ما يزال القلق يساور العراقيين من استمرار حالة الانسداد السياسي وتعطيل الاستحقاقات، التي يقع على عاتقها النهوض بواقع الخدمات والتصدي لاي اضطرابات أمنية واقتصادية وسياسية مفاجئة.
وبرغم اعلان توافق اطراف التنسيقي على خمسة مرشحين لرئاسة الحكومة المقبلة ،الا ان منصب رئيس الجمهورية لا يزال حجرة عثرة بين الحزبين الكرديين دون التوصل الى حسم، بحسب مراقبين ،الذين اكدوا ان (الاطراف الكردية ما زالت متعنتة بمواقفها بشأن اختيار رئيس الجمهورية ،حيث يصر الحزب الديمقراطي الكردستاني على مرشحه ريبر احمد على اعتبار ان المنصب من استحقاق الانتخابي،في حين يرى الاتحاد الوطني الكردستاني انه جدير بالمنصب وتجديد ولاية ثانية للرئيس الحالي).
وأشار المراقبون الى ان (عدم جدية الاطراف في تسوية الامر والذهاب بمرشحين الى البرلمان، قد يؤجل تشكيل الحكومة، برغم افصاح التنسيقي عن اختيار خمسة مرشحين وانه بصدد تقديمهم الى البرلمان بعد توافق البيت الكردي على من يتولى منصب رئاسة الجمهورية). ودعا رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسين، رؤساء القوى السياسية والكتل النيابية إلى تحمُّل المسؤولية وحسم الحوارات، للمضي بانتخاب رئيس الجمهورية. واكد الحلبوسين في بيان تلقته (الزمان) أمس انه (مع انتهاء العطلة التشريعية للفصل الأول للبرلمان وعطلة عيد الأضحى وبدء الفصل التشريعي الجديد، أدعو رؤساء القوى السياسية والكتل النيابية إلى تحمُّل المسؤولية وحسم الحوارات، للمضي بانتخاب رئيس الجمهورية، ليتسنى لنا اتخاذ الإجراءات اللازمة، عملاً بأحكام الدستور والنظام الداخلي للمجلس في تحديد موعد جلسة الانتخاب، وإكمال الاستحقاقات الدستورية لتشكيل الحكومة المرتقبة).
وعقد قادة التنسيقي، اجتماعا لمناقشة مجمل التطورات السياسية وموضوع تشكيل الحكومة وانتخاب رئيس الجمهورية. وذكر بيان له عقب الاجتماع ان (التنسيقي اقر انعقاده الدائم في جلسة مفتوحة ومستمرة لاختيار رئيس الوزراء خلال الايام المقبلة وفق الاليات التي وضعها لذلك)، داعيا البرلمان الى (عقد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية خلال هذا الاسبوع لغرض اكمال الاستحقاقات الدستورية).
وجدد البيان (دعوة الاطراف الكردية الى تكثيف حواراتهم والاتفاق على شخص رئيس الجمهورية او الية اختياره، قبل عقد جلسة مجلس النواب من اجل الاسراع في اكمال متطلبات تشكيل الحكومة والمباشرة بتنفيذ خطوات البناء والاعمار والخدمات وغيرها مما ينتظره الشعب). بدوره، أكد عضو تيار الحكمة فهد الجبوري، أن الإطار رشح خمسة أسماء لمنصب رئاسة الحكومة المقبلة.
وقال في تصريح أمس ان (هناك اسماء متداولة للمرشحين لمنصب رئيس الوزراء، لكن تم تأجيل البت بذلك، لإصابة رئيس تحالف الفتح هادي العامري بكرونا ووجود قادة من التنسيقي خارج العراق)، لافتا الى ان (هناك أكثر من خمسة أسماء مطروحة، لكن نتحفظ على ذكرها الان، حيث تم اختيارها في ضوء مواصفات داخلية وخارجية ومقبوليتها وشعبيتها). ورأت رئيس كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني في مجلس النواب فيان صبري، ضرورة عقد مفاوضات جادة بشأن منصب رئيس الجمهورية، بين الحزبين الكرديين وباق الاطراف السياسية. وقالت في تصريح امس إن (الأطراف السياسية ترى ضرورة أن تعقد جلسة البرلمان لانتخاب رئيس الجمهورية في غضون هذا الأسبوع)، مشددة على (ضرورة عقد الجلسة هذا الأسبوع في حال اتفقت الأطراف السياسية)، واشار الى ان (مسألة تشكيل الحكومة لا يمكن حلها بين ليلة وضحاها، اذ ان أي مفاوضات جدية لم تجر إلى الآن، ونأمل بأن تبدأ المفاوضات مع جميع الأطراف داخل البرلمان).