كتب محمد سالمان
منذ بداية عمل البرلمان فى 10 يناير الماضى، ظهر عدد من نواب يغردون خارج السرب كل منهم فى طريقه سواء فى المعارضة أو التأييد، وآخرون سلكوا منحى آخر مثير لعلامات التعجب والاستفهام دائمًا، وعلى رأس هؤلاء النائب إلهامى عجينة، الذى أثار الجدل منذ اليوم الأول للمهمة البرلمانية بتصريحاته وآرائه وردود أفعاله فى الجلسات.
بداية التعارف بين "عجينة" وجمهور البرلمان كان مع بداية دور الانعقاد الأول عندما خرج عضو لجنة حقوق الإنسان على وسائل الإعلام، وفى الجلسة أيضًا ليطالب النائبات بضرورة الاحتشام، وإلزامهن بزى يليق بهيبة وجلالة البرلمان، ذلك الرأى دفع النائبات للتقدم بشكوى إلى رئيس البرلمان على عبد العال، وطالبن باعتذار "عجينة" وحذف كلمته من المضبطة، فلا يعقل أن تظل هذه الكلمة فى مضبطة مجلس النواب.
المثير أن "عجينة" بعد ذلك تراجع عن حديثه حول احتشام النائبات داخل البرلمان لكنه فى نفس الوقت طالب بعدم ارتداء "ملابس كاجوال" عمومًا سواء رجال أو سيدات، لأن قاعة مجلس النواب لها قدسيتها ويسن فيها قوانين لتسيير أمور الأمة.
وبعد أزمة الملابس الرجال والسيدات، أثار "عجينة" الجدل عندما أعلن عن عزمه الظهور مع الدمية "أبلة فاهيتا" فى برنامجها "أبلة فاهيتا من الدوبلكس" رغم من موقف فاهيتا المعروف تجاه نواب البرلمان والهجوم الذى شب بين الطرفين، بسبب إهانتها المستمرة للمجلس، مما أثار حفيظة النواب مطالبين "عجينة" بعدم الظهور معها حتى استجاب الأخير فى نهاية الأمر واعتذر عن اللقاء قبل إذاعته بساعات قليلة.
نهج "عجينة" لم يختلف فى أى قضية أثيرت تحت القبة وظلت تعليقاته وآراؤه مادة دسمة لوسائل الإعلام على مختلف أنواعها، إلى أن عاد للظهور على السطح بنفس القوة لكن مع نهاية دور الانعقاد لدرجة أن تصريحاته التى أعلن فيها أنه أيد ختان الإناث بشدة وصولا إلى الختان الجائر نقلتها صحيفة إندبندنت البريطانية، عندما قال : "إحنا شعب رجالته بتعانى من ضعف جنسى"، بدليل أن مصر من أكبر الدول المستهلكة للمنشطات الجنسية التى لا يتناولها إلا الضعيف، وإذا بطلنا نعمل ختان هنحتاج رجالة أقوياء، ونحن لا نمتلك رجالاً من هذا النوع".
اللافت للنظر أن "عجينة" استمر فى تصريحاته المثيرة للجدل رغم الهجوم عليه، مؤكدًا أن 64% من رجال الشعب المصرى يعانون من الضعف الجنسى، مضيفًا: "أحيانا أكون من بين هؤلاء المصابين وأحيانا لا"، إلى أنه أثار حيرة الجميع مرة أخرى عندما ناقض نفسه وقال: "أنا أرفض عملية الختان لبناتى وأرى أنه جريمة، وأنصح أصدقائى أن لا يجروا عملية ختان لبناتهم، لكننى ضد القانون المغلظ لعقوبة الختان، لأن الختان عملية أسرية خاصة وصعبة التطبيق والقانون لن يستطيع الوصول لها، فالفتاة التى سيتم الاعتداء عليها لا يمكنها تقديم بلاغ ضد والدتها وأبيها لأنها طفلة"!.
فيما ينتظر الجميع فى الوقت الراهن عما ستسفر عنه الأوضاع بالنسبة للنائب المثير للجدل بعدما كشفت مصادر عن اتخاذ الدكتور على عبد العال، رئيس مجلس النواب، قرارًا بتحويل النائب إلهامى عجينة، عضو المجلس عن محافظة الدقهلية، إلى هيئة مكتب البرلمان، للتحقيق معه على خلفية الشكاوى المقدمة ضده، استنادًا إلى تصريحاته غير اللائقة بحق رجال وسيدات مصر فى ضوء حديثه عن ختان الإناث.