغرب يعتبرونه إرهابا ولو ضرب دول العالم الثالث يعتبرونه بأنه يندرج فى إطار حرية الرأى والتعبير رغم أن الإرهاب يضربهم فى عقر دارهم وهم يتشدقون بالديمقراطية.. قال توري، إن الغرب للأسف الشديد يعالج الإرهاب بما يحلو له وبما يؤمن حدوده فقط ولذلك لم يكن مستغربا من جانب الأفارقة التأكيد على أن المجتمع الدولى لا يتعامل بجدية مع مكافحة الإرهاب فى أفريقيا.

وأضاف أن موقف جانب من المجتمع الدولى قد ساهم بشكل كبير فى ازدهار الإرهاب فى العديد من الدول الأفريقية، مما أدى إلى صعوبة السيطرة على الحدود المشتركة لدول الساحل والصحراء، خاصة أنها حدود صحراوية شاسعة نائية، فضلا عما تعانيه هذه الدول من تداعيات النزاعات التى فرضت على الدول الأفريقية رغما عنها.

من جانبه، أشاد ياتى بانجى قائد عمليات التدخل فى مناطق النزاعات بهيئة أركان القوات المسلحة فى أفريقيا الوسطى، بمستوى تنظيم مؤتمر دول الساحل والصحراء ووصفه بأنه تنظيم جيد للغاية عكس عظمة مصر.. مشيرا الى أن التنظيم تميز بدقة المواعيد والاهتمام بأدق التفاصيل وقدم جدول أعمال زاخر بالموضوعات الحيوية التى تشغل القوات المسلحة الأفريقية.

وأضاف بانجي، أن حسن التنظيم انعكس على الموضوعات التى تم تناولها مما أخرج قرارات مهمة للغاية مثل تدريب الكوادر العسكرية الأفريقية فى مصر ومهد لقرارات أخرى لن تقل أهمية مثل تأسيس مركز تحتضنه القاهرة فى مجال مكافحة الإهاب.

وقال بانجي، إن المؤتمر بعث برسالة مفادها أن الإرهاب أصبح آفة تضرب الجميع وأن الأفارقة عاقدون العزم على الوقوف بقوة فى مواجهة الإرهاب لأنه يعيق علميات التنمية فى ربوع القارة السمراء.

وأكد أن مؤتمر شرم الشيخ أعاد الحياة لتجمع دول الساحل والصحراء ودشن قاطرة لوضع إستراتيجية موحدة لمكافحة الإرهاب والتدخل لاعادة الأمن فى مناطق النزاعات فى أفريقيا.. ووصف مدينة شرم الشيخ بأنها مدينة فى غاية الجمال وهى تستحق بالفعل لقب عاصمة السياحة، معربا عن أمنياته بأن تتجاوز المدينة حادث الطائرة الروسية، داعيا الجميع إلى الوقوف بجانب مصر والنظر إلى الأمام.
ووجه فى نهاية تصريحه رسالة شكر للرئيس عبد الفتاح السيسى ولوزير الدفاع صدقى صبحى لحسن التنظيم ولأهمية الموضوعات، التى تم تناولها مما أسهم فى إعادة الحياة للتجمع، الذى يضم أكثر من نصف الدول الأفريقية.

من جهته، أكد رئيس وفد النيجر جيبو طاهر، أنه من النادر أن نجد مؤتمرا بهذا الإتقان فى التنظيم سواء فيما يتعلق بالنتائج أو فيما يتعلق بالقضايا الهامة التى تم تناولها.

وقال طاهر، إنه استفسر عن الشركة، التى تولت تنظيم المؤتمر فتبين له أن القوات المسلحة المصرية هى من تولت التنظيم بتكلفة تقل بنحو 90 فى المائة عن التكاليف، التى كانت ستتحملها الخزانة المصرية لو كانت شركة خاصة قد تولت تنظيم المؤتمر.. مشيرا إلى أن هذه المعلومة تعنى أن القوات المسلحة المصرية تتمتع بقدرة التنظيم بأقل التكاليف بقدر المهنية العالية فى القتال.

وعن سؤال بشأن النتائج التى تمخض عنها المؤتمر، قال جيبو طاهر، إن الوفود الإفريقية غادرت المؤتمر وهى راضية تمامًا عن نتائجه، لاسيما أن مؤتمر شرم الشيخ نجح فى إعادة الحياة لتجمع دول الساحل والصحراء بعد أن عانى من خمول شديد خلال السنوات الماضية.
وأكد أن مؤتمر شرم الشيخ قد أعطى للتجمع دفعة قوية للأمام خاص فيما يتعلق بضرورة اتخاذ إستراتيجية عسكرية موحدة فى مواجهة الإرهاب. وعن سؤال حول التعاون مع مصر فى مجال مكافحة الإرهاب فى ليبيا خاصة أن مصر والنيجر لديهما حدود مشتركة مع ليبيا التى أصبحت اليوم خاضعة بشكل كبير للجماعات الإرهابية المسلحة فى غياب سيطرة الجيش الوطنى الليبى على الأراضى الليبية بفعل السماح بدخول الأسلحة للجماعات المسلحة.. قال جيبو طاهر، إن المؤتمر تطرق إلى هذا الموضوع المهم، مشيرا إلى أن الجميع اتفق على ضرورة تضافر جهود كافة الدول خاصة تلك التى لديها حدود مشتركة مع ليبيا لوقف تدفق الأسلحة والأموال للجماعات الإرهابية.

وطالب الدول التى تساعد على وصول الأسلحة لأيدى الإرهابيين بالتوقف عن ذلك خاصة وأن الإرهاب أصبح لا حدود له، وأن من يستفيد اليوم من الارهاب سيصبح غدا ضحية له وأدل على ذلك من العلميات الإرهابية التى ضربت فرنسا فى نوفمبر الماضى ورجت بروكسل عاصمة بلجيكا منذ أيام قليلة.

وأكد جيبو طاهر، أن المؤتمر حذر من التحالف القائم حاليا بين مهربى السلاح والمخدرات وقادة الجماعات الإرهابية، محذرا من أن هذا التحالف ازداد قوة بعد أن أدرك مهربو السلاح والمخدرات ومن يعملون على نشر الفوضى فى الدول الأفريقية من خلال افتعال نزاعات عسكرية أن الإرهاب هو أفضل وسيلة لتهيئة الأجواء للممارسة أنشطتهم الهدامة لأن الفوضى تؤدى لزعزعة استقرار الدولة الوطنية المركزية مما يسهل من نشاط كل الخارجين عن القانون.


print