من التوافق الشديد، إلى الخلاف الحاد، مراحل مختلفة شهدتها علاقة المهندس نجيب ساويرس مؤسس حزب المصريين الاحرار، والدكتور عصام خليل رئيس الحزب حاليا .
ففى البداية نجح خليل فى الحصول على ثقة "ساويرس" لتنصيبه أمينا عاما للحزب، خلفا للدكتور أحمد سعيد الذى ترك المنصب بسبب اعتراضه على طريقة الادارة .
وفيما بعد ترشح خليل لرئاسة حزب المصرين الأحرار ، خاصة بعد نجاحه فى ادارة الحزب خلال الانتخابات البرلمانية ، وحصول الحزب على 65 مقعدًا ، مما جعل حزب المصريين الأحرار الحزب رقم واحد فى مصر ، مما رفع رصيد الثقة فيه من جانب نجيب ساويرس مؤسس الحزب .
وبعد نجاح الحزب فى الحصول على 65 مقعدا فى الانتخابات، واجه الحزب استقالة عدد من الاعضاء ومن ضمنهم عماد جاد، والدكتور أسامة الغزالى حرب لاعتراضهم على طريقة ادارة الحزب، إلا أن ذلك لم يمنع ساويرس من استمراره فى دعم خليل، مؤكدًا أن الحزب لا يواجه اى مشكلة فى الادارة .
ووقتها وصف عماد جاد انتخابات رئاسة الحزب بالمسرحية مؤكدا على وجود مشاكل فى ادارة الحزب بسبب سيطرة عصام خليل ، ولكن ساويرس رفض ذلك ، مؤكدًا ان عماد جاد جانبه الصواب قائلا :" تصريحات عماد جاد جانبها الصواب ، والحقيقة إنه "غلط وما كنتش مستنى منه ده".
وبعد انتهاء الانتخابات وإعلان فوز عصام خليل ، هنأ المهندس نجيب ساويرس، مؤسس حزب المصريين الأحرار، الدكتور عصام خليل، بفوزه فى انتخابات رئاسة الحزب، مؤكّدًا أنه سعيد بهذا اليوم.
وقال ساويرس، خلال كلمته عقب إجراء الانتخابات: "ألف مبروك للدكتور عصام، وأتوجه بالشكر للمرشحين الخاسرين، وعلى رأسهم المهندس محمد البيلى" مؤكّدًا أن البيلى، شخصية أساسية فى العملية الديمقراطية، وحصوله على عدد من الأصوات يؤكد نزاهة العملية الانتخابية التى أجريت، متمنيًا أن تشهد الانتخابات الرئاسية القادمة للحزب عددًا أكبر من المرشحين.
وفى المؤتمر العام السابق للحزب فى شهر مارس الماضى ، أثنى ساويرس على أداء عصام خليل فى إدارة الحزب مؤكدًا ان الحزب يدار بمؤسسية .
وقال ساويرس ، عصام خليل أثبت نجاحًا كبيرًا فى إدارة شؤون الحزب ، مؤكدًا أن الحزب يدار بمؤسسية كبيرة، لافتًا إلى أن أداء نوابه تحت قبة البرلمان أداء قوى وإيجابى، بشهادة الأصدقاء قبل الأعداء، وأن طموحات الحزب أن يكون صوت الضمير الحى فى هذا البرلمان.
وبعد فترة من انطلاق البرلمان بدأ نجيب ساويرس يعرب احيانا عن عدم رضاه عن بعض مواقف نواب الحزب، ومن ضمنها على سبيل المثال التصويت بإسقاط عكاشة، وبعدها بفترة بدا ساويرس الإعلان صراحة عن رغبته فى الابتعاد عن السياسة، ولكنه ظل مؤسسا للحزب، وعضوا فى مجلس امنائه .
الخلافات بين ساويرس و خليل ظهرت بشكل قوى مع إعلان عصام خليل انعقاد المؤتمر العام للحزب ، لإجراء تعديلات على اللائحة الداخلية للحزب ، وهو ما دفع مجلس الأمناء بقيادة ساويرس إلى إصدار بيان أعلن فيه رفضه اجراء أي تعديلات على اللائحة دون عرضها على المجلس ، ولكن عصام خليل أصر على انعقاد المؤتمر مؤكدا ان كل الاجراءات قانونية ، .
وطالب مجلس الامناء عصام خليل كرئيس للحزب بإلغاء المؤتمر العام ،و قال المهندس نجيب ساويرس ، إن نصوص التعديلات المقترحة على لائحة الحزب، والتى من المُقرر أن يتم التصويت عليها غداً فى المؤتمر العام له، لم تُعرض على مجلس الأمناء، وهو ما يُخالف نص المادة 59 من لائحة الحزب، بإنه لا يجوز تعديل اللائحة إلا بموافقة مجلس الأمناء، وهذا لم يحدث، قائلا " ولن نسمح بأى تجاوز أو تعدى على ذلك حتى لو كان من رئيس الحزب ذاته".
وانعقد المؤتمر العام اليوم الجمعة فى غياب ساويرس وتم التصويت على إلغاء مجلس الامناء بأغلبية كبيرة من الحاضرين للمؤتمر .