كتبت آمال رسلان
بعد وضع روسيا تحت مقصلة العقوبات الغربية ردا على غزوها أوكرانيا حاولت موسكو بشتى الطرق الرد بنفس القوة على الإجراءات الغربية، وبدلا من أن تجلس تنتظر عملية عزلها دوليا خطوة تلو الأخرى اتخذت هى زمام المبادرة بالانسحاب من عدد من المنظمات الدولية، كان آخرها منظمة السياحة العالمية.
وعلى مدار الأيام الماضية بدأ مجلس "الدوما" فى قيادة بلاده نحو الرد على العقوبات الدولية بطريقة لم تكن متوقعة، وفى الوقت الذى بدأت فيه أمريكا ودول أوروبا بتهديد موسكو بطردها من المنظمات الدولية، جاء رد الفعل من مجلس الدوما عنيفا بالإعلان عن رغبة بلاده فى الانسحاب طوعا.
وكان آخر تلك القرارات اعلان موسكو الانسحاب من منظمة السياحة العالمية، وكتبت المنظمة في تغريدة: «أعلنت روسيا نيتها الانسحاب من منظمة السياحة العالمية» خلال اجتماع الجمعية العمومية في مدريد، مضيفة أن تعليق عضويتها «أصبح سارياً بشكل فوري» من المنظمة التي أعلنت في مطلع مارس أنها تريد تعليق عضوية روسيا بسبب غزو أوكرانيا.
وفى آخر فبراير بدأ الدوما أولى إجراءاته بالانسحاب من مجلس أوروبا، ردا على إعلان المجلس فى 25 فبراير تعليق عضوية روسيا، وقالت وزارة الخارجية الروسية، إنّ موسكو لن تشارك فى تحويل مجلس أوروبا إلى منصة للنرجسية الغربية من جانب "الناتو" والاتحاد الأوروبى، وحمل نائب رئيس مجلس الدوما الروسى، بيتر تولستوى، دول حلف "الناتو" المسؤولية عن تقويض الحوار مع المجلس.
ولم يمضى أسبوعين حتى أعاد الدوما تهديداته للمجتمع الدولى ولكن هذه المرة بالانسحاب من منظمة التجارة العالمية، ورغم أنه حتى الآن لم يتخذ القرار إلا أن المناقشات داخل المجلس مستمرة حول تداعيات الانسحاب، بعد أن قدم عدد من النواب الروس مشروع قانون لخروج موسكو من منظمة التجارة العالمية، وذلك بهدف حماية المصالح الوطنية لروسيا، وضرورة اتباع سياسة دفاعية كرد على ضغوط العقوبات وكدفاع عن النفس.
وقدم مشروع القانون إلى المجلس نواب عن حزب "روسيا العادلة - من أجل الحقيقة"، وتم نشر نص الوثيقة فى الموقع الرسمى لمجلس الدوما، وجاء فيها: "قدم نواب فى حزب (روسيا العادلة - من أجل الحقيقة) إلى مجلس النواب الروسى مشروع قانون للتنديد بالبروتوكول الخاص بانضمام روسيا إلى اتفاقية إنشاء منظمة التجارة العالمية".