د.العيسى: ديننا رسالة سلام ورحمة للعالمين والمجازفات التى تَرفَع شعاراتٍ محسوبة فى ظاهرها على الإسلام تمثل نفسها
بمناسبة اليوم الدولى للسلام: رابطة العالم الإسلامى تحتفى بأبرز أيقونة عالمية للسلام
المسدس المعقود أيقونة عالمية للسلام ورفض العنف متجاوزاً إطار فكرته الأولى.. ويقع مقره الدائم بمقر الأمم المتحدة فى نيويورك
انتقال الأيقونة العالمية لفرع الرابطة بالرياض تأكيد على إحدى طلائع قيمها الإسلامية الداعية للسلام
رئيس الجمعية العمومية للأمم المتحدة: الرابطة تقوم بعمل متكامل فى تغيير الواقع وترسيخ السلام وإيضاح حقيقة الإسلام.. وسنواصل فى الجمعية العمومية للأمم المتحدة دعمها
مدير مؤسسة مشروع "لا للعنف" يشيد بالدور العالمى للأمين العام فى نشر السلام ويعرب عن سعادته بتدشين "المسدس المعقود" فى فرع رابطة العالم الإسلامى بالرياض
بالتزامن مع إحياء اليوم الدولى للسلام الذى يوافق 21 سبتمبر من كل عام، احتفت رابطة العالم الإسلامى بمشاركة رئاسة الجمعية العمومية للأمم المتحدة ووفد رفيع من مملكة السويد، بتدشين رمز السلام الشهير؛ "المسدس المعقود"، فى المقر الفرعى لرابطة العالم الإسلامى بمدينة الرياض، الذى بات أيقونة عالمية ابتدأت من مقر الأمم المتحدة متجاوزاً إطار فكرته الأولى فى نيويورك حيث نصبت الأمم المتحدة داخل مقرها مجسم المسدس المعقود لدلالته العالمية الداعية للسلام ونبذ العنف.
جاءت احتفالية الرابطة صباح الأربعاء بهذا الحدث الدولى وتدشين أيقونته العالمية بحضور الأمين العام للرابطة، رئيس هيئة علماء المسلمين، الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، ووسط حضور رفيع من القيادات الدولية والإسلامية الفاعلة فى تعزيز السلام ومحاربة العنف على الساحة الدولية.
وقد شارك رئيس الأمم المتحدة وعدد من الفعاليات الدولية والشخصيات الإسلامية، فى هذه الفعالية والذى تضمن إبراز جهود الرابطة الداعية للسلام ورفض العنف كما هو منهج الإسلام فى ظلال هديه الرفيع والحكيم الذى جاء رحمة للعالمين، ومؤلفاً لقلوبهم، وحاضناً لهم برسالته المباركة، كما شهد إزاحة الستار عن منحوتة "المسدس المعقود" الذى يعد أبرز أيقونة عالمية للسلام.
ويحمل "المسدس المعقود"، مسمى "اللا عنف"، ويعد أقوى رمز عالمى للسلام ورفض العنف، ويمثِّل احتضانه فى فرع الرابطة بالرياض تأكيداً على إحدى أهم طلائع قيمها الإسلامية الداعية للسلام ورفض العنف.
وألقى الدكتور العيسى كلمة ترحيبية بالمشاركين فى هذا الحدث الدولى الاستثنائى، قال فيها: "نسعدُ بكم فى هذا اليوم الموافق لليوم الدولى للسلام ونحن ندشّن مجسم "المسدس المعقود" الذى بات باحتفاء الأمم المتحدة به أيقونة عالمية للسلام ونبذ العنف إننا نتشارك هذه القيمة العليا التى هى أحوج ما نكون إليها فى عالم اليوم، ونؤكد للجميع بأن السلام الحقيقى يبدأ من صدق وجدان المؤسسات الفاعلة فى سعيها الجاد نحو تعزيز سلام عالمنا ووئام مجتمعاتنا الوطنية".
