السبت، 23 نوفمبر 2024 10:45 ص

الثروة السمكية ببحيرة مريوط فى طريقها للاختفاء بسبب المخلفات الصناعية والصرف الملوث

الثروة السمكية ببحيرة مريوط فى طريقها للاختفاء بسبب المخلفات الصناعية والصرف الملوث بحيرة مريوط
الجمعة، 25 مارس 2016 07:17 م
كتب جورج إيليا
بحيرة مريوط هى إحدى البحيرات المالحة فى شمال مصر، تقع جنوب الإسكندرية، ويغطى منسوب مستوى الماء ببحيرة مريوط نحو ثمانية أقدام تحت مستوى البحر، وكانت تغطى مساحتها نحو 200كم² عند بداية القرن العشرين، ثمّ تقلصت مساحتها لتبلغ نحو 50كم² عند بداية القرن الحادى والعشرين، ويفصلها عن البحر الأبيض المتوسط ما يعرفه الجغرافيون بالـ"برزخ"، وعليه بنيت الإسكندرية.

وتستخدم ضفاف بحيرة مريوط لعدة أغراض اقتصادية منها المزارع السمكية والملاحات، كما استصلحت بعض الأراضى منها لخدمة التوسع العمرانى فى الوقت المتأخر.

كانت بحيرة مريوط متصلة من الجهة الجنوبية بنهر النيل ومن الجهة الشمالية بالبحر المتوسط، و كانت بحيرة مريوط طريقاً ملاحياً للسفن وتتصل بالفرع الكانوبى للنيل بواسطة قناة تسمى «قناة نواقراطس»، وكان الناس القادمين من الإسكندرية أو من منطقة الدلتا، يصلون بالمراكب إلى الشاطئ الغربى لبحيرة مريوط فى منطقة المكس حاليا.

وتعرضت بحيرة مريوط خلال الأربعين عاما الماضية إلى أنواع مختلفة من التلوث، سواء من الصرف الملوث عليها، وأدت هذه المعاملة السيئة فى النهاية إلى تلويثها وتدهور حالتها، ويعتبر أبرز ما تعرضت له البحيرة من تلوث هو إلقاء كميات هائلة ومستمرة من المخلفات الصناعية ومخلفات الصرف الزراعى ومخلفات الصرف الصحى كما تم تجفيف مساحات كبيرة منها بطريقة عشوائية فنقصت مساحتها من 248ك.م2 الى 71.414 ك.م.2.

ويبلغ عدد المتعايشين على بحيرة مريوط فى نشاط الإنتاج السمكى والمهن التكميلية المختلفة عن هذا النشاط حوالى 75 ألف نسمة مضيفا أنه على الرغم من عدد المراكب الشراعية بالبحيرة يصل إلى 2458 مركبا، إلا أن إنتاجية البحيرة متدنية للغاية رغم المساحة، وذلك يرجع الى حجم التلوث الكبير الذى أصاب البحيرة بالصرف عليها من مصادر الصرف الصناعى والصرف الصحى غير المعالج بالإضافة إلى الصرف الزراعى الذى أدى إلى تدهور نوعية المياه بالبحيرة واستمرار تناقص الثروة السمكية بها.

وتعتبر بحيرة مريوط المصدر الرئيسى لسد حاجة سكان الإسكندرية وضواحيها من الثروة السمكية أوائل الستينات، ثم هبط إنتاجها اليومى من الأسماك من 160 طنًّا حتى عام 1963 إلى سبعة أطنان فقط عام 1975 وإلى أقل من ذلك الآن.


print