كتب برلمانى
يمر اليوم 29 أبريل "الجمعة العظيمة" أو "جمعة الآلام" أو "جمعة الصلبوت"، ووفقًا للعقيدة المسيحية، فإن هذا اليوم، هو يوم صلب المسيح، وتبدأ صلوات الكنائس من السادسة صباحًا حتى السادسة مساءً بلا توقف، ويرتدى الشمامسة الزى الحزين وهم يرددون الألحان الحزينة التى لها أصول مصرية قديمة، وبعد الصلوات يعود الأقباط إلى منازلهم للراحة، وبعضهم يصوم عن الطعام طوال اليوم إلى نهاية صلوات ليلة العيد.
يعتبر يوم الجمعة العظيمة من أيّام الصوم الإلزامية للمسيحيين عند جميع الكنائس والطوائف، إذ كان صلب يسوع المسيح يوم الجمعة، حيث ذكرت الأناجيل الأربعة تلك الحادثة بالتفصيل، من بداية القبض عليه، حيث يمتنع فى هذا اليوم، عن الأكل والشرب بشكل انقطاع كاملٍ، بدءًا من ليل الخميس كما الحال فى الكنيسة البيزنطيّة وأيضًا الكنيسة القبطيّة، وأما بعدها، أى يوم السبت، فيكون الطعام غير محلّى وغير مطبوخٍ، ويكون نباتيًا.
وقد يرمز لهذا اليوم إلى اللون الأسود، وأيضًا الأرجوانى كما عند الأقباط والسريان، ونجد أن رمز هذا اليوم يكون الأحمر عند الرومان واللاتين، وكتب فى الإنجيل أنّ أحد تلاميذ السيّد المسيح هو يهوذا الاسخريوطى، قد قبض مبلغًا من المال مقابل تسليمه لهم، بعد العشاء الأخير الذى أقامه مع تلاميذه الإثنى عشر، حيث كان يسوع منشغلًا فى الصلاة فى ( بستان جثيمانى )، ليصطحب يهوذا جنود الرّومان، ويلقون القبض عليه، ليُساق إلى ( قيافا ) حيث يحكم بالموت، متّهماً إيّاه بالتجديف، وأنّه يدّعى بأنه المسيح.
يذكر الإنجيل أنّ محاكمة يسوع كانت غير شرعيّة، حيث اتّهم زوراً وبهتاناً، غير أنّه تعرّض للتعذيب والضرب، وقد طالب الناس أيضاً بصلبه، وعَلَت أصواتهم بكلمةٍ واحدةٍ ( اصلبوه )، ويذكر أنّهم هم نفسهم الذى هلّلوا لدخوله يوم الأحد، الذى يدعى ( أحد الشعانين ) إلى مدينة أوراشليم ليحمل صليباً خشبيّاً ويمشى فيه فى المدينة القديمة حتّى ( الجلجلثة )، وتمّ صلبه على عهد ( بيلاطس البنطى)، ويوضع على رأسه إكليلاً من الشّوك، ويعطى الخمر عند طلبه للماء، وتوضع فى أعلى الصليب خشبةً كتبه عليها "هذا هو ملك اليهود"، وكان بجواره مصلوباً لصّين، أحدهم استهزأ به، والآخر اعترف وآمن به .
تحكى الأناجيل بأحداثٍ خارقة عدّة حصلت فى هذا اليوم، حيث انشقّ حجاب الهيكل، وحدث ظلام فى الأرض، وإعلان الجندى قائد المئة إيمانه بالسيّد المسيح عليه السلام.