السبت، 05 أكتوبر 2024 09:22 ص

بعد تراجع نسبتهم فى المرحلة الأولى من الانتخابات.. السلفيون يعزفون لحن "الشرعية"

بعد تراجع نسبتهم فى المرحلة الأولى من الانتخابات.. السلفيون يعزفون لحن "الشرعية" ياسر برهامى
الجمعة، 30 أكتوبر 2015 03:42 ص
كتبت كامل كامل - محمد شعلان - ريهام عبد الله
طغى مصطلح الشرعية على المشهد السياسى عقب صعود جماعة الإخوان للحكم عام 2012، ولجعلك تتذكر مظاهرات الإسلاميين فى ميدانى التحرير بالقاهرة، والنهضة بالجيزة، خلال حكم محمد مرسى الرئيس المعزول وحملت شعار "الشرعية والشريعة"، ومنذ هذا الوقت لم يغيب هذا المصطلح على الشارع السياسى، وقد شكلت جماعة الإخوان تحالفها بعنوان "دعم الشرعية"، بينما استخدمه السلفيون عقب خسارتهم الكبيرة فى الانتخابات البرلمانية، وانتقصوا من مجلس النواب بعدما حصلوا على مقاعد قليلة مقارنة بعدد نوابهم فى برلمان 2011.

وشكك الدكتور ياسر برهامى نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، رئيس اللجنة الصحية بحزب النور، فى شرعية البرلمان المقبل حال عدم تواجدهم داخل البرلمان، بينما أعتبر الدكتور يونس مخيون رئيس حزب النور أن البرلمان المقبل عديم الجدوى ولن يحقق طموحات الشعب وغير معبر عن المصريين.

وقال الدكتور يونس مخيون، رئيس حزب النور، إنه يعتقد أن تشكيل البرلمان المقبل لن يحقق طموحات الشعب المصرى بعد هذه التضحيات، مؤكدًا أن هذا المجلس بهذا التشكيل لا يمثل الشعب المصرى تمثيلاً حقيقياً نتيجة لعزوف بعض القطاعات والقوى السياسية وعزوف الشباب عن المشاركة فى الانتخابات.

وأشاد رئيس حزب النور، بحيادية القضاة وانضباط اللجان فى الجولة الأولى من الانتخابات، إلا أنه انتقد تدفق المال السياسى على المشهد الانتخابى، قائلا "المال السياسى اشتغل بقوة فى بعض اللجان وأحيانا الصوت كان يصل لـ1000 جنيه، وهناك بعض المرشحين كانوا متخذين مقرات لتوزيع الفلوس".

وأكد رئيس حزب النور فى تصريحات، أن استخدام المال السياسى كان بشكل غير مسبوق فى تاريخ البرلمانات السابقة، مطالبًا بوضع حل لهذه الظاهرة وعلاجها وعدم استغلال فقر شريحة كبيرة من المصريين، لأن هذا الأمر يسىء للمشهد الانتخابى ولمصر أمام العالم.

وأضاف "مخيون": "البلد لا تحتمل هذا النوع من الإقصاء الصعب لفصيل وطنى يرغب فى تقديم شىء لوطنه، ويشارك مشاركة فعالة لبناء المستقبل"، مؤكداً أن البلاد فى أمس الحاجة إلى التعاون وأن تكون هناك مساحة مشتركة يتحركون من خلالها وهى حماية الوطن والحفاظ عليه من الانهيار.

وأوضح رئيس حزب النور، أن استمرار مشاركتهم فى العملية الانتخابية هو لتقليل الفساد على قدر المستطاع، موضحًا أنهم يقيسون مسألة وجودهم فى المشهد الانتخابى من عدمه من خلال مدى النفع، ووجدوا أن النفع سيكون فى مشاركتهم حتى يتم تحقيق نوع من التوازن.

وأشار "مخيون"، إلى أن وجودهم فى الانتخابات مع وجود كل هذه الخروقات والتجاوزات وعدم الشفافية سيكون أصلح من غيابهم بالكامل، مؤكدًا أن انسحابهم سيزيد الفساد أكثر، موضحًا أنهم يساهمون فى بناء الوطن، ويسعون لتقديم رؤية إصلاحية لطرحها فى البرلمان.

وعن ارتكاب حزب النور لمخالفات، أكد "مخيون" أنه لم يرصد لهم أى نوع من المخالفات، وأن أكثر الصور التى رصدوها فى المخالفات هو المال السياسى، مشيرًا إلى أنهم تقدموا بمحاضر وقاموا بتصوير مخالفات صوت وصورة، متمنيًا أن تكون المرحلة القادمة أفضل ويتم إعلاء الصالح العام وتقديم صورة أخلاقية للشارع المصرى.

وأفاد رئيس حزب النور بأن معظم مرشحيهم فى الانتخابات من الشباب، قائلا "ربما يكون أصغر برلمانى فى المجلس من حزب النور.. ونحن فى برلمان 2012 كنا أكبر كمية شباب"، منوهًا إلى أن الحملة الانتخابية كان يقودها الشباب سواء لجان مركزية أو نوعية، مضيفاً أن القوة الضاربة لهم هم الشباب.

فيما عبر ياسر برهامى نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، عن صدمته من نتائج جولة الإعادة للمرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية والهزيمة المفجعة التى تلقاها حزب النور فى النتائج وعدم حصوله على عدد مرضى من المقاعد كما كانوا يتوقعون، مهاجماً من وصفهم بـ"مهندسى الانتخابات"، زاعما نجاحهم فى إقصاء حزب النور عن تمثيل الحركة الإسلامية - على حد قوله.

