يستعد الكونجرس للتصديق على نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024، وفوز دونالد ترامب، وجيه دي فانس بمنصب الرئيس ونائبه لأربع سنوات قادمة.
وقالت وكالة أسوشيتدبرس إن الجلسة المشتركة لمجلسى الكونجرس لعد الأصوات الانتخابية، والمقررة الاثنين، ستكون أقل احتفالية بكثير عما كانت عليه قبل أربع سنوات عندما تمت مقاطعتها من قبل حشد عنيف من أنصار ترامب الذين حاولوا وقف التصديق على النتائج وإلغاء خسارته أمام جو بايدن.
هذه المرة يعود ترامب إلى المكتب بعد فوزه فى انتخابات 2024، التي بدأت ببايدن مرشحا للحزب الديمقراطى وانتهت بخوض نائبته كامالا هاريس السباق بدلا منه، وستترأس هاريس جلسة التصديق على خسارتها، لتقوم بدورها بموجب الدستور الأمريكى بنفس الطريقة التي قام بها نائب ترامب السابق مايك بنس بهذا الدور، بعد اقتحام مبنى الكابيتول فى 6 يناير 2020.
وعادة ما تكون مسألة التصديق على نتائج انتخابات الرئاسة فى الكونجرس روتينية، حيث يجتمع مجلسا الكونجرس فى 6 يناير كل أربع سنوات وهى المرحلة الأخيرة من التصديق على نتائج الانتخابات الرئاسية، وذلك بعد أن ينتخب المجمع الانتخابى الفائز فى الانتخابات رسميا فى ديسمبر. ويعقد هذا الاجتماع بموجب الدستور، ويتضمن العديد من الخطوات المميزة.
وخلال الجلسة، يقرأ نواب من كلا الحزبين من كلا المجلسين النتائج بصوت مرتفع، ويقومون بإحصاء رسمي للأصوات، ويترأس الجلسة نائب الرئيس، بحكمه كونه رئيسا أيضا لمجلس الشيوخ، ويعلن هو الفائز.
ويتطلب الدستور أن يجتمع الكونجرس ويقوم بعد أصوات أعضاء المجمع الانتخابى. وفى حال وجود تعادل فى الأصوات، فإن مجلس النواب هو من يحسم الرئاسة، حيث يكون لكل وفد فى الكونجرس صوت. ولم يحدث هذا الأمر منذ القرن التاسع عشر، ولن يحدث هذه المرة أيضا لأن فوز ترامب بأصوات المجمع الانتخابى كان حاسما، حيث حصل على 312 صوتا، مقابل 226 صوتا لهاريس.
وكان الكونجرس شدد قواعد التصديق بعد أحداث العنف التي وقعت فى عام 2021 ومحاولات ترامب لتعطيل العملية.
وتم تمرير قانون "الإحصاء الانتخابى" المعدل فى عام 2022 ليحدد بشكل أكثر وضوحا دور نائب الرئيس بعدما ضغط ترامب بقوة على نائبه السابق بنس للاعتراض على هزيمته فى 2020 وهو الإجراء الذى يتجاوز الدور الصورى لنائب الرئيس. ورفض بنس محاولات ترامب واعترف بهزيمته وهو ما ستفعله هاريس هذه المرة أيضا.
ويوضح القانون المعدل أن نائب الرئيس لا يملك سلطة تحديد نتائج الانتخابات فى 6 يناير.
ولم تكن هاريس، ومن قبلها، بنس أول نواب للرئيس يجدوا أنفسهم فى موقف غير مريح بترأس جلسة تعلن خسارتهم فى لانتخابات. ففي عام 2001، ترأس نائب الرئيس أل جور جلسة عد أصوات انتخابات الرئاسة لعام 2000 والتي خسرها بفارق بسيط أمام الجمهورى جورج دبليو بوش. واضطر جول لاستخدام المطرقة عدة مرات فى ظل اعتراضات عدد من الجمهوريين.
وفى عام 2017، ترأس بايدن كنائب للرئيس الجلسة التي تم فيها إعلان فوز دونالد ترامب رئيسا. وأسكت بايدن أيضا اعتراضات من الديمقراطيين فى مجلس النواب والتي لم تحظى بأى دعم من مجلس الشيوخ.
وبعد عد الكونجرس أصوات المجمع الانتخابى، يتم تنصيب الرئيس على الجبهة الغربية للكابيتول فى 20 يناير.
وتعد الجلسة المشتركة لمجلسى الكونجرس الفرصة الرسمية الأخيرة لأى اعتراضات، بعيدا عن الطعون القانونية. وكانت هاريس قد اعترفت بهزيمتها ولم تشكك أبدا فى فوز ترامب.
فى عام 2021، رفض مجلسا النواب والشيوخ التحديات لأصوات المجمع الانتخابى فى أريزونا وبنسلفانيا.
وقبل 2021، فإن آخر مرة تم أخذ مثل هذه الاعتراضات فى الاعتبار كانت فى عام 2005، عندما اعترض نائب أوهايو توباس جونس وسيناتور كاليفورنيا باربرا بوكسر، وكلاهما ديمقراطيان، على عد الأصوات الانتخابية لأوهايو، وزعما وجود مخالفات تصويتية. وناقش مجلسى النواب والشيوخ الاعتراض قبل رفضه بسهولة. وكانت هذه المرة الثانية فقط التي يحدث فيها مثل هذا التصويت.