قالت الدكتورة عقيلة دبيشى، مدير المركز الفرنسي للدراسات الاستراتيجية والدولية، إن هناك تأثيرات اقتصادية عالمية واضحة على الكثير من الدول جراء الأحداث القائمة بين روسيا وأوكرانيا، وخاصة 80 % من الصادرات الروسية إلى الخارج هي الآن في المواد الخام، الغاز والنفط في المقام الأول.
وأضافت مدير المركز الفرنسي للدراسات الاستراتيجية أن صناعة البترول في روسيا هي واحدة من أكبر الصناعات في العالم، وهي أكبر مصدر للغاز الطبيعي. ومن الصادرات الرئيسية الأخرى الفحم والحديد والألمنيوم والمعادن النفيسة والأخشاب المنشورة والحبوب، وهذا يجعل الاقتصاد العالمي كله، مرهون لتقلبات الاقتصاد الروسي وقراراتها اتجاه قدرتها على التوريد، في ظل الحرب، أو امتناعها عن توريد السلع الى العالم الذي قرر عدم التعاطي مع الشركات الروسية.
ولفتت أن هذا يعنى ان العديد من السلع ستكون مفقودة، وعلى الاغلب لن تكون متوفرة في المستقبل، وهذا يجعل الأسواق تعاني من شح هذه المواد، وهو ما يدفعها الى الارتفاع الحاد، كما أن الحرب في أوكرانيا ستؤدي إلى تعطيل التجارة في البحر الأسود وتعريض ما يقرب من ثلث صادرات العالم للخطر.
وتابعت أن هناك مخاطرة بشان التبادلات التجارية بين بعض الدول، خوفا من انخفاض العملات، وعدم الاستقرار المالي، في ظلارتفاع المواد الغذائية وغيرها من السلع، الى مستويات مرتفعة، وهناك تخوف كبير من حظر روسيا من نظام سويفت، فتخسر كل الشركات التي لها مديونيات على روسيا اموالها ، وبالتالي هذا يجعل كل الشركات تتحفظ على مخزوناتهم التجارية، او ترفع اسعارها خوفا من الافلاس في طل عدم الاستقرار، ناهيك عن أنه في مثل هذه ظروف ترفع شركات التأمين قيمة كفالاتها، لان المخاطر تكون متزايدة، واحتماليات ان تتعرض الحمولات أو الصفقات للخطر وارد بشكل اعلي من قبل وهذا يدفع هذه الشركات الى رفع قيمة المواد والسلع الغذائية.