وأضاف "نحن فى رابطة العالم الإسلامى، ومن خلال احتضان هذه الرمزية الدولية الأممية، نؤكد مجدداً بأننا دعاةُ سلامٍ ورحمة بالعالمين نرفض العنف بكافة أشكاله وصوره وذرائعه،. نريد أن نقول: لا عنفَ فى قيمنا، لا عنفَ فى أفكارنا، وأن المجازافات التى تَرفَع شعاراتٍ إسلاميةً فى ظاهرها، إنما تمثِّل نفسها ولا تُمثِّل حقيقة الإسلام، وكذا الشعارات السلبية التى يتم رفعها باسم أى دين أو ثقافة إنما تمثّل نفسها ونحن لا نعمم حكم ذلك على سائر أتباع الأديان والثقافات ومجمل أتباع الأديان، وأتباع الثقافات المتحضّرة، هم على قدرٍ من الوعى الإنساني".
وتابع: "كلنا ندرك بأن السلام الحقيقى يعنى باختصار الإسهام الفاعل والصادق فى تحقيقه، ويبدأ من اليقين الداخلى بأن السلام هو الخيار الوحيد فى منطق العقلاء والحكماء، وأن السلام يمر من بوابة النوايا الحسنة بصدقها وسماحتها، ويُبرهن على ذلك رفضُ كافة أشكال المواجهات الحادة، ومن ذلك رفض جميع أساليب العنف أو التحريض عليه"، مؤكداً "أن الصدام لا يمكن أن يُحَلّ بالصدام، وأن غالب صراعات اليوم ونزاعاته يمكن حلها بمنطق الحكمة.
وقال إن الاحتفاء برمزية المسدس المعقود تأتى من منطلق الترحيب الإسلامى بالسلام ودلالاته ورموزه الدولية ونبينا صلى الله عليه وسلم شهد حِلْفاً للعدالة والسِّلم قبل مجئ الإسلام وقال: "لو دُعيت به فى الإسلام لأجبت".
وقدَّم رئيس الجمعية العمومية للأمم المتحدة السيد عبدالله شاهد فى كلمة مسجلة، الشكر لرابطة العالم الإسلامى لاحتضانها مناسبة المسدس المعقود فى دلالته الأممية، كما ثمّن جهود القائمين على مشروع "لا للعنف" فى السويد فى تعزيز السلام فى كافة المجتمعات؛ مؤكداً أهمية الرمزية التى يحملها مشروع المسدس المعقود فى إنهاء الصراعات فى العالم.
وبيّن أن رابطة العالم الإسلامى تقوم بعملٍ متكاملٍ فى الدعوة إلى السلام واتخاذ مبادرات خَيّرة لتعزيزه، مؤكداً أن الرابطة لم تكتفِ بالدعوة إلى الوئام والتعايش، بل اتخذت خطوات عملية محسوسة على أرض الواقع لترسيخ ذلك، عبر توزيع المساعدات الإنسانية وفتح نوافذ الحوار بين مختلف الجهات، وتوضيح حقيقة الإسلام القائم على السلام.
وأكد شاهد أن عمل الرابطة فى نشر الوئام والتفاهم له أثرٌ بالغٌ فى تبديد نزعات التمييز والكراهية، وقال: "أُحيى الرابطة على جهودها، وأشجعها على بذل المزيد، وأؤكد أن الجمعية العمومية التى أترأسها ستواصل تقديم الدعم للرابطة".
وأكّد حرص مشروع "لا للعنف" على نشر ثقافة التسامح والحوار فى كافة أرجاء العالم، والدعوة إلى نبذ العنف وما يؤدى إليه من خراب ودمار وتفويت لفرص الازدهار والتقدم على الأمم.
تلا ذلك عدد من الكلمات والحوارات ذات الصلة، وشارك فى الحضور شخصيات سويدية بارزة بزيها الوطنى التقليدى المصاحب عادة لتدشين أمثال هذه الفعالية المنطلقة ابتداء من السويد قبل احتضان الأمم المتحدة لها ومن ثم تحويلها لأيقونة دولية لتتجاوز إطار فكرتها الأولى.