لم تؤثر أزمة الدولار على ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية والأجهزة ووسائل النقل فقط، لكنها طالت سوق الكتب، سواء كان فى المكتبات أو سور الأزبكية لبيع الكتب القديمة، حيث لجأ بعض التجار لبيع الكتب "المضروبة" على حد قولهم لتحقيق هامش ربح مقبول، مما كان له تأثير كبير على حركة البيع فى المكتبات ودور النشر، بالإضافة إلى مشكلات أخرى قصها أصحاب مكتبات شهيرة وأصحاب أكشاك بيع الكتب بسور الأزبكية لكاميرا موقع"برلمانى"، كما وجهوا رسائل إلى أعضاء لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب.
حيث قال "رؤف العشرى" أحد القائمين على مكتبة مدبولى، أن ارتفاع أسعار الدولار مؤخرا أثرت على حركة المبيعات داخل سوق الكتب، حيث تراجعت نسبة الشراء بشكل كبير، وهذا يفوق مقدرة أصحاب المكتبات والقارئ المصرى، حيث زادت أسعار المواد الخام والطباعة إلى الضعف.
وتابع "العشرى" أن المشكلة التى ستقابل أصحاب المكتبات بسبب ارتفاع الدولار، ستوضح أكثر أثناء معرض الكتاب هذا العام، حيث إنهم يحصلون على الكتب بحساب الأجل، فالكتاب الذى تم شراؤه من قبل بمبلغ 60 جنيها سيحاسب عليه بعد المعرض بسعر 180 جنيها، وهذه كارثة كبيرة وخسارة فادحة لأصحاب المكتبات تتجاوز الـ70%.
كما طالب "العشرى" لجنة الثقافة بمجلس النواب، بوضع رؤية وتصور لحل مشكلة ارتفاع الدولار الذى يكبدهم خسارة فادحة ويحد من الحركة الثقافية داخل المجتمع المصرى،كما أكد على مطالباتهم للسؤولين لعمل رقابة شديدة جداً على سوق الكتب وخاصة سور الأزبكية؛ لأن هناك مكتبات تقوم بتزوير الكتب، وهذا له تأثير كبير على دور النشر؛ فتكلفة الكتاب مرتفعة جداً من ورق وأحبار وإضاءة ومؤليفين، وأيضاً له تأثير كبير على أصحاب على المكتبات؛فالكتاب الذى كان يباع بـ150 جنيها فى المكتبه يباع فى هناك بـ 10 و20 جنيها.
كما التقت كاميرا "برلمانى" الحاج محسب"أحد تجار الكتب القديمة بسوق سور الأزبكية، والذى وجه رسالة للجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب قال فيها، أن سور الأزبكية من الأماكن الأثرية التى لها طابع خاصة ممزوج برائحة التاريخ يجب الاهتمام به والحفاظ عليه فقد أوشك على الانقراض، وأطالب اللجنة بتقديم طلب إلى وزير الثقافة بنقل السوق من المكان الحالى ليعود مرة أخرى إلى مكانه القديم المسماة بـ"بين الجناين" أو حالياً امتداد 26 يوليو، أن يفتح مرة أخرى وتوضع فيه المكتبات على الجانبين، وهذا سينتج حالة ثقافية هائلة، خاصة وأن المكان يضم مسرح الطليعة والأزبكية ومسرح العرائس، هذا بدلاً من البائعين الجائلين الذين احتلوا المكان هناك، فالعلم نور ويجب ألا يدفن هكذا داخل هذا المكان.
كما وجه "محسب" رسالة إلى أصحاب المكتبات داخل سور الأزبكيه قال فيها"أناشد كل الزملاء الذين لجأوا لبيع الكتاب المضروب أن يعودا مرة أخرى للكتاب القديم، فهذا السوق أقرب على الانقراض ويجب الحفاظ عليه،كما أن هناك حقوق ملكية وفكرية فلا يصح أن نأخذ حق غيرنا".
ومن جانبه قال يوسف القعيد عضو لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب، إن تعويم الجنيه كارثة على مصر بما فيه الكتاب، وإذا لم يتم الاستجابة لمطالب أصحاب المكتبات لن يكون هناك معرض للكتاب فى يناير المقبل، وإذا حدث هذا ستخسر مصر الذراع الثقافى الأخير فيها من خلال هذا المعرض.
وتابع "القعيد"أنه حتى الآن لم تأت له مذكرة من أصحاب المكتبات فى سور الأزبكية لنقل مكاتباتهم، وإذا حدث ذلك فسوف يقدمها على الفور إلى محافظ القاهرة بشكل رسمى،وكذلك مذكرة بخسائر أصحاب المكتبات بسبب ارتفاع أسعار الدولار، فإذا أرسلت له سيقدمها بصفه رسمية إلى حلمى النمم وزير الثقافة.