أكد رئيس مجلس النواب الأردنى أحمد الصفدى، أن عدم إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وحق شعبها بإقامة دولته المستقلة ووقف الاستيطان والتعدى على المقدسات الإسلامية والمسيحية فى القدس، أحد أهم أسباب التوتر وعدم الاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط.
جاء ذلك لدى ترؤسه الوفد البرلماني الأردني المشارك بأعمال اجتماعات الجمعية (146) للاتحاد البرلمانى الدولى المنعقد في العاصمة البحرينية المنامة والذي يضم أعضاء من مجلسي الأعيان والنواب؛ بحضور السفير الأردنى فى المنامة رامى وريكات.
وقال الصفدي، إن الأردن يشكل نموذج الدولة التي حافظ فيها المسلمون والمسيحيون على ترابطهم وعيشهم المشترك، فنحن نؤمن أن المسيحيين العرب جزء أصيل من حضارتنا العربية والإسلامية، ومعا كنا يدا بيد في مسيرة البناء الوطني، وتلاقت بالمحبة والسلام أصوات المآذن وأجراس الكنائس، وعلى ضفاف نهر الأردن الخالد تتقابل مآذن فلسطين مع موقع مغطس السيد المسيح في أردن الهواشم والشعب العظيم، ليجسد بلدنا بتاريخه وحاضره المعنى الحقيقي للتسامح والوئام بين الأديان وبناء جسور المحبة بين الإنسانية جمعاء.
وأضاف الصفدي - خلال المؤتمر الذي يحمل عنوان "تعزيز التعايش السلمي والمجتمعات الشاملة: محاربة التعصب" - أن الأردن أطلق "رسالة عمان" التي أسست لرفض منهج التكفير والإقصاء، بما يحقق الوئام بين أبناء الإسلام وأتباعه، وكان يشهد أيضا إطلاق مبادرة "كلمة سواء"، والتي تدعو للعيش بين المسلمين والمسيحيين، مثلما تبنت الأمم المتحدة مبادرة "أسبوع الوئام بين الأديان" التى قدمها الملك عبد الله الثاني، ليصبح أول أسبوع من شهر فبراير من كل عام، أسبوع الوئام بين الأديان.
وأشار الصفدي - في حديثه عن قيم تعزيز العيش المشترك - إلى أن الإسلام عانى من تهم الزور والبهتان، فالمسلمون أكثر من عانوا وخسروا الأرواح بفعل أيادي الإجرام المتطرفة، وعلى العالم أن لا يتعامل بازدواجية في هذا الملف، فالإرهاب لا دين له، وتابع "شاهدنا كيف امتدت أيادي التطرف على المساجد والكنائس والمصلين الآمنين في أكثر من دولة في هذا العالم، وهنا أقول إن محاربة التطرف والإرهاب تحتاج إلى جهد وتنسيق دولي جامع، وهي رؤية عبر عنها الملك عبد الله الثاني من خلال دعوته المستمرة إلى مواجهة الفكر الظلامي، على المستويات كافة، العسكرية منها والأمنية والثقافية والاجتماعية.
ودعا إلى ضرورة التزام وسائل الإعلام المختلفة ومنصات التواصل الاجتماعي ومحركات البحث بعدم نشر أي محتوى يحرض على الكراهية والعنف، واتخاذ أقصى العقوبات بحق كل من يسهم في نشر هذه السلوكيات المتطرفة، وإلى وقف برامج التسلح التي يشهدها العالم، ومنها منطقة الشرق الأوسط والتي يجب أن تكون منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل وعلى رأسها الأسلحة النووية ومن الجميع دون استثناء، مشددا على ضرورة تبني الحوار سبيلاً لحل النزاعات والخلافات، ونبذ التعصب ودعم المبادرات الهادفة إلى تدعيم قيم المحبة والتسامح وتقبل الآخر واحترام رأيه.