وقال برهامى، فى سلسلة تغريدات عبر حسابه الرسمى على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر": "هنيئًا لمهندسى انتخابات 2015 ولكل المقاطعين والإعلام المأجور والإخوان وأتباعهم وشيوخ السلفيين المقاطعين وأتباعهم، وكل عامل بأجهزة الدولة لم يؤد الأمانة ولم يعدل بين الناس فيما ولى، وكل مرتشى وراشى وسمسار بينهما، لقد نجحت فى إقصاء حزب النور عن تمثيل الحركة الإسلامية بأقل من عشر وجودها فى المجتمع وها هو الملياردير العالمى ساويرس، يستعد لتشكيل حكومة مصر فلا تلوموا إلا أنفسكم ولتلمكم الأجيال القادمة، حين تصبح آلام اليوم هى أحلام الغد لأنكم رفضتم أو قصرتم فى قراءة الواقع فلم تصيبوا الشرع".

بدوره يقول هشام النجار الباحث فى شئون حركات التيار الإسلامى: "أتمنى أن يشرع حزب النور فى التصحيح والتطوير الحقيقى وأول طريق إصلاح الحزب عدم تكرار تجربة الجماعة والحزب لأنه ليس من المنطقى أن يكون هناك حزب سياسى له لجانه وقادته ومسئولوه السياسيون والاعلاميون ونلاحظ أنهم لا وجود لهم تقريباً، وأن الذى يتحدث دائماً فى كل الملفات والمستجدات هو الشيخ ياسر برهامى المطالب بعدم تقمص شخصية المرشد وبالعودة للدعوة وترك شئون الحزب للمسئولين عنه".

ويضيف "النجار": "أما قضية الانسحاب من عدمه فهى ورقة ضغط يستخدمها الحزب للمناورة وتخفيف حدة الهجوم عليه من قبل منافسيه ومن وسائل الإعلام فى ظل حاجة المشهد الحالى لمشاركين لا منسحبين، ونحن أمام مشهد تنافسى فإذا كان الإسلاميون يتحججون بحضور القوى القديمة ودخولهم تحت مسميات جديدة، فهذا أمر واقع لابد من مواجهته، أما السعى لعزلهم سياسياً أو إخراجهم من المشهد حتى يحوز الإسلاميون على الأغلبية أو يفوزون باكتساح فهذا بعيد كل البعد عن المنطق وعن طبيعة اللعبة السياسية".

ويقول: "الساحة متاحة للجميع فمن شاء أن ينافس ويلعب سياسة فلن يمنعه أحد حتى الاخوان كان متاحاً أمامهم الدخول ضمن أحزاب حليفة لهم واثبات حضورهم فى المشهد، والقصد والخلاصة أن الانسحاب أو المطالبة بخروج منافس من المشهد لكى يفوز هو أسلوب انهزامى هروبى، وإذا كان للإسلاميين وحلفائهم مقدرة على الأداء والمواصلة فعليهم الحضور فى المشهد التنافسى وهزيمة القوى القديمة ورموز نظام مبارك كما يقولون.

وعن التشكيك الحزب السلفى فى شرعية البرلمان المقبل، حال انسحابه من الانتخابات، أكد "النجار": "الأمر بالعكس تماماً فليس انسحاب فصيل أو حزب أو تيار هو الذى يقدح فى شرعية مسار انما فى هذه الحالة تكون شرعية ذلك الحزب أو الفصيل هى المهددة كما حدث مع الإخوان، وحديث النور بأن شرعية البرلمان مهددة اذا أعلن انسحابه من باب المناورة السياسية والتهويل والمبالغة، وإذا كان هذا هو الحال مع هذه النتائج المتواضعة جداً فكيف سيكون تصرف الحزب وسلوكه اذا حقق نتائج كبيرة؟ وإذا كان المسار السياسى يمضى ويكتسب شرعيته وحضوره وتمارس مكوناته سلطاتها ومسئولياتها بدون الإخوان وحلفائهم وهم الأضخم والأقوى من النور، فهل يحتاج المسار للنور ليحافظ على شرعيته؟".

ويضيف "النجار": "الصراعات لا تدار بهذه الطريقة الحادة فالسلوك والمواقف الحادة فى اللعبة السياسية التى تضم مكونات وأطرافًا عدة تنعكس على أصحابها ولا يتأثر المسار كثيراً الذى يرتبط بمصالح وطنية وإقليمية ومجتمعية عامة، بينما ترتبط الأحزاب والفصائل بمصالحها المحدودة الخاصة بها".

بدوره يؤكد سامح عيد الباحث فى شئون حركات التيار الإسلامى، استخدام حزب النور مصطلح الشرعية قاصدًا بها الشرعية المعنوية وليس المقصود بها الشرعية القانونية، مضيفاً: "حال انسحاب حزب النور سيكون هناك تسليط ضوء من الغرب والمجتمع الدولى على البرلمان المصرى بدون إسلاميين، رغم أنهم كانوا يسيطرون على البرلمان فى 2011 بحوالى 75%".

ويشير "عيد" إلى أن مصطلح "الشرعية" لم يكن موجودًا بشكل دائمًا داخل التيار الإسلامى، ولكن جماعة الإخوان استخدمته عقب سقوطها من الحكم، مؤكدًا أن الشرعية القانونية للبرلمان المقبل لن تتأثر حال انسحاب حزب النور.

print