كتب محمود راغب
تابع عدد كبير من المنظمات الدولية المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية المصرية، والتى أجريت فى 14 محافظة من محافظات الجمهورية، ضمت 103 دوائر وتنافس فيها المرشحون على 226 مقعدا فرديا و60 مقعدًا فى دائرتين للقوائم، فيما تنوع تقييم تلك المؤسسات وفق ما تابعته ورصدته كل منظمة، وفى هذه السطور يرصد "برلمانى" آراء وتقييمات هذه البعثات والمنظمات للمرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية التى تابعت المرحلة الأولى وجولة الإعادة.
رئيس البعثة الدولية لمراقبة الانتخابات: سطوة المال السياسى أبرز السلبيات
بين المنظمات التى تابعت الانتخابات البرلمانية، البعثة الدولية لمراقبة الانتخابات البرلمانية، وعن نشاطها خلال الانتخايات قال لؤى ديب، رئيس البعثة الدولية - فى تقرير صادر عن البعثة - إن أبرز السلبيات التى ظهرت خلال المرحلة الأولى كانت تتمثل فى رصدنا لسطوة المال السياسى، إضافة إلى تراجع قدرة الأحزاب المصرية على الحشد وانخفاض تأثيرها فى الشارع المصرى، مؤكداً أن الانتخابات بشكل عام جيدة،
بعثة جامعة الدول العربية تعرب عن ارتياحها للإعداد والتنظيم الجيدين
كذلك أكدت البعثة التى رأستها السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال بالجامعة العربية - فى بيان صحفى صدر عن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية - على أن الملاحظات السلبية التى رصدت خلال هذه المرحلة لن يكون لها تأثير جوهرى على النتائج النهائية، معربة عن ارتياحها للإعداد والتنظيم الجيدين لعملية الاقتراع، وللأجواء السلمية التى جرت فى ظلها هذه المرحلة، كما أكدت على الدور المهم للجنة العليا للانتخابات فى تطبيق ما نص عليه هذا القانون فى المادة 36 بشأن مرتكبى هذه التجاوزات وإحالتهم إلى النيابة العامة حال ثبوت المخالفات بحقهم، ما قد يحد من هذه الظاهرة السلبية خلال المرحلة المقبلة.
وجاءت ملاحظات متابعى بعثة الجامعة فى اللجان التى تمت زيارتها على النحو التالى: افتتاح معظم اللجان التى زارتها البعثة فى الوقت المحدد لها قانونًا، وتمت إجراءات الافتتاح وفقًا للقانون، مع توافر جميع المواد الانتخابية، واستمرار قيام قوات الجيش والشرطة بالدور المنوط بها، إذ قامت بتأمين المراكز واللجان تأمينًا كاملًا ومكثفًا دون التدخل فى مسار العملية الانتخابية، وقدمت المساعدة لكبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة، كما أشادت البعثة بالجهود التى بذلتها كل الجهات المعنية، وعلى رأسها اللجنة العليا للانتخابات والقضاة والأجهزة الأمنية، لتنظيم وتأمين المرحلة الأولى للعملية الانتخابية بأكملها.
مؤسسة ماعت: الانتخابات جاءت وسط تحديات تواجه مصر والمنطقة العربية
وبالنسبة لمؤسسة ماعت للسلام، قال أيمن عقيل، رئيس المؤسسة ومنسق البعثة الدولية المحلية لمراقبة الانتخابات البرلمانية، إن البعثة اهتمت منذ يناير 2014 بدعم الشعب المصرى فى تطلعه المشروع نحو الديمقراطية والحرية، إذ تأتى الانتخابات البرلمانية كخطوة ثالثة وأخيرة فى خارطة الطريق التى أعلنت استجابة لثورة الشعب المصرى العظيمة، لإنهاء حكم جماعة كانت تمارس الإقصاء وتهدد الوطن بحرب أهلية شاملة.
وأضاف "عقيل" أن البعثة كانت محايدة وموضوعية للعملية الانتخابية، لافتا إلى أن البرلمان المقبل تنعقد عليه آمال كبيرة لتحويل نصوص الدستور لقوانين، متابعا:"الانتخابات جاءت وسط تحديات تواجه مصر والمنطقة العربية بأكملها، أهمها المخططات الإرهابية، كما خرجت بعد عامين من مواجهة شرسة بين الدولة والإرهاب الذى تدعمه دول ومنظمات لا تريد الخير لهذا الوطن".
وأكد رئيس مؤسسة ماعت للسلام، ومنسق البعثة الدولية المحلية، أنه لا يمكن لمتابع محايد أن يتغاضى عن السياق الذى تجرى فى ظله الانتخابات، والتى خرجت متوافقة مع المعايير الدولية، ولكن هذا لا يجعلنا نتغاضى عن معدلات المشاركة المنخفضة، وهو ما يدفعنا إلى أن ندعو الدولة لتبنى برامج لدعوة الناخبين، وبالأخص الشباب، للمشاركة مستقبلاً، ويضع هذه المسؤولية على عاتق الأحزاب ومنظمات المجتمع المدنى أيضا، مضيفًا: "لقد قامت البعثة الدولية منذ يناير 2015 وحتى الآن بمتابعة كل مجريات العملية الانتخابية، وأسّست مرصدًا للانتخابات البرلمانية، وحرصت على عقد لقاءات مع كل المؤسسات المعنية بالعملية الانتخابية للوقوف على تقييم الانتخابات".
بعثة الكوميسا: الإقبال كان ضعيفا مع عزوف الشباب بصورة ملفتة للنظر
بينما قال السفير الزامبى فيلكس موتاتى، رئيس بعثة الكوميسا، إن الانتخابات البرلمانية فى مصر تمت فى جو اتسم بالسلم والشفافية والدقة، وتمتعت بالحماية والأمن الجيدين، وإن ما تم النص عليه فى الدستور تم تنفيذه بصورة كاملة نحو استكمال الاستحقاق الأخير فى خارطة الطريق السياسية، لافتا إلى أن بعثة المتابعة لاحظت حدوث بعض التحسينات فى جولة الإعادة.
وتابع "موتاتى": "إن مسؤولى اللجان الانتخابية بمرحلة الإعادة وضعوا بطاقات تعريف لم تكن موجودة من قبل، إضافة إلى السماح لنا بالدخول دون قيود، وكذلك قدم لنا المسؤولون كل المساعدات التى طلبناها، وبالرغم من ذلك فإن هناك بعض السلبيات، وأهمها أن إقبال الناخبين كان ضعيفا مع عزوف الشباب بصورة ملفتة للنظر"، وأوضح السفير الزامبى فيلكس موتاتى، رئيس بعثة الكوميسا، أن هذا الأمر يحتاج إلى التوعية، متابعا: "لكننا فى كل الأحوال نهنئ الشعب المصرى بإجراء هذه الانتخابات فى هذا الجو الذى اتسم بالسلمية والشفافية، ونأمل أن تتسم المرحلة الثانية بهذه الصفات أيضا".