كتبت هدى أبو بكر
بعد 48 ساعة من توقيع مصر لاتفاقية جديدة لترسيم الحدود البحرية مع السعودية وإقرارها بأن جزيرتى "تيران وصنافير" الواقعتين فى البحر الأحمر أرض سعودية، فضلًا عن البيان الرسمى الذى صدر من مجلس الوزراء المصرى مؤكدًا نفس الأمر، وهو ما خلق حالة من الجدل الكبير ما بين رافض للاتفاقية وواصف لها بالمخالفة للدستور والتفريط فى الأراضى المصرية، ومؤيد لها، بدأت السعودية فى التعامل مع ملكيتها للجزيرتين والترويج سياحيا لهما ووصفهما بـ"أجمل جزر العالم".
صحيفة عكاظ السعودية، وهى صحيفة يومية واسعة الانتشار، وتصنف على أنها الصحيفة الأولى بالسعودية من حيث عدد القراء، نشرت تقريرًا ترويجيًا للجزيرتين لجذب السياحة لهما، تحدثت فيه معالمهما وجمال الطبيعة بهما.
ذكر التقرير الذى نشر تحت عنوان "بعد استعادتهما للسيادة السعودية.. تعرف على جزيرتى "تيران وصنافير" أجمل جزر العالم"، معلومات عن تاريخ موقع الجزيرتين، وقال التقرير، "تعتبر جزيرتا "تيران وصنافير"، التى تمتاز بكثافة شعبها المرجانية والأسماك النادرة، من أكثر الجزر حول العالم جذبًا للسائحين، وكان موقعهما النائى فى البحر الأحمر جنوب سيناء هدفًا دائما لمطامع الاحتلال "الإسرائيلي" الذى تمكن بعد حرب عام 67م من فرض سيطرته على مضيق تيران الواقع بين جزيرة تيران وصحراء سيناء، كما وضع الاحتلال الإسرائيلى يده أيضًا على ثلاثة ممرات من وإلى خليج العقبة، الأول منها بين ساحل سيناء وجزيرة تيران، وأقرب إلى ساحل سيناء، وهو الأصلح للملاحة وعمقه يصل إلى 290 مترًا واسمه ممر "إنتربرايز"، والممر الثانى بين ساحل سيناء وجزيرة تيران، ولكنه أقرب إلى الجزيرة، وهو ممر "جرافتون"، وعمقه 73 مترًا، فى حين يقع الثالث بين جزيرتى تيران وصنافير، وعمقه 16 مترًا فقط، ولهاتين الجزيرتين أهمية استراتيجية لأنه يمكنهما من غلق الملاحة فى اتجاه خليج العقبة".
وتابع تقرير صحيفة عكاظ حول تاريخ الجزيرتين، "والجدير بالذكر أن جلالة الملك عبد العزيز آل سعود كان قد طلب من مصر فى يناير 1950 أن تتولى توفير الحماية للجزيرتين، وهو ما استجابت له وقامت بتوفير الحماية للجزر منذ ذلك التاريخ".
وذكر التقرير حول الاستفادة المصرية من التوقيع على الاتفاقية، "كما سيسفر التوقيع والتصديق على الاتفاق عن تمكين جمهورية مصر العربية من الاستفادة من المنطقة الاقتصادية الخالصة فى البحر الأحمر وما توفره من فرص للاستكشاف والتنقيب عن موارد طبيعية إضافية للدولة".
فيما أشار تقرير "عكاظ" إلى عرض الاتفاقية على مجلس النواب المصرى للتصديق عليها وقال، "وسيتم عرض اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية على مجلس النواب لمناقشتها وطرحها للتصديق عليها طبقًا للإجراءات القانونية والدستورية المعمول بها".
وأكد تقرير الصحيفة على أن الجزيرتين سعوديتين قائلًا "من ناحية أخرى الجزيرتين تابعتين للسعودية، وإنما جعلت مصر تستفيد منها فى حربها على إسرائيل، ولم تتنازل عنها المملكة".
كما أشار التقرير إلى بيان مجلس الوزراء المصرى الذى أكد على أن جزيرتى تيران وصنافير الموجودتين فى البحر الأحمر تقعان فى المياه الإقليمية للمملكة.
وقال تقرير عكاظ أخيرًا، إن استعادة الجزيرتين للمملكة نتيجة للجهود الكبيرة التى يبذلها مجلس التنسيق السعودى المصرى الذى يرأسه كل من الأمير محمد بن سلمان ولى ولى العهد، ورئيس مجلس الوزراء المصرى المهندس شريف إسماعيل، مضيفًا، أن تحركات المجلس قادت إلى ترجمة رؤية القيادة السياسية فى البلدين الشقيقين خلال زمن قياسى، حيث قادت تحركات المجلس إلى توقيع 17 اتفاقية جديدة يوم أمس (الجمعة) لتعزيز التعاون الاقتصادى بين البلدين.
